مأزق السياسة
جاء في صحيفة «نوفيه إيزفستيا» الروسية:
أعلنت سلطات كييف أنها لن تعترف بنتائج الاستفتاء الذي جرى في مقاطعتَيْ دونيتسك ولوغانسك، ولكنها لا تعلم ما العمل لاحقاً. وإن إجراء الاستفتاء في المقاطعتين، لتحديد مستقبلهما، بالضدّ مع موقف كييف، يؤكد على أن كييف لا تسيطر على الأوضاع في هاتين المقاطعتين، وأنّ الحملة العسكرية التي سمّتها كييف «حملة مكافحة الارهاب» فشلت. وصرّح نائب رئيس اللجنة الانتخابية المركزية في كييف للصحيفة: «لا يمكن الحديث عن أيّ استفتاء شرعيّ لما يسمى بجمهورية دونيتسك. إن الاستفتاء المحلي لا يمكن أن يجري في مقاطعة، وحتى إذا جرى الاستفتاء، فإنه لا يمكن أن يمس مسألة حدود الدولة الأوكرانية، وإن مسألة تحديد صفة أراضٍ معينة في أوكرانيا ليست من اختصاص الاستفتاء المحلي، لذلك قال القائم بمهام رئيس الدولة آلكسندر تورتشينوف: لا يدرك الذين يطالبون بالاستقلال، إنه تدمير تام للاقتصاد، وإنه تدمير لحياة غالبية سكان هذه المقاطعات. إنها خطوة نحو الهاوية. هذا تدمير ذاتي، إنها نشوة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة».
يبدو من ردود الفعل لدى غالبية الذين في السلطة في كييف والذين يتمنون الوصول لها، انهم لا يعلمون ما العمل، للمحافظة على وحدة البلاد. فمثلاً أعلن المرشح لمنصب الرئاسة، بيوتر بوروشينكو، أن روسيا لا تنوي الاعتراف بنتائج وهمية. وكان بوروشينكو قد وعد بأنه سوف يعمل من اجل استقرار الأوضاع في شرق البلاد، من خلال الحوار مع سكان هذه المناطق باستخدام وسائل مختلفة، من بينها الاستفتاء، ولكن ليس تحت تهديد فوهات البنادق. أما زعيم حزب «أودار» فيتالي كليتشكو حليف بوروشينكو فيقول: «إن ما يسمى باستفتاء دونباس هو مهزلة تفوق استفتاء القرم. فقد طبع المسلحون أوراقاً ما ووزعوها على بعض الأفراد وهي جاهزة لرميها في صناديق الاقتراع». ودعا السلطات إلى معاقبة كل من له علاقة بتنظيم هذا الاستفتاء. من جانبها وصفت المنافسة الرئيسية لبوروشينكو في هذه الانتخابات يوليا تيموشينكو، الاستفتاء بقولها: «إنه احتيال من جانب الكرملين وإرهابيين يساندون خططه الخاصة على الأراضي الأوكرانية، هدفها إفشال الانتخابات الرئاسية. إن هدف هذا الاستفتاء واضح: تمزيق بلادنا إلى قطع وتفريقنا، وزعزعة الاستقرار في أوكرانيا. إنه في الوقت الذي نحن بحاجة إلى السلام والوحدة والهدوء من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية المالية التي ورثناها من السلطة السابقة، يزرعون بيننا الفوضى والتفرقة والعداء. نحن ضد هذا كله، وعلينا أن نقف بوجه هذه المحاولات بحزم». أما المرشح الآخر أناتولي غريتسينكو، فدعا السلطات إلى غلق الحدود مع روسيا، ثم العمل من أجل توعية الشعب ليدرك النتائج التي ستتمخض عن الفدرالية.