«كامب ديفيد»… تداعيات الملف النووي والأزمة اليمنية
ناديا شحادة
قمة كامب ديفيد التي عقدت بين الرئيس الاميركي باراك أوباما وقادة دول الخليج في 14 من أيار، هذه القمة التي كانت نتيجة لتوصل إيران وقوى الغرب ولا سيما اميركا الى توقيع الاتفاق المبدئي حول برنامج إيران النووي، وأبرز ما تم النقاش حوله هو مخاوف الدول الخليجية وبخاصة المملكة السعودية التي ترى إيران انها منافس اقليمي لها وتخشى ان يترك الاتفاق لها متسعاً لتطوير سلاح نووي وان يخفف الضغط السياسي عنها مما يعطيها مجالاً اكبر لدعم اطراف عربية تعارض سياسية الرياض، الأمر الذي جعل من الرياض تشن حربها على اليمن والجميع يدرك الاسباب الخفية وغير المعلنة لتلك الحرب على جماعة انصار الله التي تعتبرهم السعودية انهم مدعومون من إيران.
قمة كامب ديفيد التي ناقشت تداعيات الملف النووي وسبل تعزيز التعاون على الصعيد الأمني الى جانب مناقشة الحملة العسكرية لدول التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن تلك الحملة التي دخلت في هدنة انسانية تستمر مدة 5 أيام، هدنة رحبت بها اطراف الصراع في الساحة اليمنية وبخاصة التحالف الذي وجد نفسه بعد شهرين تقريباً من القصف يدور في دائرة مفرغة وبدأت طائراته تسقط وتتصاعد الانتقادات الدولية التي تتحدث عن الخسائر والمعاناة الصعبة لأكثر من 25 مليون يمني، فكانت الأزمة المينية الحاضر البارز في مجريات قمة كامب ديفيد، حيث كان من أولى نتائج تلك القمة تأكيد الاتفاق على اهمية الشروع في عملية سياسية سريعة في اليمن لدخول المنطقة في مرحلة جديدة تتحكم فيها التفاهمات السياسية، وقد أكد الرئيس الأميركي في 13 أيار على أنه ناقش مع ضيفيه السعوديين وقف إطلاق النار في اليمن مضيفاً ان النقاش تناول إطلاق عملية سياسية تقود الى تشكيل حكومة يمنية جامعة وشرعية.
يؤكد المتابعون ان الادراة الأميركية التي صرحت في أكثر من مرة بأن عملية التوصل الى تسوية سياسية في اليمن تقودها الأمم المتحدة ودعوة كل من له نفوذ على الحوثيين لاستغلال هذا النفوذ للدفع في مسار التسوية السلمية، تلك التسوية التي ستلقى مباركة من الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي أصبحت قوى إقليمة كبرى ولا أحد يستطيع التنكر لذلك بما فيها واشنطن، فالسير بالتسويات السياسية ستشهد منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة تحكمها التفاهمات حول قضايا المنطقة، فواشنطن تسعى الى توسيع علاقاتها وانهاء النزاعات بالمنطقة وهذا ما أكده باراك أوباما في 14 أيار من العام الحالي.
فما يؤكد عليه المتابعون أنه كما سعت واشنطن الى الحوار مع إيران حول برنامجها النووي، على دول الخليج السعي للحوار والتسويات السياسية وخصوصاً بعد ان أطلعت واشنطن الخليجيين على الجهود الدوليه التي تبذل للتوصل الى اتفاق نووي مع ايران، وان الولايات المتحدة سترحب بدعم دول الخليج للاتفاق، وجاء ذلك على لسان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس، فمع ذلك يطرح المتابعون السؤال هل ستسعى دول الخليج الى الحوار مع إيران وتدرك قادة تلك الدول انه لم يعد من حل امامهم سوى تقبل المرحلة المقبلة مع إيران القوة الاقليمية العظمى، وهل سنشهد سعي واشنطن الى حل بقية أزمات منطقة الشرق الأوسط على غرار الملف اليمني.