«المؤتمر العربيّ» أكّد دعمه للمقاومة اللبنانيّة: لتحصين انتصاراتها بمزيدٍ من الالتفاف حولها
توقّفت لجنة المتابعة للمؤتمر العربيّ العام في بيانٍ إثر اجتماعها الدوريّ برئاسة خالد السفياني، أمامَ “الإنجاز الوطنيّ الكبير والانتصار الذي حقّقه الشعب الفلسطينيّ ومقاومته على حربِ الإبادة الجماعيّة التي شنَّها الكيان الصهيونيّ على قطاع غزّة، والتي فشل في تحقيقِ أيّ هدف من أهدافه منها، فيما بقيت المقاومة قويّة وشامخة على أرضها”.
وحيّا المجتمعون “المقاومة الفلسطينية التي سجّلت في سجل تاريخ العزّ العربيّ تاريخاً جديداً من الانتصارات، التي مكّنتها من فرض شروطها على الإرهابيّ نتنياهو وجيشه، وأجبرته على وقف إطلاق النار وعلى انسحاب قوّات الاحتلال من قطاع غزّة وعقد صفقة تبادل للأسرى، حرّرَت وستُحرِّرُ بموجبها أعداداً مقدّرة من أسرانا الصامدين الكرام”.
ولفتوا إلى أنَّ “المقاومة فرضَت من خلال هذا الاتفاق، أمرَ إعادة الإعمار وإدخال المواد الإغاثيّة والصحيّة والحفاظ على أونروا ودورها”، مشدّدين على “أهميّة مواصلة العمل لمحاكمة الكيان الصهيونيّ في محكمة العدل الدوليّة ومحكمة الجنايات الدوليّة وسحب الاعتراف الدوليّ به”.
وتوجّه المجتمعون بالتهنئة “الحارّة للأسيرات والأسرى الفلسطينيين بفرض استرجاع حريتهم”، داعين إلى “تحقيق الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة باعتبارها أهم عوامل القوّة في مواجهة وإسقاط مخطّط الضمّ والتهجير، وأقصر الطرق إلى جانب المقاومة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة على كامل فلسطين من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجّروا منها عام 48 وما بعده”.
وجدّد المؤتمر فخره واعتزازه بالشعب الفلسطينيّ الذي “ضرب المثل في الصمود والثبات على مدى سنوات الاحتلال الصهيونيّ وخصوصاً صموده في غزّة في مواجهة آلة القتل والدمار الصهيو – غربيّ”، منبّهاً إلى “ضرورة الحيطة والحذر من هذا الكيان الإرهابيّ، واستمرار التعبئة لمواجهة أيّ محاولة للاعتداء على أيّ أرضٍ عربيّة”.
وأكّدَ دعمَه للمقاومة اللبنانية التي “كان لمساندتها لغزّة إبّان العدوان الصهيونيّ عليها بالغ الأثر في تعزيز عرى الإخاء بين أبناء الأمّة، الذي بلغ حدّ الشراكة بأعظم الأرواح وأغلى الأنفس، وصنعت حالة من الوحدة من جديد بين لبنان وفلسطين، فوحّدت الوجدان العربيّ خلفَ المقاومة وهي تبذل الغالي والنفيس من أجل استرداد الحقوق العربيّة التي سلبها الاحتلال الإسرائيليّ في لبنان وفلسطين”.
وجدد اعتزازه بـ”المقاومة اللبنانيّة وما حقّقته من انتصارات”، داعياً إلى “تحصين انتصاراتها بمزيد من الالتفاف حولها والتلاحم معها، تعظيماً لدورها ومكتسباتها”. وأبدى ارتياحه لـ”مواصلة اللبنانيين بكلّ مكوّنات بلدهم، إعادة بناء مؤسَّستهم الدستوريّة بما يضمن تحصين لبنان بوجه الأعداء”. كما أبدى المجتمعون دعمهم لموقف لبنان “الرسميّ والشعبيّ الرافض تمديد هدنة الستين يوماً كما يريد الصهاينة”.
وبحثَ المجتمعون “في المستجدّات الدوليّة، وتوقفوا عند اتفاق التعاون الإستراتيجيّ بين الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وروسيا وما يشكّل من تكريس لمعادلات إقليميّة ودوليّة جديدة مختلفة عن تلك الموروثة من الحقبة الاستعماريّة. فالجمهوريّة الإسلاميّة في إيران أصبحت قوّة إقليميّة وازنة لا يمكن للغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً تجاهل دورها والتي ستنعكس على موازين القوى في الإقليم”.
وأشاروا إلى أنَّه بات واضحاً من خطاب القسم للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب وتصريحاته السابقة “أنَّ الإدارةَ الجديدة متجهة نحوَ التكيّف مع الوقائع الجديدة التي فرضتها التحوّلات في الإقليم وفي العالم. وهذا التكيّف يعنى أولاً إنهاء الحروب والتوتّرات القائمة، وثانياً عدم الانخراط في حروب جديدة، وثالثاً في التركيز على الوضع الداخليّ في الولايات المتحدة، والتوسُّع في القارّة الأميركيّة عبر السيطرة على قناة بنما وكندا وغرينلاند وحتّى المريخ. وما يلفت النظر هو أنّ خطاب القسم كان خالياً من أيّ قضيّة خارجيّة أو ملفّ يتعلّق بالعلاقات الدوليّة سواء مع الصين أو روسيا أو إيران. ومن تصريحات سابقة بات واضحا أن الوقائع الميدانية في أوكرانيا أفضت إلى اعتراف ترامب بهواجس روسيا على الصعيد الأمنيّ في أوروبا وفي العالم. لذلك هناك احتمالات للوصول إلى تسوية مع روسيا تأخذ بالاعتبار مصالح روسيا وتكرّس التراجُع الأميركيّ في العالم”.