مقالات وآراء

نتائج القمة العربية… استنساخ لقمم سابقة

 

 عمر عبد القادر غندور*

 

لا يبدو انّ شرقنا الأوسط سيكون في حالة استرخاء دائمة بعد حروب بدأت ولا تنتهي، ويبدو انّ الجيش الإسرائيلي يتبنى استراتيجية جديدة عالية المخاطر ويتطلع الى المزيد من المناطق لضمّها إلى كيانه العدواني الغاصب! ويسعى جيش العدو الإسرائيلي وهي بصدد تحوّل استراتيجي أوسع نطاقاً حيث بدأ في إنشاء ما ينوي ان يكوّن «مناطق عازلة» غير محدّدة على أربع جبهات في غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية.
ويُقال انّ مسؤولاً عربياً اتصل بمن يلزم وأبلغهم نية «إسرائيل» بإقامة شريط من الشوف الى وادي التيم إلى السويداء. وكان من المفترض ان تغادر قوات الاحتلال الإسرائيلي في 18 شباط الماضي لكنها بقيًت متمركزة في خمسة مواقع محصّنة جنوب لبنان مبرّرة حاجتها الى حماية المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان وهي ماضية في تجريف أراضٍ بعمق كيلو متر على طول الحدود مع لبنان، في حين انهار وقف إطلاق النار بين سورية و»إسرائيل» التي احتلت الأراضي السورية بحجة عدم وجود قوة معترف بها لحماية الحدود. وفي حين علقت «إسرائيل» دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة اكد الرئيس ترامب مجدداً عزمه على امتلاك غزة وتحويلها الى «ريفييرا» الشرق الأوسط، وجاء في البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت في القاهرة، انّ القمة تبنّت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة .
بدوره وجّه الرئيس ترامب يوم الأربعاء تهديداً مباشراً لحركة حماس مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإعادة جثامين القتلى محذراً من عواقب وخيمة، وقال ترامب في منشوره «شالوم حماس» تعني مرحباً ووداعاً، مؤكداً أنه سيدعم «إسرائيل» بكلّ ما تحتاجه ولن يكون أيّ عضو في حماس بأمان انْ لم تفعلوا ما أطلبه»!
وشددت دول أوروبية عدة في أعقاب اجتماع لمجلس الامن الدولي يوم الأربعاء على ان حركة حماس يجب ان لا تؤدي ايّ دور في قطاع غزة خلافاً لما جاء في مقررات القمة العربية.
وحذر أستاذ القانون الدولي المصري محمد محمود مهران من نتائج القمة العربية بالقاهرة، حول فلسطين والتي لا تتناسب مع حجم التحديات التي يواجهها العرب وهي قمة انعقدت في ظروف استثنائية وكانت تتطلب مواقف استثنائية، في حين انّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من مخططات للتهجير القسري لا تنقذه بيانات كالشجب والإدانات، وعلى القادة العرب تحمّل مسؤولياتهم التاريخية في زمن الغلوّ «الإسرائيلي».
هكذا تبقى البيانات الختامية للقمم العربية صيغاً إنشائية تفتقر الى آليات التنفيذ وهي أقرب الى الأمنيات والتمنيات لأنّ القضية الفلسطينية بحاجة الى أكثر من بيانات وأكثر من رهان على وسطاء منحازين!

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى