أخيرة

«حطّوا فلسطين على جنب هل أنتم في أفضل حال؟»

 

التخاذل والانبطاح والانصياع من قبل النظام العربي ليس مقتصراً على إدارة الظهر للشعب الفلسطيني المذبوح وهو يُذبح، هذا التخاذل والانبطاح والانصياع لإرادة العدو ينسحب أيضاً على مصائر الشعوب الرازحة تحت نير هذه الأنظمة المستتبعة، فامتناع هذه الشعوب وعلى مدى العقود من التصدّي الفعّال لهذه الأنظمة سيفضي إلى زوال هذه الشعوب تماماً كما أزيل الهنود الحمر عن الخارطة حينما زحف الأنجلوساكسوني القاتل، وقام بأكبر عملية إبادة في التاريخ لـ 114 مليون إنسان كانوا يقطنون القارة الأميركية…!
ولنا في ما يحدث في ليبيا والسودان والعراق وسورية وفلسطين ولبنان مثالاً عما ستؤول إليه الأمور لهذه الشعوب المنكفئة عن ممارسة دورها للحفاظ على وجودها.
الأمر ليس مختصراً في موقف هذه الشعوب من المأساة الفلسطينية، الأمر آخذٌ في تهديد هذه الشعوب في وجودها، وفي مقدرتها على الحفاظ على كينونتها، هذه الشعوب ليست فقط متقاعسةً عن نجدة أخٍ لها يُذبح، هي متقاعسة عن فعل أيّ شيء في ما يتعلق بأمنها القومي وبثرواتها ومقدّراتها ومستقبلها ومقدّساتها…
دجلة يجفّ أمام أعين العراقيين، والنيل يسرق ماؤه شيئاً فشيئاً… ملْئاً بعد ملئ، والنفط الليبي يجد طريقه إلى الشمال بينما الليبيون منشغلون بالتقاتل، والسودان يجوع وهو القادر على إطعام العالم العربي، وسورية تكاد تزول عن خارطة العالم بعد نهبها واستنزافها حتى النخاع، ولبنان يوضع تحت الانتداب والوصاية الأوليغارشية، وجيش سعد الدين الشاذلي وعبد المنعم رياض بدأ الحديث والتلميح والتصريح بالرغبة في تحييده، واليمن العظيم تحاك المؤامرات لإشغاله وخلق حروب أعرابية لتكبيله وإلهائه عن ممارسة دوره الوطني العروبي البطل…
إنْ أدرتم ظهوركم لفلسطين لن يترككم الوحش الصهيوـ انجلوـ ساكسوني في مأمن من توحّشه، بل انّ ذلك سيشجعه على الإسراع في إلغاء وجودكم…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى