أولى

كتاب مفتوح إلى وزير الدفاع

 

السيد وزير الدفاع الوطني الجزيل الاحترام
تحية واحتراماً وبعد

تتسلّم مسؤوليّة جسيمة في مرحلة تاريخيّة من حياة بلدنا لبنان، حيث يقع على عاتق الجيش اللبناني ووزارة الدفاع مسؤوليّات تفيض عن المسؤوليات التقليديّة التي تحمّلها كل من الجيش والوزارة خلال مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، حيث تقع على عاتق الجيش مسؤولية ضمان أمن القرى والبلدات والمدن جنوب نهر الليطاني وحمايتها من الاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى مسؤولية تطبيق القرار 1701 وموجبات لبنان فيه.

السيد الوزير
حددت الحكومة في بيانها الوزاري للجيش مهام جديدة لم ترد في بيانات وزارية سابقة، في إشارته الى تحمل الدولة والجيش مسؤولية رد العدوان ومنعه وتحرير الأرض، وصولاً للحديث عن جيش يخوض الحرب وفقاً لأحكام الدستور، وهذه مهام تستدعي من وزارة الدفاع توفير الشروط اللازمة لأدائها وتحويلها إلى خطط تعرض على الحكومة لإصدار القرارات اللازمة لتنفيذها. وفي طليعة الخطط كيفية تجهيز الجيش وتمكينه من امتلاك الحدّ الأدنى الضروري للدفاع والتحرير، جنباً إلى جنب مع ما يفترض أن تقوم به الحكومة تحت رعاية رئيس الجمهورية من إدارة للحوار الوطني حول استراتيجية الدفاع، تحت سقف تطلّع الحكومة لبلوغ مرحلة تمارس فيه الدولة حقها باحتكار حمل السلاح.

السيد الوزير
لا يملك لبنان موارد تسمح له بممارسة ترف الإنفاق على تسليح الجيش بما يوازي بعض ما لدى جيش الاحتلال، ووزارة الدفاع هي الجهة المعنية بتحديد أولويات التجهيز اللازم، واستدراج العروض المناسبة وبرمجة السداد المتوجب وطلب رصد الموارد اللازمة.
السيد الوزير
تتقدّم الأولويات خطة تزويد الجيش اللبناني شبكة دفاع جوي حديثة متطوّرة تتيح حماية أجواء لبنان من آلاف الانتهاكات التي لا تتوقف والتي تتخللها الغارات الجوية واستهدافها للمدنيين وللبنى التحتية والقرى والبلدات اللبنانية إضافة لممارسة الطائرات الاستطلاعية مهام التجسس والتنصت.
إن أيّ سلاح آخر يسعى الجيش للحصول عليه سوف يكون موضع نقاش في مدى كفايته لتحقيق نوع من التوازن المنشود بوجه قدرات جيش الاحتلال، بينما وحدها شبكة الدفاع الجوي تكفي لتكون نقطة تحوّل في الموازين بين لبنان والاحتلال، ونقطة تحوّل في تحمل الدولة مسؤوليتها في حفظ السيادة اللبنانية.
السيد الوزير نأمل في كتابنا هذا لفت الانتباه إلى أهمية وحيوية هذه القضية وتطلّع شرائع واسعة من اللبنانيين الذين يحبون جيشهم وبلدهم لأن يروا الجيش اللبنانيّ يلعب دوراً حاسماً في حماية لبنان.

تقبّلوا فائق الاحترام والتقدير.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى