«ليلة طرب حلوة» مع جاهدة وهبي في كازينو لبنان



ضاقت قاعة الصالون الأدبي والثقافي لكازينو لبنان، بالحاضرين، لكنّها رحُبت بمدى «الزمن الجميل» الذي ساقتهم إليه تلك الليلة، فرحين طائعين، نحو فسحة أمل ليتها طالت أكثر من تلك الساعتين، رغم أنّهما كانتا «بكلّ العمر» كما يقول الشاعر المصري الكبير مرسي جميل عزيز في الأغنية الكلثومية الخالدة «ليلة حب».
ليلة موسيقية شرقية خالصة بالروح والصوت والكلمات، أحيَتها الفنانة جاهدة وهبي، بقيادة المايسترو أندريه الحاج، استهلّتها بـ «إنت عمري» ثم أغنيات متنوّعة لفيروز وصباح ووردة وأسمهان وأناشيد عشق إلهي لرابعة العدوية ومقتطفات شعرية لحّنتها جاهدة للأديبتين العربيتين سعاد الصباح (الكويت) وأحلام مستغانمي (الجزائر)، لتُختتم السهرة بـ «الأطلال» وكأنّ جاهدة أرادت من حيث تدري أو لا تدري، أن نغادر القاعة نستذكر أطلال زمن كلّما اشتقناه سنعود إليها نلوذ بصوتها الجميل.
أقام الصالون الأدبي والثقافي لكازينو لبنان، احتفالاً غنائياً وموسيقياً على مسرح الكازينو، أحيَته الفنانة جاهدة وهبي بقيادة المايسترو أندريه الحاج، لمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل أم كلثوم ويوم المرأة العالمي، برعاية وزير الثقافة د. غسان سلامة ممثلاً بالمدير العام للشؤون الثقافية د. علي الصمد.
بعد عزف النشيد الوطني، ألقت مسؤولة الإعلام في الكازينو رنا وهبة كلمة رحّبت فيها بالحاضرين في «صالون كازينو لبنان الأدبي والثقافي» بإدارة رئيس مجلس الإدارة المدير العام لكازينو رولان الخوري، من على المسرح هذه المرة».
وتوجهت بتحية محبة إلى «الإعلامية هدى شديد وهي مثال المرأة الشامخة والصامدة أمام المرض». وقالت: «نجتمع في يوم المرأة العالمي لنحتفي مع قصيدة الغناء جاهدة وهبي بذكرى مرور خمسين عاماً على رحيل كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم. كما نحتفي أيضاً بأصوات نسائية خالدة كتبت تاريخ الأغنية بحناجر من ذهب، ونكرّم قوة الإبداع النسوي الذي شكّل جزءاً من هوية الموسيقى العربية».
وأشارت إلى أنّ «صالون كازينو لبنان الأدبي والثقافي، الذي يسعى دائماً إلى إحياء الإرث الفني والثقافي العربي، يفخر باحتضان هذه الأمسية البديعة، حيث يجمع بين الأصالة والتجديد، بين التراث ورؤى التحديث، ليبقى الفن العربي العريق حاضراً في المشهد الثقافي اللبناني والعالمي. ولهذا، يسرّنا أن نقدّم قصيدة الغناء، جاهدة وهبي، التي تحمل في صوتها عبق الماضي ورؤى المستقبل، والتي جعلت من الغناء رسالةً تتجاوز الموسيقى لتصل إلى الفكر والوجدان بصوتها وبألحانها وبأدائها الذي ينقلنا إلى عوالم الدهشة، ترافقها أوركسترا مميّزة بقيادة المايسترو أندره الحاج».
بدوره ألقى الصمد كلمة قال فيها: «كرّمني الوزير غسان سلامة حين كلّفني أن أمثله في هذه الليلة المميّزة ومع هذا الحضور الرائع وفي هذا المكان الجميل. وحين أقول بأنّ هذه الليلة مميّزة فذلك للأسباب التالية: أولاً، لأنّ الفنانة الرائعة جاهدة وهبي هي نجمة هذا الحفل، وهي التي لحّن لها الكبير وديع الصافي وقال عنها ذات يوم بأنها «المجاهدة في سبيل الفن الأصيل». وثانياً، لأنها ستغنّي للسيدة الخالدة الست أم كلثوم. وثالثاً لأنّ المناسبة هي يوم المرأة العالمي، لذا فإني أحيّي جميع السيدات الحاضرات بيننا في هذه الأمسية، كما أحيّي بإسمي وبإسمكم كلّ امرأة لبنانية تناضل بكلّ قوة وحكمة من أجل بناء غد أفضل لها ولعائلتها. ورابعاً، لأنّ المايسترو المتألق أندريه الحاج هو قائد هذه الأوركسترا المميّزة. وخامساً، لأنّ كازينو لبنان يستضيفنا من ضمن النشاطات التي ينظمها الصالون الأدبي والثقافي، ولا يسعني هنا إلا أنّ أشكر السيد رولان خوري رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان، كما وأشكر منسقة الصالون الأدبي والثقافي السيدة رنا وهبي».
أضاف: «نحن في وزارة الثقافة إذ نشجع هذه المبادرات وندعمها، فإننا ندعو جميع الهيئات الثقافية لتكثيف الجهود واستنهاض الطاقات بهدف إعادة لبنان إلى سابق عهده منارة إشعاع ثقافي في هذا المشرق. واليوم وفي بداية عهد جديد عنوانه خطاب القسم ومع تشكيل حكومة جديدة واعدة باتت الظروف مهيّأة لنقل البلاد إلى مرحلة إعادة الإعمار، وحين أقول اعادة الإعمار فإنني أستعين بما قاله معالي الوزير غسان سلامة، انّ هناك حاجة لإعادة إعمار البنى التحتية واعادة إعمار ما أسماه البنى الفوقية وعنى بذلك القيّم والأخلاق والثقافة ومفاهيم المواطنة والحرية وحرية الإبداع وغيرها».
وختم: «لذلك فإنني أدعو جميع الفاعليات الثقافية إلى تكثيف الجهود لاعادة رسم صورة لبنان الثقافية التي نريدها».
كما كانت كلمة للفنانة جاهدة وهبي عبّرت من خلالها عن سرورها لوجودها في لبنان «بعد ما مرّ به هذا البلد الحبيب»، وأعلنت أنها تلقّت رسالة تحية ودعم وتشجيع من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مؤكدة التعاون الدائم مع وزارة الثقافة ومع الصالون الأدبي والثقافي وكلّ الهيئات المعنية بالثقافة، يداً بيد للنهوض بالمشهد الثقافي في بلادنا لأنها تستحق، فهي التي صدّرت الحرف إلى العالم فأنسنته وأنثنته».
وختمت وهبي «بشكر كلّ امرأة جعلت الفن وطناً، شكراً أم كلثوم وفيروز وكلّ أيقوناتنا الفنية».