أخيرة

الإحساس الجميل بالغضب

 

هل فقدنا، نحن العربَ، الإحساس الجميل بالغضب؟ سؤال لا بدّ من طرحه ونحن نعيش اليوم «العصر الترامپي».
في العودة إلى شعراء العصر الذي سبق الإسلام، نقرأ:
«شبّ الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم على الإعجاب بنفسه، والفخر بقومه. وحدث أن دعاه ملك الحيرة عمرو بن هند لزيارته، ودعا أمّه لزيارة أمّ الملك، وحصل في أثناء الزيارة أن طلبت أمُّ الملك من أمّ الشاعر ما اعتبرته مذلًّا لها، عندما أمرتها بإحضار جفنة كانت بعيدة عن متناولها، فصاحت: واذلّاه! فغضب ابنها، وثار، وضرب الملك بسيفه، وقتله».
مكرهاً أعود إلى الماضي، إلى أناس من لحم ودم كانوا إذا ذُلّوا غضبوا، وإذا غضبوا حسب أعداؤهم أن «الناس كلّهم غضابا» كما قال جرير.
مكرهاً أصرخ مع جوليا: وين الملايين، وين الشعب العربي، وين الغضب العربي، وين الشرف العربي، وين وين وين؟
بل أين العرب كلّهم مما جرى في غزّةَ، وممّا تحضّر له الصهيونية بقيادة «الرئيس ترامپ»؟
أين الشوارع لا تنتفض وفد فُضّتْ بكارات المدن؟ أما حان الوقت لنعترف أننا دُجّنا، وأننا تحولنا إلى قطعان، وأننا فقدنا الإحساس الجميل بالغضب يوم سرنا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني حتى النهاية؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى