صدى هزيمة أعداء سورية…كيف تمّ توظيفه بهستيريا الحرب الإعلامية؟
هشام الهبيشان
كثر في هذه الأيام حديث الإعلام المتآمر عن انتصارات ميدانية «كبيرة» للميليشيات الراديكالية المسلحة التي تحارب الدولة السورية من الداخل والتي تحركها بعض القوى من الخارج، وأخذت هذه الانتصارات «الوهمية» مساحة اهتمام كبيرة على الصعيد الإعلامي، لأنه الوحيد المتحدث فيها الآن والكلمة الفصل والأولى والأخيرة لهبهذه الانتصارات «الوهمية»، لأنها ما زالت حبيسة أخبار وأقلام الكتاب ودراسات المحللين.
اليوم، هناك مجموعة كبيرة من المعارك تقودها وسائل الإعلام بأغلب الأحيان، فالحديث عن معارك سيطر فيها المسلحون على مدن وبلدات وأرياف مدينة إدلب بالكامل أو بنسبة 95 في المئة، والحديث عن سيطرة المسلحين على مناطق واسعة بريفي درعا والقنيطرة وريف حلب شمالاً، ما هي إلا أحاديث عن معارك وهمية ليس لها أساس على أرض الواقع، وهنا لا أريد أن أنفي هذه الرواية من أساسها، فالوقائع على الأرض تقول إن كل جبهات السورية مشتعلة وبخاصة الشمالية والجنوبية والوسطى منها، فهذا الشيء ليس مفاجئاً، لأن محاولات الوصول إلى مركز دمشق وحلب مركزي الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي، هو هدف هذه القوى الاستعمارية ومن خلفها أبواقها وأدواتها الإعلامية منذ بداية الأزمة، ونتوقع كل يوم حصول معركة بأي جبهة من هذه الجبهات وليس الجنوبية أو الشمالية أو الوسطى فقط.
فالحرب على سورية والمستمرة منذ أربعة أعوام وأكثر وعلى جميع الجبهات، من الممكن أن نرى كجزء من نتائج عملها على الأرض خروج بعض المناطق «مرحلياً» من سيطرة الجيش العربي السوري، بلدة صغيرة هنا، وقرية هناك، وجزء من البادية السورية هنا أو هناك، فهذا عمل متوقع حدوثه على أي جبهة من الجبهات، وقد تقوم هذه المجاميع المسلحة بدعم استخباراتي خارجي وإقليمي ما محدود بمحاولة يائسة لتحقيق نصر إعلامي هنا أو هناك من خلال احتلال قرية جنوباً وبلدة شمالاً، بمحاولة لرفع معنويات لميلشيات رديكالية مسلحة سقطت كل مشاريعها ومشاريع داعميها تحت ضربات الجيش العربي السوري.
ومع هذا الحديث الإعلامي وبعد المراجعة الدقيقة لموازين القوى على الأرض، لم نرَ لهذه الانتصارات أي وجود على أرض الواقع وفق حجمها المتحدث به إعلامياً مع تأكيد أكثر من مرة أن هذه الانتصارات «الوهمية» ليست إلا صنيعة الإعلام المتآمر، فالحرب على سورية مستمرة منذ أربع سنوات مضت وها هي اليوم تدخل عامها الخامس، وما زالت الحرب مستمرة وعلى جميع الجبهات ومن الممكن توقع عمل ما من أي جبهة، فهذه المعارك ليست وليدة الساعة، والمؤكد هنا أن الهدف من وراء هذه الحرب الإعلامية هو تشتيت جهود الجيش العربي السوري في محاولة لإيقاف تقدّمه على الأرض وتشتيت الخطط اللوجستية للمعارك وبخاصة بمعاركه الكبرى الآن بعمق الغوطتين الشرقية والغربية ومعاركه الكبرى اليوم بمدن جنوب وشمال سورية.
ختاماً، يعلم أغلب المتابعين لحقيقة الحرب الإعلامية على سورية أنّ هدفها هو ضرب منظومة عمل الجيش العربي السوري على الأرض، بمحاولة لضرب الفكر العقائدي الوطني لدى المقاتل العسكري السوري، ولكن ألا يعلم المتآمرون والقائمون على هذه الحرب الإعلامية الشرسة التي تشن صباح مساء على الدولة العربية السورية بكل أركانها، أن حروبهم الإعلامية قد أصبحت من الماضي، ولم يعد لها أدنى تأثير في كل جوانب حياة مواطني الدولة العربية السورية، لأن قناعها قد أسقط ومن أسقطه هو صمود الجيش العربي السوري، وقد أثبتت الأعوام الأربعة التي مضت وحقائق الواقع على الأرض زيف أحاديث الكثير من أخبارها، والأيام المقبلة سوف تعري حقيقة وسائل الإعلام المتآمرة أمام الجميع.