أولى

الصين تتفوق في الذكاء الصناعي

 

لم يكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن مبتهجاً حجم الإنجازات الواعدة في تفاهماته مع شركات التكنولوجيا الأميركية لفرض الهيمنة والتفوق في سوق الذكاء الصناعي، معلناً عن تخصيص 500 مليار دولار لتطوير هذا السوق، حتى فاجأته الصين.
خلال يومين كان الشغل الشاغل لأسواق العالم وبورصات الأسهم هو التغيير الذي يصيب أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية، التي سجلت انخفاضاً كارثياً، والسبب أن الصين طرحت برنامجها للذكاء الصناعي ديب سيك، وأن البرنامج أظهر تفوقاً استثنائياً في عديد من المجالات على النظير الأميركي البارز شات جي بي تي، إضافة للقدرة التنافسية السعرية للبرنامج الصيني.
اعترفت الشركات الأميركية بهزيمتها، واعترف ترامب بالنكسة التي لحقت بمشروعه، لكن الخسائر كانت تتوالى وقد زادت في أسهم أم الأسهم التكنولوجية انفيديا التي فقدت 17% من سعر أسهمها وخسرت فوراً أكثر من 600 مليار دولار، وتسببت بخسارة أكبر مليارديرات العالم بفقدان 100 مليار دولار بسبب ما لحق محافظهم الاستثمارية من خسائر.
يمكن أن تلحق أحلام ترامب الكثيرة كوارث مشابهة، فالحديث عن مصلحة كندية بالانضمام إلى أميركا والتهديد بضم كندا أثار عاصفة وطنية كندية ترفض الإلحاق بخلاف توقعات ترامب، وفي بنما إعلان رفض طلب استعادة القناة واستعداد لمواجهة أي تهديد بالغزو العسكري، وفي الدنمارك إعلان رسمي برفض التنازل عن غرينلاند.
قضية المهاجرين غير الشرعيين التي راهن عليها ترامب ان تكون حصاناً رابحاً من بين وعوده الانتخابية، أثارت امتناع نصف الولايات عن التعاون، واعتبار الإجراءات التي يتم تطبيقها على هؤلاء المهاجرين إخلالاً واضحاً بحقوق الإنسان، بينما الأسواق تسجل ارتفاع كلفة اليد العاملة بسبب الخشية من تشغيل هؤلاء المهاجرين.
في الإجراءات التنفيذية التي وقعها ترامب سواء بحق المثليين، وإخراجهم من الجيش، أو في التحضير لحزمة رسوم جمركية شاملة تطال الحلفاء والخصوم، تساؤلات عن ميزان الأرباح والخسائر في ظل عدم وضوح، كيف سيتم تأمين سلسلة توريد بديلة للبضائع المستوردة التي تشكل ثقل الاستهلاك الأميركي؟ وماذا عن تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار على حساب المستهلك الذي يفترض أن تخفيض التكلفة عليه هدف الحملة؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى