الوطن

عون عرضَ مع زوّراه الأوضاع وشؤوناً مصرفيّة / أماني من بعبدا: القيادة الإيرانيّة حريصة على تعزيزِ العلاقات وتقديمِ المساعدات للبنان

 

عرضَ رئيسُ الجمهوريّة العماد جوزاف عون، أمس في قصر بعبدا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأوضاعَ العامّة في البلاد والتطوّرات الأخيرة في الجنوب في ضوء الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب “الإسرائيليّ” ممّا تبقّى من قرى وبلدات محتلّة في الجنوب، كما تناول البحثُ شؤوناً وزاريّة وإداريّة تتعلّقُ بتصريفِ الأعمال.
وتلقّى عون رسالة خطيّة من رئيس دولة الإمارات العربيّة المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، نقلَها إليه القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات في لبنان فهد الكعبي، تضمنّت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهوريّة، ودعوة الرئيس عون للمشاركة في القمّة العالميّة للحكومات التي ستُعقد في الإمارات خلال الفترة من 11 إلى 13 شباط المقبل، ولإلقاء كلمة رئيسيّة في حضور قادة الدول والحكومات وصنّاع القرار والمفكّرين من أكثر من 140 دولة وأكثر من 2000 مشارك من مختلف القطاعات من حول العالم.
واستقبلَ عون رئيس جمعيّة المصارف الدكتور سليم صفير على رأسِ وفدٍ من الجمعيّة، هنأه بانتخابه رئيساً للجمهوريّة. وفي مستهلّ اللقاء، ألقى صفير كلمة، اعتبرَ فيها أنّ “انتخاب الرئيس عون شكّلَ أملاً لكلّ اللبنانيين ببدء مرحلة جديدة تُعيدُ بناء الوطن وتُعزّزُ الثقةَ محليّاً ودوليّا”، وقال “سرَّنا ما وردَ في خطاب القسم من تمسّككم “بالحفاظ على الاقتصاد الحرّ”، اقتصاد تنتظم فيه المصارف تحتَ سقف الحوكمة والشفافيّة. كما أسعدنا تعهّدكم بحماية أموال المودعين، وهم بالنتيجة، أهلُنا وزبائنُنا وعلّةُ وجودِ مصارفنا. وإنّنا إذ نرحّبُ بما تعهّدتم به، نضعُ ملفَّ القطاع المصرفيّ بين يديكم، مع استعدادنا للتعاون في إطار الشراكة الحقيقيّة المُنتجة، لأنَّ لا حلَّ لملفّ المودعين، ولا إصلاحَ للقطاع المصرفيّ، إلاَّ من خلالِ عملٍ مشترَك يُنتج رؤية إصلاحيّة موحَّدة، تضعُ الحلول الواقعيّة التي تؤمّنُ عودة المصارف إلى لعب دورها الأساسيّ في تمويل الاقتصاد المُنتج وتحفظُ حقوقَ المودعين”.
وختمَ متمنّياً “أن تدعو إلى طاولة حوار بنّاء وموضوعيّ يكرّسُ الشراكة ويبدّدُ المخاوف، ويحقّقُ الإصلاحات المنشودة لإنقاذ الاقتصاد وبالتالي إنقاذ لبنان”.
وردَّ عون مرحّباً بالوفد، مشدّداً على “أهميّة تضافر الجهود بين المصارف والدولة والمودعين لحلّ الأزمة القائمة”، مشيداً بـ”أهميّة الدور الذي لعبته المصارف في الاقتصاد اللبنانيّ قبل الحرب”، وقال “كلُّ أزمة ولها حلّ، لكنَّ الحلَّ العادل لا يتمُّ التوصُّل إليه من خلال طرف واحد بل بتضافُر الجهود بين كلّ الأفرقاء”.
وأوضح أنَّ “الدول تضعُ شرطاً أساسيّاً لمساعدةِ لبنان يتمثّلُ بتشكيل حكومة والبدء بإصلاحات اقتصاديّة وماليّة وغيرها من الإصلاحات، ما يشكّل المدخل لإعادة بناء جسور الثقة بين لبنان والخارج وعودة الاستثمار إلى ربوعه”، وقال “ما لم نقم نحن بالإصلاحات في الداخل لن يأتي الخارج إلى لبنان، والكرة اليوم هي في ملعبنا. إنَّ لبنان يتمتّع بالإمكانات والطاقات الفكريّة، والحلول موجودة إذا ما صفت النوايا تجاه المصلحة العامّة وتمّ الترفُّع عن المصالح الطائفيّة والمذهبيّة والحزبيّة والشخصيّة”.
وأعربَ عن الأمل في “تعاون جمعيّة المصارف لإيجاد الحلول لما فيه خير المصلحة العامّة ومصلحة لبنان”، مشدّداً على أنَّ رئيس الجمهوريّة “هو الحكم”، ولفتَ إلى أنَّه يتعاطى مع مختلف القضايا من “فوق الطاولة”.
وأملَ “في تشكيل حكومة في أسرعِ وقتٍ ممكن وإقرار بيانها الوزاريّ، على أن تكون الأولويّات إجراء استحقاق الانتخابات البلديّة والاختياريّة بالتوازي مع الإصلاحات”، مشدّداً على “أهميّة تعزيز الثقة بالدولة”.
وعن مسألة الـ”يورو بوندز”، قال أعلنَ عون، أنَّ “لبنان سيعملُ على تطوير تصنيفه الماليّ لا البقاء على تصنيفه الراهن، وسأسعى لمعالجة الأمور العالقة وفقَ إمكاناتي والجدول الزمنيّ المرتبط بها، واسترداد الثقة بالمصارف اللبنانيّة”.
واستقبلَ عون سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة مجتبى أماني ووفداً ضمَّ، نائب السفير توفيق صمدي والسكرتير الثاني في السفارة بهنام خسروي وعلي شرف الدين.
ونقلَ أماني التهاني للرئيس عون بانتخابه رئيساً للجمهوريّة وبدء انسحاب القوات “الإسرائيليّة” من الجنوب، معتبراً أنَّ “انتخابَ رئيس الجمهوريّة أتى نتيجة توافق وطنيّ عريض يبعثُ على الثقة والاعتزاز”. وشدَّدَ على “العلاقات المتينة التي تجمعُ بين لبنان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة والحرص الذي تبديه القيادة الإيرانيّة على تعزيز هذه العلاقات وتقديم المساعدات للبنان في المجالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والإنمائيّة والعسكريّة والصحيّة والإعماريّة”.
وشكر الرئيس عون السفير الإيرانيّ على تهانيه، مؤكّداً “استمرار العمل على تطوير العلاقات بين البلدين”.
وكان عون عرضَ مع المدعي العام التمييزيّ القاضي جمال الحجّار للأوضاع القضائيّة وعمل النيابات العامّة التمييزيّة. واستقبلَ ممثّلة الأمين العام للأمم المتحدة في كوسوفو السفيرة كارولين زيادة التي أطلعته على عمل البعثة التي ترأسها في كوسوفو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى