طهران: دعم سورية في مواجهة الإرهاب قرار استراتيجي
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تأجيل برنامج تدريب «المعارضة السورية» لأسباب فنية.
وأشار جاويش أوغلو أمس خلال لقاء تلفزيوني إلى أن بعد المسافة بين تركيا والولايات المتحدة تسببت في تأخر وصول الفريق العسكري الأميركي، نافياً وجود أي خلاف بين أنقرة وواشنطن.
جاويش أوغلو أوضح أن البرنامج سيبدأ أولاً في تركيا والأردن بعد أن تم اختيار المجموعة الأولى من «مقاتلي المعارضة السورية»، وألمح إلى إمكان تنفيذ برنامج التدريب في قطر.
كما كرر الوزير التركي دعوته لإقامة منطقة آمنة في سورية لنشر «قوات المعارضة» بعد تدريبها مؤكداً «أن المنطقة الآمنة مطلوبة لهؤلاء المقاتلين حتى تكون أكثر فاعلية على الميدان».
في السياق نفسه، شدد على ضرورة إعلان منطقة حظر طيران في هذه المناطق لحماية «المعارضة السورية»، موضحاً أن برنامج التدريب والتجهيز لن يحقق أهدافه ما لم يعلن حظر الطيران.
التصريحات التركية جاءت في وقت أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن تقدیم الدعم الكامل لسوریة في تصدیها للإرهاب من أجل تجاوز الأزمة المفروضة علیها، هو قرار استراتیجي للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.
واعتبر عبد اللهيان يقظة الشعب السوري وحكمة وفطنة القيادة ومقاومة الجيش من العوامل الأساسية لصمود سورية بوجه الحجم الهائل للمؤامرات، وقال: «إن قرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاستراتيجي هو مواصلة الدعم الشامل لسورية في مكافحة الإرهاب والعبور النهائي والظافر من هذه الأزمة المفروضة».
وهنأ المسؤول الإيراني الشعب السوري لمناسبة الانتصارات الأخيرة للجيش السوري في القلمون وبدء عمليات التقدم في المناطق الشمالية، وأكد أنه مثلما أحبط الشعب السوري مؤامرات ومخططات أعداء سورية في الساحات السياسية والعسكرية، فإنه وبتضامنه ووحدته الداخلية سوف لن يسمح بتحقيق أهداف الأعداء عبر الحرب النفسية وسيخرج شامخاً مرفوع الرأس من هذه المحنة.
وفي السياق، وصل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجيــة في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إلى دمشق أمس، على رأس وفد برلماني كبير، حيث سيلتقي عدداً من المسؤولين السوريين لبحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع التي تشهدها البلاد والمنطقة.
إلى ذلك، أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن العلاقات بين روسيا وسورية مميزة وتاريخية ومبنية على العواطف المشتركة بين الشعبين الروسي والسوري.
وأضاف بوغدانوف: «أعتقد أن العلاقات تتطور بشكل جيد ولكن الظرف الحالي صعب طبعاً إذ أن الأزمة في سورية تمتد لأكثر من أربع سنوات، ونحن نريد مساعدة السوريين لتجاوز هذه المحنة وهذه الأزمة بأسرع وقت وإقامة حوار سياسي شامل، لأننا نعتقد بعدم وجود حل عسكري للأزمة في سورية وهذه هي قناعة القيادة الروسية والشعب الروسي».
وحول الموقف الأميركي والغربي عموماً من الأزمة في سورية، قال بوغدانوف: «نحن لا نتحمل المسؤولية سوى عن الموقف الروسي وليس مواقف الآخرين ولا حتى موقف الأصدقاء السوريين ونعتقد أن الشعب السوري هو صاحب القضية، ولذلك نعارض محاولات فرض الإرادة السياسية للآخرين على الشعب السوري ونسعى لإيجاد الحلول المناسبة والإسراع بالحل السياسي».
وقال بوغدانوف إن وثيقة جنيف 1 تعني «أننا اتفقنا كمجتمع دولي على أن لا وجود لحل عسكري للأزمة في سورية ولذلك علينا أن نركز كل جهودنا على إنشاء مسار تفاوضي بين السوريين أنفسهم لإيجاد الحل السياسي».
وأضاف: «لا نستطيع أن نفرض أنفسنا على غيرنا من السوريين أو غير السوريين ولذلك فنحن مستعدون لتلبية أي دعوة من الأصدقاء السوريين لتنظيم لقاء تشاوري سوري ـ سوري ثالث أو رابع أو خامس في موسكو. أي إننا مستعدون للاستمرار في جهودنا الهادفة إلى الإسهام في مساعدة السوريين على الاتفاق بأنفسهم حول مصير بلادهم».
وأعرب المسؤول الروسي عن تمنياته بنجاح جهود ستيفان دي ميستورا واللقاءات التي يجريها في جنيف، مشيراً إلى أن روسيا تشارك في هذه المشاورات وهي على صلة مستمرة مع المبعوث الأممي ونائبه رمزي رمزي في جنيف وأن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنيف الكسي بورودافكين على تواصل مع المبعوث الدولي.
ميدانياً، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين في محيط مستشفى جسر الشغور الوطني في ريف مدينة إدلب، إذ يتحصن نحو 250 جندياً ومدنياً سورياً منذ سقوط المدينة أواخر الشهر الماضي.
كما استهدفت وحدات الجيش تحركات المسلحين وتحصيناتهم في قرى الكفير وغانية والشيخ سنديان في ريف جسر الشغور، وقتلت عدداً من المسلحين ودمرت آلياتهم، في حين استهدف سلاح المدفعية والصواريخ تحصينات المسلحين في قريتي بشلامون والروضة.
من جانب آخر، تواصلت الاشتباكات في القلمون بين المسلحين ومجموعات من الجيش السوري والمقاومة، أسفرت عن فرض السيطرة على مرتفعات قرنة مشروع حقل زعيتر وجور بيت عبد الحق غرب جرود رأس المعرة ومقتل العديد من مسلحي تنظيم «جيش الفتح» الإرهابي.
وقد أسفرت العملية العسكرية التي انطلقت في القلمون إلى الآن عن مقتل 120 مسلحاً، فيما فرت مجموعات مسلحة نتيجة هذه المعارك باتجاه منطقة جرود فليطا وجرود عرسال اللبنانية.
وكانت المقاومة سيطرت على تلة عبد الحق البالغ ارتفاعها 2428 متراً والمشرفة على جرود نحلة اللبنانية التي تسيطر على بعضها مجموعات «جبهة النصرة» تحديداً نقطة شعبة الخشيعات. وتساهم السيطرة على تلك التلة بشكل مباشر في استهداف مجموعات النصرة في تلك المنطقة.
من جهة ثانية، احتدمت الخلافات بين الفصائل المسلحة المنضوية تحت ما يسمى «جيش الفتح» حيث صدر بيان عن الأخير دعا فيه إلى قتال «جبهة النصرة» في القلمون متهمين إياها بحصار «جيش الفتح» وقطع خطوط إمداداته ما اضطرهم إلى تغييرها ثلاث مرات.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين تنظيمي «داعش» و«جيش الفتح» الإرهابيين أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من «داعش» وأسر أكثر من 60 آخرين في القلمون.
إلى ذلك، استشهد 4 أشخاص وأصيب 28 آخرون أمس بتفجيرين إرهابيين بواسطة دراجتين مفخختين في شارع الأهرام ومنطقة الزهراء بمدينة حمص.
وقال طلال البرازي محافظ حمص إن «التفجيرين الإرهابيين هما محاولة فاشلة للنيل من حالة الاستقرار والأمان في محافظة حمص التي شهدت أول من أمس احتفالاً شعبياً كبيراً بعودة عقارب الساعة الجديدة إلى العمل كرمز لاستمرار عمليات إعادة التأهيل والترميم للبنى التحتية والمنازل التي دمرتها التنظيمات الإرهابية التكفيرية».