نقاط على الحروف

يوم الوداع

 

ناصر قنديل

 

هذا هو يوم الوداع
يوم تجتمع الأوجاع
عندما تنبت غابة من الشوك في الحنجرة
ويتّسع ثقب في القلب ويصير موحشاً كمقبرة
وتفيض العيون بالدمع كأنها محبرة
ترتعش الكلمات والشفاه ويضيع المعنى في الزحام
تصير الوجوه كالشمع أو الرخام
كأنها أواخر الأيام
لا يعود من معنى للكلام
ولا فرق بين الحرب والسلام
والناس مُقبلة مُدبرة
بين الحيرة والحزن والغضب
كثير حب وبعض العتب
لا جواب وفيض أسئلة من خارج العلب
لماذا وكيف وهل وماذا بعد وإلى أين
نعلم أنّها ساعة الفقد الكبير وسداد الدين
نقف متعثرين كأننا نتبادل أقدامنا
نحسّ بالدرب تمشي أمامنا
والدرب متعثرة
أي أكفّ وأكتاف سوف تحمل هذا النعش
ومَن سوف يزفّ هذا السيد الى سيد العرش
وهل نجرؤ على تركه ومغادرة المكان
أندفن قلوبنا معه ونعلن توقف الزمان
أم نسأل طيفه كيف يرضى وماذا يريد
وقد علمنا كيف تكون القلوب للقلوب خير بريد
والحروف معبّرة
والوصية واضحة وضوح الشمس
ما أشبه اليوم بالأمس
احفظوا المقاومة قالها السيد وأعادها السيد من جديد
ارفعوا الراية الصفراء
دعوها تعانق عنان السماء
مستنفرة
كان يحبّها خفاقة
وكان يأنس لها ورفاقه
ويحرص على زرعها فوق التلال
يحملها رجال الله إلى رؤوس الجبال
يعلنون بها نصرهم
ويؤكدون أنه عصرهم
مهما كانت التضحيات
ومهما ارتفعت الآهات
تبقى الصرخة مزمجرة
هيهات من الذلة
لن تضعف الحق قلة
فنحن والسيّد أكثرية
لأنه نصف البرية
هو الأخلاق والعلوم والأدب
والحلم عند الغضب
وهو الأستاذ والمعلم والموسوعة
والقلب الطيب إن فاضت دموعه
هو سر فلسطين والعراق واليمن
وهو في لبنان السيّد حسن
صفحة تاريخنا الناصعة
له استحقت المبايعة
لبّيك ثم لبّيك ثم لبّيك
للمرة الأخيرة بين يديك
نصرخ ملء القلوب
نصرخ ملء الحروب
لبيك يا نصر الله
لبيك يا وعد الله
إنّا على العهد
إنّا على الوعد
بأمان الله يا سيّد
يا دمعة الأنبياء
بأمان الله يا سيّد
يا صرخة الفقراء
بأمان الله يا سيّد
إلى حيث ينتظرك علي والحسين
إلى حيث تنتظرك فاطمة
وعدنا الوفاء والولاء للمقاومة
ووعد الحر دين
وصوتك الحي لن يموت
“إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى