طاولة حوار مركزية لدائرة اللاجئين والأونروا في «الديمقراطية» بمشاركة «القومي» / مهدي: الأونروا بما تمثل تحتاج إلى جهود كل القوى الوطنية والقومية لاحتضانها وتثبيتها وحمايتها وهذا يتطلب حملة إعلامية مركزة وحزبنا داعم لها
الأونروا خط أحمر وليست مجرد وكالة بل شاهد دولي على نكبة فلسطين وضمانة أساسية لحقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة
لبناء حركة شعبية فلسطينية موحّدة ومنظمة بغطاء سياسي على المستويات كافة، تخدم المشروع الوطني وترفض كافة سيناريوهات نقل صلاحيات الأونروا
في خطوة جادّة لمعالجة الأزمات المتفاقمة التي تواجه وكالة الأونروا واللاجئين الفلسطينيين، نظّمت دائرة اللاجئين والأونروا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طاولة حوار مركزيّة في قاعة الشهيد أبو عدنان قيس في مخيم مار الياس – بيروت. شارك فيها ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي وممثلون عن السفارة الفلسطينية ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية والفعاليات النقابية والمهنية والاتحادات العمالية والجمعيات والمؤسسات المختصة، كما شارك عدد من الفعاليات الاجتماعية والوطنية والمؤسسية والإعلامية.
طاولة الحوار هذه حملت رسالة حاسمة للمجتمع الدولي وكيان الاحتلال على حد سواء: الأونروا خط أحمر، الأونروا ليست مجرد وكالة، بل شاهد دولي على نكبة فلسطين، وضمانة أساسية لحقوق اللاجئين وحقهم في العودة. وأي محاولات لتقويضها ستواجه بموجة من الحراك الشعبي والدبلوماسي المنظم الذي يعكس إرادة الفلسطينيين وتمسّكهم بحقوقهم الوطنية المشروعة.
من قلب مخيم مار إلياس، خرجت هذه الطاولة بتوصيات تعكس وحدة الصف وتفتح الطريق أمام خطوات عملية لصون الأونروا وتعزيز حضورها في مواجهة التحديات المستقبلية، حيث افتتحت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء مع النشيدين اللبناني والفلسطيني.
بدر
واستعرض رئيس دائرة اللاجئين والأونروا في الجبهة الديمقراطية أركان بدر، واقع الاعتداءات العسكرية على الأونروا وأكد أن الاستهداف للأونروا يأتي ضمن خطة منهجية ومدروسة، تعمل فيها «إسرائيل» وكافة أجندتها في حربها الشاملة على القضية الفلسطينية. يوازي ذلك واقع انقسام وتفكك وارتجال وعشوائيّة بين القوى المناصرة لشعبنا الفلسطيني وغياب خطة عمل توحد متكاملة. كما أكد أن قرارات «الكنيست الإسرائيلي» هي تعبير عن إفلاس سياسي واجتماعي وانحلال أخلاقي وعجز عن كسر إرادة شعب يريد الحياة. ودعا بدر إلى التمسك بالأونروا وتوحيد كافة الطاقات والجهود في معركة نزع الشرعيّة ورفض كافة السيناريوهات البديلة، والعمل على مبادرات تنفيذية وتحرّكات موحّدة مع توفير الغطاء السياسي للشعب الفلسطيني وتعزيز جهود الدبلوماسية على كافة الهيئات العليا لتوفير التمويل عبر مخاطبة البرلمانات والحكومات والأمم المتحدة، وخوض معارك قانونيّة لإبقاء الأونروا واستدامتها حتى العودة والتصدّي للمحاولات لتجويفها وإفقادها تأثيرها ودورها.
دبور
كلمة سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، ألقاها نيابة عنه نزيه شما، أكد فيها على أهمية الحفاظ على الأونروا وعدم نجاح أية بدائل لها، والتسلّح بالوعي وبأدوات منطقيّة تساعد الأونروا في تغذية موقفها وإقناع الدول المانحة بلغة قانونية وعلمية، مؤكداً محورية دور هيئة العمل الفلسطيني المشترك، باعتبارها إطاراً خدمياً جامعاً لكل الفلسطينيين في لبنان، وللشراكة مع الأطر اللبنانيّة في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني دور محوري في تنظيم العلاقة الفلسطينية اللبنانية مع التأكيد على الثوابت بأن لا توطين ولا بديل عن حق العودة وإقرار الحقوق الإنسانيّة والاجتماعيّة دعماً لهذا الحق.
الأيي
مدير مكتب لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني عبد الناصر الأيي، أشار إلى الدور الهام الذي مارسته لجنة الحوار عندما ترأست اللجنة الاستشارية للأونروا، ومواصلة دورها اليوم في ترؤسها اللجنة الفرعية مؤكداً أهمية عقد هذه الحوارات في سياق مراكمة الوعي الجمعي لمواجهة استحقاقات العدوان «الإسرائيلي»، واتخاذهم جملة من القرارات في سياق استهداف ممنهج لتدمير سمعة الوكالة واسمها، ووسمها بالإرهاب. مشيراً إلى ضرورة تواصل الجهود مع الدول المانحة وتوفير مساحات لإقناع البرلمانات والحكومات بأهميّة وحيوية دور الأونروا في ظل عجز أي بدائل عنها. كما دعا إدارة الأونروا إلى مضاعفة جهودها لتوفير التمويل وسدّ العجز بالموازنة، وأشار للسيناريوات الخطيرة التي تهدد الأونروا وعملها ومستقبلها وخدماتها، مؤكداً أهميّة وحدة الصف الفلسطيني واللبناني في مواجهة التهديدات التي تتعرّض لها الأونروا وحقوق اللاجئين.
سليمان
الباحث والمؤسس في مجموعة «عائدون»، الدكتور جابر سليمان انتقد التقصير الكبير في توفير خطة الطوارئ وتراجع الخدمات، معتبراً ذلك في إطار حصار وتجفيف موارد الأونروا، باعتباره جزءاً من الحرب والاستهداف لقضية اللاجئين. داعياً إلى حملة وطنية جامعة لإنقاذ الأونروا، تتحمّل فيها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة ودائرة اللاجئين الجهد الأكبر في بذل الجهود الدوليّة لدعم الأونروا وتوفير الموازنات اللازمة لتوفير الخدمات وتحسين جودتها.
هويدي
مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي، أكد أن استهداف الأونروا يأتي في سياق التنصّل من جريمة النكبة وتكريس شرعيّة «إسرائيل» في الأمم المتحدة والعمل على شطب قضية اللاجئين وقرار 194، مؤكداً على ضرورة العمل على أوسع حراك شعبيّ ودبلوماسيّ لمواجهة هذا الاستهداف وتحسين الخدمات حتى العودة.
اللوباني
مسؤول دائرة اللاجئين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سمير اللوباني انتقد أداء الأونروا أمام استحقاقات الحرب، وقصورها عن توفير خطة طوارئ فعلية، كما دعا لتوفير الخدمات وتحسين جودتها بما يتناسب مع واقع اللاجئين واحتياجاتهم.
الشولي
نائب مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) محمد الشولي طرح مراجعة شاملة لدور إدارة الأونروا الأخيرة وواقع خدمات الإغاثة والتعليم والصحة والفشل في الاستجابة الكارثيّة في الحرب، حيث تُركت مخيّمات بيروت وجنوب لبنان بلا موظفين، وفرض التحقق الرقميّ على اللاجئين، وتوقفت مشاريع الإعمار، واتبعت السياسات لإغلاق ودمج المدارس، مع تسليط سيف الحيادية على رقاب الموظفين بدعوى الانتماء الوطني، منتقداً إدارة الأونروا بأنها إدارة ترتجل ولا تخطط وتمارس سياسات هدر وتكرّر تجارب غير ناجحة.
قاسم
النقابي محمد السيد قاسم اعتبر أن المواجهة للاستهداف لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، وتراجع الخدمات انعكس سلباً على واقع المخيمات التي باتت تشكل خطراً على سكانها، داعياً لتعزيز الوعي الشعبي الجمعي وتطهير الجماهير في تحركات تعبر عن مصالحهم وإعداد دراسة قانونية شاملة لمواجهة الاستهداف «الإسرائيلي».
الخالدي
الدكتورة عزيزة الخالدي دعت إلى اتباع منهجية علمية تخطيطية في مقاربة هذا الموضوع، وتوفير إطار رقابة للدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني، واستثمار حالة التأييد الشعبي لتوفير الأموال وتطوير الخدمات، الأمر الذي يعكس مناصرة وترجمة فعلية في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
زيدان
أمين عام حركة الانتفاضة الفلسطينية حسن زيدان أكد أن الاستهداف رافق تأسيس الأونروا ومرّ عبر مراحل، واشتدّ مع تصاعد الأحداث بعد 7 أكتوبر في ظل الحضور الزاخم للرواية التاريخيّة للشعب الفلسطيني وحقوقه على كافة المستويات الدولية، داعياً إلى توحيد الجهود مع دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية.
العلي
منسّق مركز حقوق اللاجئين «عائدون» الدكتور محمود العلي، أكد مسؤولية الأمور في ما يتعلق بالتشغيل حتى إنجاز حق العودة باعتباره حقاً فلسطينياً مقدساً.
عباس
مدير جمعية الأطفال والفتوة محمود عباس أكد أن الضامن الأساسي لحق العودة هو المقاومة، وأن كافة المشاريع المشبوهة التي رافقت انطلاقة الأونروا منذ نشأتها هدفها تصفية اللاجئين الفلسطينيين، مشيداً بالدعوة إلى طاولة الحوار ومن قلب المخيم للخروج بتوصيات تُرفع إلى أعلى المستويات.
برغوث
مسؤول المكتب العمالي الحركي وعضو المكتب التنفيذي في اتحاد عمال فلسطين النقابي عمر برغوث أشار إلى ضرورة تحصين الكوادر وإظهار المستوى الحضاري والنضالي للشعب الفلسطيني في التحركات، وطرح البرنامج المطلبي بعيداً عن سياسات الإغلاق والإضراب.
محمد
المسؤول عن ملف الأونروا في حركة الجهاد الإسلامي، جهاد محمد، أشار إلى تطوّر الاستهداف السياسي والمالي وصولاً إلى استهداف عسكريّ، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يطالب بحقوق وطنية وليس إغاثيّة فحسب.
شاتيلا
وباسم اللجان الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية تحدث أبو عماد شاتيلا فأكد توفير غطاء سياسي فلسطيني موحّد للحفاظ على حق العودة والأونروا، وتحريض الشارع الفلسطيني وتعبئة الجماهير لتعزيز التحركات الشعبية، وبناء حوار إيجابي حول واقع المخيمات، باعتبارها قلاعاً نضالية لشعب يناضل ولديه حقوق إنسانية واجتماعية.
صلاح
عضو دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية سميرة صلاح، أكدت خلال كلمتها شمولية الاستهداف للأونروا واللاجئين في كافة أماكن انتشارهم، وفي ظل استجابة عدد من الدول المانحة للإملاءات الأميركية «الإسرائيلية» وتشويه الصورة تبرز الضرورة للعمل على توفير موازنة ثابتة للأونروا تلبي احتياجات اللاجئين، خاصة الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وإغاثة وخطة طوارئ شاملة.
صالح شاتيلا
عضو اللجنة المركزية في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني صالح شاتيلا أكد سلبيات الانقسام وانعكاساته على كافة قضايا شعبنا، داعياً إلى الوحدة الوطنية خلف منظمة التحرير الفلسطينية لتوحيد الجهود.
عبد الهادي
أمين سر اللجنة الشعبية للتحالف في شاتيلا وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة سليمان عبد الهادي أشار إلى تحسين خدمات الأونروا وتطويرها بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الصعبة.
الناطور
نائب رئيس اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين الدكتور سهيل الناطور أشار إلى إشكالية الالتزامات المالية الدولية للأونروا، لكونها طوعيّة، وخطورة مشاريع التوطين والتهجير للاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة.
البقاعي
رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين غسان البقاعي أكد فيها الأوضاع الصعبة التي يعانيها شعبنا في لبنان وضرورة تطوير الجهود وتوحيدها في مواجهة الاستهداف بما يحفظ كرامة شعبنا وحقوقه.
أحمد
واختتمت طاولة الحوار بمداخلة لمسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان يوسف أحمد الذي دعا للعمل على توحيد الرؤية اللبنانية – الفلسطينية في التعاطي مع هذا الملف الساخن، في حين تتسارع الخطط المنهجية والممارسات العلنية التي تستهدف حق العودة واللاجئين، عبر إعادة تعريف الأونروا وتشويه اسمها بالإرهاب، ومساعٍ لإيجاد بدائل عنها ونقل تفويضها لوكالات ومؤسسات أخرى.
ودعا الدولة اللبنانية لبذل مزيد من الجهود لمواجهة المخاطر التي تهدد الأونروا، ومعالجة التقصير في توفير خدماتها وعجزها، كما دعا إلى توحيد الجهود الفلسطينية وتعزيز التحركات الشعبية في المخيمات والتجمعات، والعمل لبناء حركة شعبية فلسطينية موحّدة ومنظمة بغطاء سياسي على المستويات كافة، تخدم المشروع الوطني وترفض كافة سيناريوهات نقل صلاحيات الأونروا إلى أي جهة أخرى أو أي مؤسسة، باعتبارها التزاماً دولياً تجاه نكبة شعبنا كما أقره القرار 302 ربطاً بالقرار 194. وأكد أن الالتزامات المالية هي التزامات المجتمع الدولي وتعبير عن مسؤوليته تجاه شعبنا المنكوب، مطالباً بتوفير ميزانية ثابتة للأمم المتحدة لتلبية احتياجات اللاجئين، ومشيراً إلى أهمية مواصلة التحركات الشعبية والاحتجاجات السلمية بشكل حضاري وواعٍ وامتلاك برنامج مطلبي تفصيلي يناضل لتوفير الحياة الكريمة للاجئين ربطاً بمواصلة نضالهم حتى إنجاز الحقوق الوطنية.
«القومي»
وكانت مداخلة لناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي قال فيها:
الخصوصية التي تتمتع بها الأونروا ليست لكون مسؤولياتها منحصرة بمتابعة أوضاع اللاجئين من أبناء شعبنا الفلسطيني، بل لأنها الشاهد الأممي الوحيد على الجريمة التاريخية غير المسبوقة المرتكبة بحق أمتنا.
فالأونروا حفظت وأرشفت – ورقياً إلكترونياً – سجلات اللاجئين من أهلنا في فلسطين على امتداد أكثر من ثلاثة أرباع قرن، مما جعلها مستهدفة بكافة الأسلحة.
أولاً: سلاح القتل. فقد استشهد خلال العدوان الأخير على قطاع غزة 369 عاملاً في الإغاثة من بينهم 263 من موظفي الأونروا.
ثانياً: سلاح الجوع. فعلى سبيل المثال، وخلال الفترة الممتدة من 6 تشرين الأول حتى 31 كانون الأول من العام 2024، تمّ الطلب من قوات الاحتلال السماح بدخول 165 قافلة إغاثة إلى شمال قطاع غزة. فكان الردّ الهمجي الصهيوني برفض 149 قافلة، وإعاقة عمل 16 المتبقية.
ثالثاً: سلاح الصحة. أخرج العدو الغاشم من الخدمة 19 مركزاً صحياً تابعاً للأونروا في قطاع غزة من أصل 22 مركزاً كان يعمل بكامل طاقاته وقوائمه.
رابعاً: سلاح الجهل. يحرم الاحتلال المجرم، وللعام الثاني على التوالي، 650 ألف طالب فلسطيني من حقهم الطبيعي في تلقي العلم داخل مدارس وكالة الغوث.
وفي مقابل كل ذلك، يسنّ «كنيست الاحتلال» 3 قوانين اعتبر بموجبها الأونروا «منظمة إرهابية»، دون أن يتلقى من أحد ولو إدانة أو حتى عتباً.
الأونروا بما تمثل، تحتاج إلى جهود كل القوى الوطنية الفلسطينية والأحزاب القومية، في سبيل تثبيتها وحمايتها.
وهذا يتطلب حملة إعلامية مركزة، نعلن نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي وضعنا لكافة وسائلنا الإعلامية، وفي مقدّمتها صحيفة البناء القومية، بتصرف تلك الحملة.
كما تتطلّب جولات على السفارات والمرجعيات والفعاليات الشعبية داخل الوطن وخارجه، بهدف تشكيل قوة ضاغطة تحصن وكالة الغوث، مستفيدين من التغيير في المزاج الشعبي الأوروبي والأميركي الذي أحدثناه منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى.