درباس: المركب ناء بالحمولة وشارف على الغرق
سأل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، خلال المؤتمر السنوي لجامعة الحكمة بعنوان «النازحون السوريون ومستقبل لبنان: التداعيات والتحديات»: «إلى متى يستطيع هذا الظهر الذي أصابته الهشاشة تحمّل هذا العبء؟ فنحن لسنا مستودعاً لمهجري الحروب، محذراً من أنّ المركب ناء بحمولة لا يتوقعها حتى شارف على الغرق.
وافتتح درباس المؤتمر الذي انعقد في حرم الجامعة في فرن الشباك أمس، في حضور رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية والعسكرية والقضائية والاجتماعية والأكاديمية.
بعد النشيد الوطني وكلمة تعريف ليارا عيسى، عرض الدكتور زياد منصور لدراسات أجراها مركز الأبحاث في الجامعة عن أوضاع النازحين السوريين في لبنان، ثم عرض منسق أعمال المؤتمر أمين عام جامعة الحكمة الدكتور أنطوان سعد لأهداف معالجة موضوع النازحين السوريين في الجامعة، تلاه رئيس الجامعة المونسنيور كميل مبارك الذي ألقى كلمة اعتبر فيها «أنّ النزوح بات مشكلة ننوء تحتها ولن ننأى بأنفسنا عنها. مشكلة تستدعي حلاً قبل تناميها في الجسم اللبناني، فيصعب بل يستحيل استئصالها».
ثمّ ألقى الوزير درباس كلمة الرئيس سلام، والتي أشار في مستهلها إلى «أنّ المؤتمر بدعاته ومكانه ومحاوره ومتحاوريه، هو بداية لإطلاق ورشة وطنية تتحمل فيها القوى والفاعليات والأحزاب والجامعات والمؤسسات المسؤوليات التي لا ينفع حيالها التجاهل، فلقد تجاهلنا طوال ثلاث سنوات حتى أصبح الورم مهدّداً للحياة، وتغاضينا حتى دخل الطوفان إلى البيوت، وما زلنا حتى الآن نتناقش حول جنس الملائكة وجنس الخيم، في حين أنّ لبنان امتلأ بالمخيمات العشوائية التي أصبح عددها 1700 مخيم لا رقابة للدولة عليها أمنياً وصحياً واجتماعياً وتربوياً».
وخاطب المؤتمرين والشعب اللبناني والعرب والأمم المتحدة وأصدقاءنا في العالم قائلاً:» إلى متى يستطيع هذا الظهر الذي أصابته الهشاشة تحمّل هذا العبء. نحن لسنا مستودعاً لمهجري الحروب. فالمستودعات للبضائع وليست للإنسان، كما ونحن لا نزدري الأهل إن ابتلتهم المحن، فما ضاق بإبن الجار جيران كما يقول سعيد عقل، ولكنّ المركب ناء بحمولة لا يتوقعها حتى شارف على الغرق».
وأضاف:»نحن شركاء العرب في هذه المحنة وشركاء العالم أيضاً، بل نحن نمتصّ عنهم أخطار هذا التشريد الذي يترك آثاره في بنية الأرض والنفوس، فلا أقل مع هذا الدور الذي فرض علينا كرهاً من أن نجد المؤازرة اللازمة أولاً من إخوتنا العرب الذين يبذلون منحهم بوساطة المنظمات الدولية والمؤسسات غير الحكومية، عليهم أن يعلموا أنّ الحفاظ على لون البشرة وملامح الوجه وبريق العيون واستقامة اللسان هي مسؤولية قومية. فلن تقوم المنظمات الدولية عنكم بهذه المهمّة وإلا فإنّ استجابتنا لهذه الأزمة منفردين تكون من غير جدوى بل تصبح عالة عليها وعلينا».
كما نبّه «دول العالم التي تبدي تعاطفها معنا وتظهر الرغبة في استقبال أعداد من الأخوة السوريين الموجودين عندنا»، إلى «أنّ أعداد الذين استقبلتهم قد يوازي موسم سنة من الولادات»، لافتاً «إلى أنّ لبنان عندما أوقف قبول النازحين كانت التخمة قد بلغت مداها فيما لم يتخم البحر المتوسط بعد من جثث الغرقى الذين يحاولون اللجوء إلى أوروبا».