ذلك التشبيك مع أردوغان الذي لم يجد نفعاً…!

يجب أن يكون هنالك عقاب اقتصادي فعّال لأردوغان من قبل روسيا وإيران حتى يدفع ثمن الخيانة التي ارتكبها في الملف السوري، ولكلّ من تسوّل له نفسه مستقبلاً الاستهانة بالمنفعة الاقتصادية مع هاتين الدولتين، من الواضح تماماً أنّ أردوغان لم تردعه الخسائر الاقتصادية التي من الممكن أن يتكبّدها بعد قيامه بهذا العمل الخياني ضدّ روسيا وإيران، فما الجدوى إذن من فلسفة التشبيك إنْ لم تتمكن من لجم شريكٍ كأردوغان آثر التضحية المحتملة بتلك الشراكة، مقابل خيانته، ومقابل مكاسب يعتقد أنها تفوق مكاسبه من الاستمرار في العلاقات الاقتصادية بنفس الزخم مع روسيا وإيران.
هل فشلت فلسفة التشبيك؟ أم فشلت إدارة هذه الفلسفة؟ لا أعلم، ولكن الذي أعلمه من الناحية المنطقية أنّ الدول تسعى إلى علاقات اقتصادية مع أكبر شريحة ممكنة من الدول حتى تحقق أكبر كمية ممكنة من الأرباح، فهل خرج التركي بخلاصة مفادها أنّ أرباحه من السيطرة على سورية، ووضعها في فلكه سيكونان أكثر نفعية له من العلاقات الاقتصادية مع كلّ من روسيا وإيران إذا ما قرّرتا معاقبة تركيا وتحلّلتا من الاتفاقيات التجارية مع الدولة التركية؟ يبدو أنّ فلسفة التشبيك برمّتها على المحك، خاصة أنّ بعض اتفاقيات التشبيك تكون غير مجزيةً في بعض الأحيان، وتصبّ في مجملها في مصلحة الطرف الآخر، وذلك لإغرائه لعدم القيام سياسياً أو عسكرياً بما قد يضرّ بمصلحتنا.