أحزابُ طرابلس: لتعزيز تكاتُف الشعب والجيش والمقاومة بمواجهة العدوّ

ناقشَ لقاء الأحزاب والقوى الوطنّية اللبنانيّة في طرابلس خلالَ اجتماعه في مقرّ القوى الناصريّة بحضورِ المنفّذ العام في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ أحمد علي حسن، مختلف القضايا الوطنيّة والعامّة.
وصدرَ عن المجتمعين بيانٌ هنّأوا فيه اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين «بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك والصوم المسيحيّ المقدَّس، اللذين تزامنا هذا العام». وأعربوا عن أملهم «في أن يكون هذا التزامن فرصةً لتعزيز الوحدة الوطنيّة وترسيخ السلم الأهليّ وتأكيد العيش المشترَك».
وحذّروا «من المخاطر الجسيمة التي تواجه لبنان، إذ إنّه، على الرغمِ من اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصُّ على انسحابِ قوّات الاحتلال الصهيونيّ من الأراضي اللبنانيّة وفقاً للقرار الدوليّ 1701، ما زال العدوّ مستمرّاً في خروقه اليوميّة، التي تشملُ القتلَ والتدمير، متجاهلاً التزاماته بموجب الاتفاق»، لافتين إلى أنّه «على الرغمِ من هذا الاتفاق، لا تزالُ إسرائيل ترفضُ الانسحاب من الأراضي اللبنانيّة، حيثُ تتمركز في ما يُعرف بـ«النقاط الخمس»، وتواصل اعتداءاتها الوحشيّة على المدن والبلدات والقرى الجنوبيّة والبقاعيّة، من جنوب وشمال الليطاني وصولاً إلى البقاع، في انتهاكٍ فاضحٍ تدعمه الإدارة الأميركيّة، التي تمارس الضغوط على لبنان تحت غطاء «دعم السلام ووقف الحروب».
كما ناقشَ المجتمعون أداء السُلطة في ظلّ هذه التطوّرات، مؤكّدين «أنَّ سياسة الاكتفاء بتعداد الخروق وتقديم الشكاوى الدبلوماسيّة لا تُجدي نفعاً ولا تُعيد آلاف النازحين اللبنانيين الجنوبيين المشرَّدين، الذين يعانون مرارة العيش في الخيام وبين أنقاض بيوتهم المدمَّرة، إلى قراهم التي دمّرها الاحتلال». ودعوا السُلطات الرسميّة اللبنانيّة «إلى اتخاذ إجراءات ميدانيّة عاجلة لوقف جرائم العدوّ وردع عدوانه، وتأمين عودة النازحين إلى ديارهم، والبدء الفوريّ بتقديم المساعدات والتعويضات لهم والانطلاق في ورشة إعادة الإعمار، وذلك عبر تعزيز التكاتُف بين الشعب والجيش والمقاومة في مواجهة هذا العدوّ الغاشم».
وأكّدوا أنَّ «الوحدةَ الوطنيّة اللبنانيّة تجلّت بأبهى صورها في الالتفاف الشعبيّ العارم حول المقاومة الوطنيّة والإسلاميّة اللبنانيّة، التي قدّمت خيرة قادتها وشبابها فداءً للوطن وصوناً لسيادته، ما أفشلَ مخطّط إخضاع لبنان للكيان الصهيونيّ الغاصب، الموقَّت، والزائل حتماً، بفضلِ تضحيات اللبنانيين جميعاً وفي مقدّمهم القادة الشهداء، وعلى رأسهم الأمينان العامّان السابقان لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصر الله والشهيد السيّد هاشم صفيّ الدين، ورفاقهما الأبرار».
ورأوا أنّ «التشييعَ المهيب لسيّد المقاومة وإخوانه مثّلَ استفتاءً شعبيّاً على مكانته القياديّة، التي تجاوزت حدود حزب أو حركة، ليصبح رمزاً لقوى التحرُّر العربيّة والإسلاميّة والأمميّة»، معتبرين أنَّ «حجمَ المشاركة الشعبيّة الواسعة والتنوّع فيها، يعكسان عظمة هذه الشخصيّة الاستثنائيّة، وهذا الحدث شكّل دفعاً قويّاً لمقاومة أكثر تجذّراً وعمقاً، مقاومة شعبيّة وطنيّة لبنانيّة تستفيد من التجارب السابقة، وتحوِّل التحدّيات إلى فرصٍ تسرّع تحقيق النصر».
كما وجّه اللقاء «تحيّةَ إجلالٍ للمقاومة الفلسطينيّة في غزّة والضفّة الغربيّة وعموم فلسطين»، مثنياً على صمود الشعب الفلسطينيّ الباسل، الذي أجبرَ العدوّ الصهيونيّ على الإذعان لشروط المقاومة في عمليّة تبادل الأسرى، وفقَ ما فرضته كتائبُ القسّام وفصائل المقاومة المقاتلة، في مسيرة التحرير الكامل لفلسطين من البحرِ إلى النهر».