شفافية من حب وصفاء وجمال وحكمة
دمشق ـ شذى أحمد حمود
«هشيم المرايا» مجموعة نصوص شعرية يعبر فيها الشاعر فراس ديوب عن تصوّرات ورؤى إنسان تدفعه الموهبة إلى تجسيد ما عاشه من تحوّلات اجتماعية ونفسية خلال مسيرة حياته الإنسانية. ويحاول ديوب في مجموعته هذه الصادرة لدى دار «بعل» أن يكوّن من خلال كتاباته وما عاشه رؤى فلسفية يصوغ فيها شيئاً من الحكمة التي يرى فيها كثيراً من الأمور الاجتماعية التي على الانسان أن يتمسك بها لبلوغ الحقيقة. يقول في قصيدته «النفس»: النفس سر دونها الحكماء… كشفت كوامن غيبها الشعراء والنفس تلك المطمئنة حالة… فطريقها نحو العلاء صفاء».
يجعل ديوب الحب أمراً راقياً وشفيفاً، بعيداً عن الابتذال، مرتقياً به الى صفاء النفس وجمال الكون ودموع العين، بألفاظ محمولة على شراع البحر المتقارب وروي الفاء الرقيق كما في قصيدته «حنين الروح».
«دموعي خمر شفيف الرذاذ… وبوح المآقي ككأس تشف لتعبر روح الوجود بوجد… كخفق فراش بهمس يرف».
تتجلى في القصائد حالات اجتماعية وتداعيات سببها الكوارث والنكبات وما يلاقيه الإنسان من مصاعب تتسبب له بالعوز والحاجة الى حد أنه لم يتمكن من تأمين حاجاته اليومية، في حين يرى الشاعر من هم متخمون ويزينون حياتهم بالغنى والبخل. يقول في قصديته «غنى»: «وف… ولرب مضنى عيشة في قصره… ويظل يسعد كوخه الحطاب يصحو على حلم ويغفو حالماً… وإذا دعا رب السماء يجاب أما الغني فعيشة منكودة… وسراب عمر قد طواه سراب».
للحزن حضور جليّ في معظم نصوص المجموعة وفي الحالات الاجتماعية التي تصوّرها القصائد، حتى في حالات الحب، الحزن سيد الألفاظ، ما يدل على انعكاس الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الشاعر على معظم كتاباته. يقول في قصيدته «هشيم المرايا»: «التي حملت عنوان المجموعة… تلفت ترى الحزن ملء العيون… ودمع تحجر ملء الجفون تلفت ترى الجمر يسري بنبضي… ويوقد في لهيب الظنون».
كما يجسد الشاعر فلسفة الموت من خلال تثبيت ظاهرة الإيمان والنظر إليه على أنه حالة يجب أن يتلقاها الإنسان بشكل عادي من دون خوف، فالانسان الذي يملك الإيمان الحقيقي يذهب الى نهايته مطمئناً، على ما يرد في قصيدته «ظل إنسان»:
«أسير بوهم أحلامي/ وأشكو دمع أحزاني
وأفكار الذين سروا / لدار العالم الفاني
فما بالموت لي إرب / سوى تثبيت إيماني»:
للشاعر فراس ديوب خمس مجموعات شعرية هي «دموع النوارس» و»عذراً ولكن» و»دونما إنذار» و»عبق الصفاء» و»درب المنايا»، فضلاً عن إحيائه العديد من الأمسيات الشعرية في المحافظات السورية كافة.