عون واصلَ استقبالَ المهنّئين وتابع الوضعَ جنوباً: محاربةُ الفساد مهمّة أساسيّة وسأكون الدرع الأوّل للقضاء
أكّدَ رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون أنَّ مكافحةَ الفساد ستكون مهمّة أساسيّة في عهده وأنَّ للقضاء دوراً أساسيّاً فيها «فعندما يقوم القضاء بواجباته يلتزمُ الجميع بأحكامه وتكون له الكلمة الفصل».
وشدَّدَ على أنَّه سيكون الدرعَ الأول للقضاء والقضاة الذين دعاهم ليقوموا بواجباتهم بموجب القانون وما تفرضه عليهم ضمائرهم. وتوجّه إليهم بالقول «لا تخضعوا لأيّ ضغوط أو تدخُّلات من أيّ جهة أتت وليكن ولاؤكم للبلد لا للسُلطة السياسيّة أو المرجعيّة الحزبيّة أو الدينيّة، فمرجعيّتكم الوحيدة هي بلدكم ومصلحته حصراً».
كلامُ عون جاءَ خلال استقباله أمس في قصر بعبدا، المدعي العام المالي القاضي الدكتور علي إبراهيم على رأس وفدٍ هنّأه بانتخابه رئيساً للجمهوريّة. وتحدّث القاضي إبراهيم متمنّياً لرئيس الجمهوريّة التوفيق في قيادة البلاد، ومؤكّداً الوقوف إلى جانبه في التمسُّك بدور القضاء اللبنانيّ «ولا سيَّما أنّكم القاضي الأول في هذه الجمهورية».
واستقبلَ عون الرئيسَ ميشال سليمان الذي هنّأه بانتخابه رئيساً للجمهوريّة، كما استقبلَ النائب طوني فرنجية الذي قالَ بعدَ اللقاء «إنَّها أول زيارة لي إلى قصر بعبدا منذ فترة طويلة. بعد سنتين من الفراغ، جئنا لتهنئة فخامة الرئيس بعد تهنئته في مجلس النوّاب ونتمنى له النجاح، ونضع كل إمكاناتنا في خدمة العهد الجديد. الهدف يجب أن يكون واضحاً. اللبنانيون ينتظرون ليروا: هل سينجح أم سيفشل؟ والسؤال الكبير: هل ستتشكّل الحكومة أم لا؟ وهل سنتمكن من تطبيقِ جزءٍ أكبر مما ورد في خطاب القسَم، نعم أم لا؟».
أضاف «نحنُ نقولُ إنَّ علينا جميعاً كلبنانيين أن نضعَ أنفسَنا في خدمة نجاح هذا المشروع، لأنَّه يمثل إنقاذاً للوطن. يجب أن نبذل كل جهدنا لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، لنبدأ بوضع لبنان على السكة الصحيحة، لاستعادة عافيته وإعادة الثقة بين الشعب والدولة. هذا ما تمنيناه على فخامة الرئيس. نحنُ سنكون عاملاً مسهّلاً لتشكيل الحكومة، وداعماً لمشروع هذا العهد».
والتقى عون رئيسَ «الحزب الديمقراطيّ اللبنانيّ» طلال أرسلان مهنّئاً على رأسِ وفدٍ ضمّ الوزيرين السابقين رمزي المشرفيّة وصالح الغريب، وعدداً من أعضاء الحزب ووفداً من المشايخ.
في مستهلّ اللقاء، تحدَّث أرسلان معتبراً «أنَّ تجربةَ الرئيس عون كقائدٍ للجيش كانت مريحة لجميع اللبنانيين ما أسَّسَ لنقلها إلى سدّة الرئاسة الأولى» وقال «مهمتكم صعبة واللبنانيون لديهم الأمل في أن تتمكّنوا من قيادة البلاد إلى برِّ الأمان»، متمنّياً «للعهد النجاح وللحكومة المُرتقَبة أن تكون في مواصفات خطاب القسَم الذي أعطى الأمل بالتغيير».
وردَّ عون مرحّباً بالوفد، ومشدّداً على أهميّة الالتزام بالدستور ووقف انتهاك القوانين. وقال «إنَّ لبنان لن يحصل على مساعدات قبل أن يثبث للعالم أنَّه باتَ أهلاً لذلك، وقبل أن يبدأ في الاستثمار بالإمكانات للمصلحة العامّة»، آملاً أن «يتمَّ تشكيلُ الحكومة في أقرب وقت ممكن بعيدا عن الزواريب الطائفيّة والمناكفات المذهبيّة التي تضرُّ لبنان الذي هو وحده الحامي للجميع».
من جهةٍ أخرى، تابعَ رئيسُ الجمهوريّة اتصالاتِه ولقاءاتِه بهدفِ معالجة الأوضاع في الجنوب. والتقى في هذا الاطار، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، وتداول معه في التطوّرات الجنوبيّة الراهنة، مركّزاً «على وجوب الضغط على إسرائيل للتقيّد باتفاق وقف إطلاق النار خلال الفترة التي تنتهي في 18 شباط المقبل».
وفي الإطارِ نفسه، استقبلَ عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في لبنان ليزا جونسون، وتطرّقَ البحثُ إلى الجهود المبذولة لدفع إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها على الأهالي والقرى في الجنوب، والتزامها مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار ضمنَ المهلة المحدَّدة.