قاسم أعلنَ عن تشييع نصر الله وصفيّ الدين في 23 شباط: المقاومة باقيّة وحزب الله لن يغيّر اتّجاهاته والدولة مسؤولة عن منع العدوان «الإسرائيليّ»
مشهد عودة أهل الجنوب يعبّر عن موقف تحرير شعبي نبيل ونحنُ أمام صمود أسطوري قلّ نظيره في تاريخ المقاومين
أكّدَ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنَّ “المقاومة الإسلامية” باقيّة، وأنَّ حزب الله لن يغيّر من إتّجاهاته وقناعاته، مشدّداً على أنَّ “الخيار الأجنبيّ هو خيار التبعية والإذلال وتكريس وجود إسرائيل، وإذا لم نوقفه في بدايته فلن نستطيع وقفه لاحقًا”. وأعلنَ أنَّ التشييع الرسميّ للشهيد السيّد حسن نصر الله سيُقام يوم الأحد 23 شباط الحاليّ على طريقِ المطار، وأنّ السيّد هاشم صفيّ الدين سيُشيَّع في بلدته دير قانون الجنوبيّة، بصفته أميناً عاماً للحزب، بعد إنجازِ انتخابه لهذا المنصب بعد استشهاد السيّد نصرالله بأربعةِ أيّام.
كلامُ قاسم جاءَ في كلمةٍ متلفَزة مساءَ أمس وتطرّقَ فيها إلى الأوضاعِ الراهنة وقالَ “الدولة اللبنانيّة وافقت على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار إلى 18 شباط، وبالتالي نحن نعتبر أنَّ الدولة اللبنانيّة مسؤولة كامل المسؤوليّة لتُتابع وتضغط وتُحاول أن تمنع أقصى ما تستطيع، من خلال الرعاة ومن خلال الضغوط الدولية، كي يتوقّف هذا الخرق وهذا العدوان الإسرائيليّ، هل هذا هو اتفاق لوقف إطلاق النار وإسرائيل تخرق وإسرائيل تعتدي؟ لا يوجد خروق فقط، بل يوجد عدوان، عدوان على النبطيّة، على زوطر، جنتا، الحدود، هذا كلّه عدوان، هذا لا يُعتبر خرقاً للاتفاق، بل عدوان ابتدائيّ، لأنَّ الاتفاق لا علاقة له بهذه المناطق، وعلى كلِّ حالٍ المسؤوليّة تقع على الدولة اللبنانيّة في أن تُتابع بشدّة وحزم وأن تُطالب الدول الكبرى الراعية”.
أضاف “نحنُ نعلم أنّ أميركا التي تُدير السياسة الإسرائيليّة والمتورّطة في كلّ أعمال الإجرام الإسرائيليّة وفي كلّ العدوان الذي حصل في لبنان وفلسطين وفي كلّ المنطقة، ولكن بما أنّه يوجد اتفاق وأميركا تعتبر نفسها راعية فلتلتزم وليتم الضغط عليها للالتزام (…) أمّا نحنُ كمقاومة، أقول بوضوح، المقاومة مسار وخيار، نتصرّف بحسب تقديرنا في الوقت المناسب».
ورأى “أنَّ هناك حملة مُضادة علينا كحزب الله وحركة أمل والمقاومة عموماً، هذه الحملة المُضادة ترعاها أميركا ودول كبرى وإسرائيل، ويتواكب معها فريق داخلي يُروّج للهزيمة”، لافتاً إلى أنَّ “شعبنا يُدرك تماماً أنّه انتصر بعناوين وخسر وضحّى بعناوين أخرى، نحنُ لم نتحدث عن نصرٍ مُطلق، نحنُ تحدّثنا عن نصر مُرتبط بالصمود ومُرتبط بالاستمراريّة وبكسر الاجتياح الإسرائيليّ وبعدم إنهاء المقاومة، هذه العناوين هي أهدافٌ استطعنا أن نُحقّقها وهذا مُهمٌّ جدّاً وانتصار. في المقابل هناك خسائر وتضحيات، بعناوين أخرى خسرنا الشهيد السيّد حسن نصر الله، الشهيد الهاشمي السيّد هاشم صفيّ الدين، قادة شهداء، شهداء كثر، جرحى، أسرى، وكذلك هناك تهديم لبيوت وقرى ومزارع، هذه خسائر حقيقيّة موجودة على الأرض وفي الميدان، لكنّها المعركة، فيها أرباح وفيها خسائر”.
وشدَّد على “أنَّ ما يهمّنا بكل وضوح أنّ جمهورنا يعيشُ هذه العزّة ويشعر أنّه في حالة استمراريّة للكرامة والمكانة وأنّه يريد تحرير الأرض. مقاومتنا مرفوعة الرأس، حزب الله، حركة أمل، كلّ المقاومين، كلّ الشعب، كل الجمهور الذي يُشارك في هذا العمل المقاوم. ونحنُ أمامَ صمود أسطوريّ قلَّ نظيره من قبل المجاهدين وأمام عطاءات استشهاديّة حقيقيّة.
وأضاف “مشهد عودة أهل الجنوب يعبّر عن موقف تحرير شعبي نبيل، ونحنُ أمام صمود أسطوري قلّ نظيره في تاريخ المقاومين”، مؤكّداً “أنَّ تحريرَ لبنان كان ثمرة تلاحم الشعب مع مقاومته وجيشه، وأنَّ التحريرَ الشعبيّ يتكامل مع المقاومة الجهاديّة المسلَّحة والجيش اللبنانيّ”.
كما أكّد أنَّ “جنوب لبنان يرفض بقاء إسرائيل فيه، والتضحيات ستؤدي إلى تحرير الأرض بالكامل”، مشدّداً على أنَّ “من لديه مبدأ لا يستسلم تحت الضغوط”، وقال “التبعيّة للولايات المتحدة لا تُغرينا”.
وأردف “يقولون الآن عاصفة، انحنوا للعاصفة، لا يا أخي هذه ليست عاصفة، هذا خيار، خيار أجنبيّ للتبعية وللإذلال ولتكريس إسرائيل، إذا لم نقف في وجهه الآن متى نقف، إذا لم نوقفه في بدايته لن نستطيع أن نوقفه لاحقاً، لذلك هذا الإجرام المبالَغ فيه الذي يستخدمونه هو لأجل تركيعنا، نحن لن نركع، لن نستسلم، المقاومة الإسلاميّة ستبقى، حزب الله سيبقى، الراية ستبقى مرفوعة، لن نُغيّر من اتجاهنا ومن قناعاتنا لأنّها مبنية على الحقّ”.
وعن موضوع التشييع قالَ قاسم “شهيدنا الأسمى السيّد حسن نصر الله، استشهد في وقت كانت الظروف صعبة ولم يكن لدينا إمكانيّة حتّى نقوم بواجب التشييع وحتى نستطيع أن نقوم بهذا المشهد الذي يليق بهذه القامة العظيمة، هذا الشهيد، الشهيد السيد حسن ، استحوذ على قلوب الأمة واستحوذ على قلوب العالم، هذا الشهيد استطاع أن يكون نموذجاً ورمزاً وقائداً ومعشوقاً ومحبوباً ومُتفانياً في سبيل الله تعالى، هذا الشهيد هو أيقونة حقيقيّة أمام كلّ العالم وأمام كل الأحرار وأمام كل العطاءات، أعتقد أنّه شخصيّة لا مثيل لها. نحن قرّرنا بعد أن حالت الظروف الأمنيّة للتشيع أن يُدفن سماحة سيد شهداء الأمّة وديعة، وبعد أن دُفن وديعة كلّ هذه الفترة ارتأينا أن نختار يوم 23 شباط، يوم الأحد، من أجل إقامة تشييع مَهيب جماهيري واسع وفي آنٍ معاً هناك شخصيات من الداخل ومن الخارج وقوى وأحزاب ومسؤولون ومعنيون سيحضرون إن شاء الله هذا التشييع، ونحن نتأمّل أن يكون تشييعاً مهيباً يليقُ بهذه الشخصيّة العظيمة، وأعتقد أنّه سيُؤكّد رسالة سماحة السيّد الشهيد، رسالة سيّد شهداء الأمّة، وسيكون له الأثر الكبير”.
ولفت إلى أنه في الوقت نفسه، وفي التشييع نفسه، سيتم تشييع السيّد هاشم صفيّ الدين “لكن بصفة أمين عام، لأنّه بعد شهادة سماحة السيّد نصرالله في 27 أيلول مرّت ثلاثة أو أربعة أيام وكُنّا قد أنجزنا بحسب الآلية المعتمدة في حزب الله انتخاب سماحة السيّد هاشم كأمين عام، وكان يُفترض خلال يوم أو يومين أن يتم الإعلان، لكن استشهد في 3 تشرين الأول قبل الإعلان بيوم أو يومين. بالنسبة إلينا نعتبر أنّ سماحة السيد هاشم صفي الدين استشهد كأمين عام وقرّرنا أن نُؤجّل هذا الإعلان إلى هذا الوقت على أساس أن يكون هذا التوصيف حاضراً في أثناء التشييع(…) التشييع سيكون واحداً، لكن الدفن سيكون في مكانين، دفن السيّد حسن سيكون في قطعة أرض اخترناها بين طريقيّ المطار القديم والجديد، أمّا السيّد هاشم فسيكون دفنه في بلدته ديرقانون”.
ودعا “إلى عدم إطلاق النار لا في التشييع ولا قبل التشييع ولا في التشييعات الأخرى ولا في الأفراح ولا في الأتراح ولا في أيّ مكان”.
وعن حادثة الدرّاجات الناريّة خارج الضاحية، قال قاسم “لا علاقة لنا بالمسيرات التي دخلت إلى بعض المناطق ونحنُ ضدَّ هذا العمل ومن قاموا به لا يمتّون إلينا بأيّ صلة”، مضيفاً “نحنُ ضدّ هذا النوع من أنواع التعبير عن الفرح أو الحزن، وندعو القوى الأمنيّة لمعاقبة مطلقي النار ومن يدخل إلى المناطق بطريقة مستفزّة”.
وتوجّه قاسم بالتعزية والمباركة للشعب الفلسطينيّ باستشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، مهنّئاً الفلسطينيين على تحرير الأسرى والإنجازات التي تحقَّقت، لافتاً إلى أنَّ “من يرى مشهد إطلاق الأسرى يعرف أن هذا نصر كبير للشعب الفلسطينيّ العظيم”. وأضاف “مباركٌ لكم هذه النتائج واستمراريّة المقاومة، ومبارك لكلّ الشعب الفلسطينيّ وجبهات المساندة ومن أحبكم وعمل على دعمكم”.