انهيار جنبلاط
لم يعتد جنبلاط أن يخاطب يوماً باللغة التي سمعها في محكمة الحريري تشكيكاً بصدقه وتفكيكاً لمزاعمه.
حتى في أشدّ لحظة الخصومة كان الجميع يحرص على مراعاة خاطر البيك وترك مسافة تليق بالبيك، وكان فريق كامل يتبرّع بالتنظير للخصوصية الجنبلاطية.
أمام الدفاع كان جنبلاط وحيداً ولم يكن أحد من هؤلاء موجوداً ليدعمه بالتبريرات والتدخلات رغم محاولات رئيس المحكمة والمدعي العام بقي جنبلاط وحيداً فأحسّ بالخوف.
كان لا بدّ من تعريض جنبلاط للامتحان لصدقية المحكمة فوقعت الفضيحة.
كلما سئل عن كلمة قالها لسفير تناقض كلاماً قاله بعد زمن لسفير آخر تذرّع بالهروب الفضائحي متذرّعاً بذاكرته المثقوبة الانتقائية.
في لحظة سئل هل كان اغتيال الحريري ضدً سورية فقال نعم.
كاد يبكي جنبلاط عند إصرار الدفاع على مواصلة الأسئلة فطلب استراحة قبل أن ينهار.
شاهد المحكمة ومؤسّسها وصاحبها وفيلسوفها سقط بالضربة القاضية وسقطت معه المحكمة فكلّ ما تفعله هو على الطريقة الجنبلاطية.
تناولني جنبلاط فأشكره وأشفق على حاله وهو يسقط.
حبل الكذب قصير وحبل الصبر طويل وليد بيك…
التعليق السياسي