أولى

غزة مستعدّة لجحيم ترامب ونتنياهو

 

هدّد الرئيس الأميركي أهل غزة بالجحيم المقبل ما لم يتمّ الإفراج عن جميع الأسرى فوراً، وقال إن لدى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما يكفي من السلاح كي يُتمّ المهمة، ونتنياهو يجمع أركانه ويلوّح بالحرب، ورئيس أركانه يقول إن الجحيم مقبل.
بالتوازي يتحدّث أركان إدارة ترامب عن باب مفتوح للتوصل إلى اتفاق، وهم يجدّدون تهديداته، بصفتها أوراق ضغط، بينما يتصاعد تحرك دعاة العودة الى اتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة، كما نص الاتفاق لضمان عودة جميع الأسرى، وتتزايد أعداد المشاركين في التظاهرات والاحتجاجات، وترتفع نبرة المعارضين، وكانت جلسة الكنيست أول أمس مسرحاً للعديد من المشادات الكلاميّة العنيفة بين مؤيّدي نتنياهو ومعارضيه.
غزة موقفها واضح، لن تسمح لتحقيق الأهداف التي فشلت الحرب في تحقيقها عبر التلويح بالعودة إلى الحرب، والشعب مستعدّ للصمود مجدداً ليضمن وقف الحرب والانسحاب الكامل لأن هذه مطالب شعبية لا حزبية، والشعب لن يسمح بإطلاق الأسرى دون ضمان عدم العودة إلى الحرب مجدداً، ولذلك يتماهى الشعب والمقاومة على موقف واحد.
الخيارات ضيّقة أمام نتنياهو وقد رمى ترامب الكرة في ملعبه، فإن قرّر العودة إلى الحرب لا ضمان لعدم مقتل المزيد من الأسرى، وربّما كلّهم وخسارة فرصة إعادتهم أحياء. وهذه أزمة كبرى في الداخل، وجيش الاحتلال لا يملك الروح القتاليّة والكفاءة اللازمتين لتحقيق إنجازات وهو منهك ويستنزف، بينما المقاومة وقد أعادت ترتيب صفوفها، سوف لن تترك الاحتلال يتوغّل في غزة، بل سوف تقاتل بشراسة على الحافة الأمامية وتحاول منع أيّ توغل، مستعيدة مشهد القرى الأمامية في جنوب لبنان، وعندها سوف تسقط صورة جيش الاحتلال نهائياً، وهذه مخاطرة يخشاها نتنياهو وقادة الجيش.
مأزق نتنياهو أنه إذا عاد إلى الاتفاق ومرحلته الثانية، وما فيها من انسحاب كامل وإنهاء للحرب فهو مهدّد بخسارة وحدة حكومته، وبالتالي المخاطرة بسقوطها.
نتنياهو ومن خلفه ترامب في مأزق وغزة جاهزة لكل الاحتمالات.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى