خطة ترامب تسقط الاعتدال العربي
![](https://www.al-binaa.com/wp-content/uploads/2024/08/تعليق-سياسي-نيو-720x470.jpg)
جوهر ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب سواء عن تهجير غزة أو عن التوجّه لضم الضفة الغربية لكيان الاحتلال، يعني بمعزل عن فرص التحقق الواقعي للعناوين التي تحملها كلماته، أن لا أفق للتفاوض كمدخل لحل القضية الفلسطينية، بل لا وجود لقضية فلسطينية بنظر واشنطن وتل أبيب.
عندما تعلن واشنطن التماهي مع تل أبيب في إعلان نهاية القضية الفلسطينية وتصفيتها، فهي لا ترمي كرة النار بوجه قوى المقاومة التي تقول أصلاً لا تراهنوا على الدور الأميركي لوقف التغول الإسرائيلي، ولا تضيّعوا الوقت في أوهام التفاوض، ولا تظنوا أن هناك غير المقاومة يمكن أن يبقي القضية الفلسطينية على قيد الحياة. كرة النار الأميركية ترمى بوجه العرب والفلسطينيين الذين بنوا خطابهم السياسي على مواجهة خطاب المقاومة والتحدّث بلغة اليقين عن أن مكانتهم عند الأميركي وحدها تحمي وتعيد حقوق الفلسطينيين.
المواقف المعلنة من الحكومات العربية المسماة بالاعتدال العربي رداً على طروحات ترامب، خصوصاً الموقف السعودي والموقف المصري والموقف الأردني وبدرجة أقل موقف السلطة الفلسطينية، تشكل خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح، سواء لجهة رفض مشاريع الاستيطان والتهجير وضمّ الأراضي، أو لجهة التمسك بالدولة الفلسطينية خياراً وحيداً لحل القضية الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وربط أي تطبيع سعودي إسرائيلي بهذا الشرط.
السؤال كيف سيترجم عرب الاعتدال رفضهم لطروحات ترامب، لأن الكلام لا يقدم كثيراً على أهميته، ما لم يستتبع بجواب على سؤال، هل سوف نشهد استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وحكومة توافق فلسطينية تدير غزة، وتحظى بدعم عربيّ لا ينتظر الموافقة الإسرائيلية، لفتح معبر رفح وتأمين مستلزمات إعمار غزة وتثبيت أهلها؟
الموقف الأميركي يريد تعويض كيان الاحتلال عن الخسائر التي أصابته بسبب الحرب، خصوصاً الفشل في تثبيت الاحتلال والتهجير وإنهاء المقاومة، لكن شرط نجاح ذلك هو اكتفاء العرب بالكلام، وخضوع السلطة الفلسطينية لمعادلة ضم الضفة الغربية دون أن تحرّك ساكناً رغم الإلغاء!