هل يحصل لقاء بين ظريف وجبير بجهود أميركية روسية؟
ناديا شحادة
بعد أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق الإطاري الذي جرى التوصل إليه مع إيران بشأن برنامجها النووي، عبرت دول الخليج عن قلقها العميق من الاتفاق النووي الإيراني، وعن الخوف من التغيير في السياسة التقليدية للولايات المتحدة إزاء دول الخليج، وبالذات المملكة السعودية .
القلق الخليجي من النووي الإيراني جعل من الرئيس أوباما يدعو قادة دول الخليج للاجتماع معه في كامب ديفيد لتطمين قادة تلك الدول من الاتفاق النووي الإيراني المرتقب توقيعه نهاية شهر حزيران من العام الحالي، وفي غياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي عدل عن الحضور في اللحظة الأخيرة فإن أوباما أجرى محادثات مع ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان، والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بزعماء دول الخليج في البيت الأبيض في 13 من الشهر الجاري. أي قبل لقائهم في منتجع كامب ديفيد المقرر أمس، ودار النقاش حول أهمية اتفاق شامل بين إيران والقوى العالمية وهذا ما أكدته المتحدثة باسم البيت الأبيض برناديت ميهان أمس، ووصف أوباما علاقات بلاده بأنها صداقة استثنائية وتعهد الاستمرار في بنائها جاء ذلك في بداية محادثات أوباما في البيت الأبيض مع محمد بن نايف ولي العهد ومحمد بن سلمان ولي ولي العهد السعوديين.
فبعد سبعين سنة من المعاهدة الأميركية ـ السعودية التي وقعت بين واشنطن والرياض بعد أن التقى الملك عبد العزيز بن سعود مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت عام 1945، ووقع الطرفان على اتفاقاً تتعهد فيه الولايات المتحدة بحماية المملكة مقابل نفطها والدعم السياسي، وأصبحت تلك العلاقة تتعرض لامتحان صعب، وهناك دعوة لتجديد التحالف من جديد بين دول الخليج وأميركا بسبب المخاطر التي باتت تخشاها الرياض من القوة الإيرانية، ولكن التغيرات التي قام بها الملك سلمان في المملكة بتعيين محمد بن نايف ولياً للعهد ومحمد بن سلمان ولي ولي العهد وعادل الجبير وزيراً للخارجية، فتلك التغييرات مفادها أن الملك سلمان دخل مع الأميركي في ترتيبات السلطة التي تقوم على انتقاء أشخاص مقربين من واشنطن، فتلك الوجوه تمثل واشنطن في السعودية.
هذه القرارات الملكية يرى المتابع أن سلمان على استعداد لتقديم ما لم يقدمه سلفه للأميركيين من أجل إعادة ترميم التحالف الاستراتيجي بين الرياض وواشنطن وأن هذه الوجوه التي جاء بها تؤكد هذا المنحى.
ويؤكد المتابعون أن الادارة الأميركية التي عاشت حالة من الحيرة والتردد في التعاطي مع إيران، أخيراً اعترفت بقوتها سياسياً وإقليمياً وتقنياً، فكما لجأت إلى لغة الحوار مع إيران، فمن المناسب أن تلجأ دول الخليج إلى المنهج نفسه وليس إلى المواجهة أو الصراع، فالتقارب الأميركي ـ الإيراني حول الملف النووي أثبت عدم قدرة السعودية على تحويل النتائج لمصلحتها، فبات من الضروري على الدبلوماسية السعودية أن تسعى إلى التقارب من إيران، والمدخل هو لقاء ظريف مع الجبير بجهود أميركية ـ روسية.