مانشيت

ترامب: خطتي لغزة جيدة لكنني لا أتمسك بها ولن أفرضها بل أوصي بها فقط / حضور رئاسي ومواكب شعبية وحزبية ومناطقية ووفود عربية ودولية في التشييع / تقديرات لحشد يفوق المليون مشارك تحية لسيد المقاومة وعهداً بمواصلة الطريق

 

 كتب المحرّر السياسيّ

 

بعض الصمود العربيّ كان كفيلاً بتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التمسّك بخطته لتهجير سكان غزة، رغم اعتقاده كما قال بأنّها جيدة، لكن مستغرب لأسباب رفضها، ويكتفي بالتوصية بها، دون أن ينسى أن غزة منطقة مذهلة ويبدي دهشته كيف تركتها «إسرائيل»؟
السؤال الذي ينتظر جواباً عربياً هو ماذا لو أكمل العرب صمودهم ورفعوا الصوت عالياً بأن لا حلّ لغزة وحدها، فهي جزء من قضية والقضية اسمها فلسطين، وفلسطين لها شعب يستحقّ أن تكون له دولة يجمع العالم على أنها الطريق لحل النزاع، والمبادرة العربية للسلام تشكل الطريق الذي يلتزمه العرب جميعهم، التطبيع لاحق لقيام الدولة الفلسطينية وحق العودة والانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، فهل يفعلها العرب؟
بانتظار الجواب العربيّ تستعدّ العاصمة اللبنانيّة بيروت لحدث تاريخي غداً، موعد التشييع المهيب للأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله وخليفته الأمين العام الشهيد السيد هاشم صفي الدين، وقد اكتملت الاستعدادات والتحضيرات للحدث بما يفترض أن يليق بالمناسبة.
تؤكد مصادر اللجنة المنظمة أن أكثر من 10 آلاف من العناصر الحزبيّة سوف ينتشرون من مساء السبت لضمان الانضباط والأمن بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الرسمية، وأن مئات الممرّضين والأطباء وعشرات سيارات الإسعاف سوف يهتمون بالحالة الصحيّة للمشاركين، بينما اكتملت الترتيبات الإعلامية بوجود مئات المؤسسات الإعلامية اللبنانية والعربية والدولية المشاركة، حيث يقدر عدد الإعلاميين المشاركين في تغطية الحدث بـ 4 آلاف، ونشرت عشرات الشاشات العملاقة على مسار التشييع لإتاحة المتابعة أمام الحشود التي لا تستطيع الوصول إلى نهاية المسار.
على صعيد الحضور تؤكد مصادر اللجنة المشاركة الرئاسيّة، ووجود وفود ومواكب حزبية ومناطقية مشاركة بآلاف المناصرين والمحبين، إضافة إلى وفود من قرابة 100 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، تضمّ شخصيات قيادية رسمية وحزبية من عدد من الدول ويُقدّر الحضور المتوقع من خارج لبنان بعشرات الآلاف، بينما يتوقع أن يزيد العدد الإجمالي للمشاركين عن المليون في أضخم حشد عرفه لبنان في أيّ مناسبة سياسية أو اجتماعية أو دينية، في رسالة تحية وتكريم لسيد المقاومة وعطاءاته وتضحياته، وعهد لمواصلة الطريق.

وعشيّة تشييع الأمينين العامين لحزب الله السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، رأس رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اجتماعاً أمنياً حضره وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى ووزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار وقائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ونائب مدير عام أمن الدولة العميد حسن شقير ومدير المخابرات العميد الركن أنطوان قهوجي والمستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد أنطوان منصور. وعرضت خلال الاجتماع الأوضاع الأمنيّة في البلاد والتطوّرات في الجنوب. كما تطرّق البحث إلى الترتيبات الأمنية المتخذة لمواكبة تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد المقبل، وتقرّر أن تكون الاجتماعات الأمنيّة دورية وعندما تقتضي الحاجة.
وأعلن وزير الداخلية أحمد الحجار أنّه اطلع من القوى الأمنية على الإجراءات والتدابير التي ستتخذها لمناسبة التشييع في 23 شباط. ولفت عقب اجتماع أمنيّ عقده في وزارة الداخلية إلى أنّ هدف هذه التدابير الأمنيّة هو «المحافظة على الأمن والنظام وتأمين أمن المناسبة والمشاركين فيها وأمن كل المواطنين وتسهيل حركة السير».
وفي موازاة ذلك، أعلنت اللجنة العليا لمراسم التشييع خلال مؤتمر صحافي عقده رئيس اللجنة السيد حسين فضل الله، أنّ «البرنامج الرسمي للتشييع سيبدأ عند الساعة الواحدة ظهراً، وهو مؤلف من 7 فقرات، على أن ينطلق من المدينة الرياضية إلى شارع قاسم سليماني وصولاً إلى شارع المرقد الشريف». وأفادت اللجنة بأنه سيتمّ «نشر شاشات لعرض المراسم في كل الطرقات، ويمكن لمن لم يصل للباحة القريبة أن يتابع عبرها». وعن المشاركين في التشييع، أشارت إلى أنها «لن تدخل في الأسماء، لكن يمكن القول إن رئاستي الجمهورية والمجلس النيابي أكدتا المشاركة». وقال فضل لله: «إن التشييع سيكون حدثًا استثنائيًا لن ينساه العالم، وقد بلغنا أعلى درجات الجهوزية والاستعداد».
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن عدد الوافدين من الخارج من دول عربية وإسلامية وأجنبية كبير جداً يقدر بمئات الآلاف، حيث بلغ الوافدون من العراق والجمهورية الإسلامية في إيران من لبنانيين وإيرانيين وعراقيين، وكذلك الأمر من اليمن أكثر من مئتي ألف ومن المتوقع أن تصل وفود أخرى اليوم السبت وفجر غد الأحد، وتوقعت المصادر أن يكون التشييع عالميّاً ومسيرة مليونية.
وأفيد بأن «وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيشارك في التشييع».
وأشارت المصادر إلى أنه رغم الظروف المناخية والأمنية والتهديدات الإسرائيلية لمطار بيروت إلا أن الوفود لا زالت تتقاطر إلى لبنان للمشاركة في التشييع.
ورجحت المعلومات حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري وقد يلقي كلمة في المناسبة، كما من المحتمل حضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إضافة الى حضور شخصيّات رسميّة من مختلف القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية والقومية. وعلمت «البناء» أن الكثير من المواكب ستنطلق من كافة المناطق اللبنانيّة ومن كافة الطوائف للمشاركة في التشييع، لا سيما من البقاع والجبل والشمال وصيدا وطرابلس وبيروت.
وأفادت مصادر صيداويّة بأن حضورًا شعبيًّا صيداويًا وازنًا سيكون يوم التشييع بما يليق بعظمة شهيد الأمة السيد حسن نصر الله وبما يليق أيضًا بتاريخ مدينة صيدا بوصفها عاصمة المقاومة والجنوب.
وقالت مصادر نيابية لـ»البناء» إن التشييع سيكون مناسبة وطنية وعربية وإسلامية وقومية وعالمية ولا يمكن قراءتها بالإطار اللبناني فقط، فصحيح أن السيد نصرالله كان لبنانياً وكان لبنان أولويّة بالنسبة له، لكنه كان ثائراً عالمياً ورمزاً للأحرار في العالم ومدافعاً عن قضايا الأمة وحقوقها ومقدّساتها.
وفي إطار سياسة التحريض والتهويل الأميركية على حزب الله والمقاومة في لبنان، حذّر النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي جو ويلسون، في تصريح، من أنّ أي سياسي لبناني سيحضر تشييع الأمين العام الراحل لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله «فهو يقف مع النظام الإيراني».
ورأت المصادر النيابيّة في هذا التهديد انتهاكاً للسيادة اللبنانية وتحريضاً على فريق لبناني، ويندرج في إطار سياسة الإرهاب الأميركيّة التي تمارسها على شعوب العالم، ما يستدعي من الدولة والحكومة ووزارة الخارجية الردّ على هذا الانتهاك.
إلى ذلك، جال وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور داريل عيسى على كبار المسؤولين بدءاً من رئيس الحكومة نواف سلام، الذي استقبلهم بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون. وقدّم الوفد التهنئة، مؤكداً دعمه للبنان في مختلف المجالات الى جانب الدعم المستمر للجيش اللبناني. من ناحيته، شدد الرئيس سلام على ضرورة الضغط الأميركي على «إسرائيل» كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها في أسرع وقت، معتبراً أن ليس هناك أي مبرر عسكري أو أمني لذلك، وهو يشكل خرقاً مستمراً لترتيبات وقف إطلاق النار والقرار ١٧٠١ والقانون الدولي وانتهاكاً لسيادة لبنان. كما زار الوفد قصر بعبدا واجتمع مع الرئيس عون، وقال عيسى من بعبدا: بحثنا مع رئيس الجمهورية في التحديات الأمنية وتطبيق القرار 1701 وعودة الاستثمارات إلى لبنان وتطرقنا إلى العلاقة بين لبنان وسورية.
وطلب رئيس الجمهورية من وفد الكونغرس الأميركي أن «تضغط الولايات المتحدة الأميركية على «إسرائيل» من أجل استكمال الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب».
ودعا الرئيس عون، إلى أن «تواصل الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأمين دعم الجيش اللبناني بالتجهيزات والمعدات التي تمكّنه من تنفيذ المهام الموكلة إليه في الجنوب وسائر المناطق اللبنانية».
وبالتزامن مع جولة الوفد الأميركي على المرجعيات، واصل جيش العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فزعم أنه هاجم مساء الخميس «نقاط عبور على الحدود اللبنانية السورية تستخدمها جماعة حزب الله في محاولات تهريب الأسلحة إلى لبنان». وادعى «أن أنشطة حزب الله تشكل «انتهاكاً صارخاً» لوقف إطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان»، مضيفاً أنه يواصل العمل على «إزالة أي تهديد» وسيعمل على منع أي محاولة من جانب حزب الله لإعادة بناء قواته. وكانت تردّدت معلومات عن أن طائرة إسرائيلية نفذت هجمات على المنطقة الحدودية بين سورية ولبنان، واستهدفت معابر غير شرعيّة بين البلدين من جهة وادي خالد وريف حمص الغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى