أولى

مرجانة والفضيحة

 

الكلام الذي صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أرتاغوس من منبر القصر الجمهوري في بعبدا لا يُقدّم ولا يُؤخّر في مهمة المبعوثة التي جاءت لترأس لجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وإن دلّ على شيء فهو دليل ضعف شخصيّة وغباء ووقاحة، وهي صفات تكفي لطردها من السلك الدبلوماسيّ، لماذا؟
الكلام بلا جدوى لسببين، الأول أنّه لن يُنهي أمر سلاح المقاومة، والثاني لأنه لن يؤدي إلى إخراج حزب الله من الحكومة، بل سوف يجعل كل من يتحدّث عن نزع السلاح وإخراج حزب الله من الحكومة مجرد بوق صهيونيّ يكرّر كلام مَن يحمل نجمة داوود ويباهي بها.
دليل ضعف شخصيّة، لأنّها محاولة للحصول على الثناء من تل أبيب، وسماع أصوات المديح والترحيب وربما الحصول على وسام من أوسمة جيش الاحتلال، كتلك التي نالها قتلة الأطفال في غزة، والواثق بنفسه وإخلاصه لبلده ومهمته لا يحتاج إلى هذه البذاءة لإثبات أنه قويّ.
الغباء لأن المبعوثة في مهمة تستدعي منها إصدار أحكام تقول مَن هو الطرف الذي يعيق الاتفاق أو من ينتهك الاتفاق. وفي كل مرّة سوف تمتنع عن توجيه الاتهام لـ”إسرائيل” سوف يكون كلامها المعلن بالولاء لـ”إسرائيل” حجة ضدها كحَكَم عادل ووسيط نزيه، بينما كان بمستطاعها أن تكون أذكى وتقول إنها تحرص على النجاح بمهمة الحكم وتحرص على الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين ليتسنّى لها النجاح بالمهمة، وأن تمارس انحيازها سراً، لكنها غبيّة وهذا جيّد.
الوقاحة أنّها وقفت على منصة رئيس دولة تمتدح العدو المعلن للدولة المضيفة على قتل آلاف أبناء هذه الدولة وتدمير مساكنها وبناها التحتية. والوقاحة لأنها تمادت في تدخّل مُعلَن، كانت تستطيع تركه في الغرف المغلقة ولكل يعلم حجم تدخل دولتها في شؤون دول العالم، لكنّها على منصة رئيس يُعتبر صديقاً لدولتها وتتحدّث عن مَن يفترض أن يكون عضواً في حكومة البلد ومن لا يجب أن يكون. وهذه وقاحة إضافة إلى أنها إحراج للرئيس وبلدها وصداقته مع الرئيس.
يبدو أن الرئيس ترامب قد اختارها على الصورة فقط، ولذلك تحفّظ وقال إنّه ليس واثقاً من نجاحها، وهي رسبت من أول مقابلة عمل، وليس لها أن تفرح بتصفيق بعض اللبنانيّين، لأنهم مثلها أغبياء ولا ينقصهم ضعف شخصيّة ولا تعوزهم وقاحة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى