المرصد
المرصد
عبير وردة الحزائرية ما زال فوّاحاً!
هنادي عيسى
يصادف غداً الأحد 17 أيار، الذكرى السنوية الثالثة لرحيل وردة الفنّ وردة الجزائرية، التي قدّمت للعالم العربي عشرات الأعمال الغنائية مع أهمّ الملحّنين والشعراء المصريين، وأبرزهم بليغ حمدي الذي تزوّجته، وأتحفانا بأجمل الأغاني التي لا يزال كلّ من يهوى الغناء يريد أن يثبت قدراته في الأداء، لا يتأخر عن تقديمها.
من منّا لا يطرب لـ«في يوم وليلة» ويحفظها عن ظهر قلب، أو «لولا الملامة»، أو «حكايتي مع الزمان» إلخ…. وللمناسبة، قدّمت محطة «الجديد» حلقة خاصة من برنامج «بعدنا مع رابعة» بدت متقنة في اختيار الضيوف، وأبرزهم ابن وردة الجزائرية رياض، وزوجته يولا جهشان، والمنتج المصري صاحب شركة «عالم الفنّ» محسن جابر، والفنانة المصرية لبلبة التي كانت تربطها بوردة علاقة صداقة متينة، والإعلاميّ جمال فياض، وغيرهم. كما قدّمت كل من كنزة مرسلي، وصابرين النحيلي، ورجاء قصابني، مجموعة من أعمال وردة الخالدة. وقد بدت الحلقة ممتعة على رغم أنّ ساعتين لا تكفيان لسرد مسيرة الراحلة.
لا يمكن لأيّ لبناني أن ينسى العمل الوطني الذي كرّمت وردة من خلاله لبنان، إذ ـ وهي التي ولدت من أمّ لبنانية ـ قدّمت أغنية عنوانها «لبنان يا جريح».
يُحسب لوردة الجزائرية ذكاؤها الفني الذي ساعدها كي تبقى شاغلة الناس لسنوات طويلة بفنّها. ففي التسعينات من القرن الماضي، عندما وجدت أنّ الزمن تغيّر، وأن الأغنية الطويلة لم تعد مرغوبة، بحثت عن ملحّنين جدد، فوجدت بالشاب الطموح الملحن صلاح الشرنوبي مبتغاها، فقدّم لها أغنية «بتونّس بيك» التي قلبت المقاييس في الفنّ. ثمّ قدّم لها «حرّمت احبّك»، وغيرها من الأعمال التي جعلت مطربة في الخمسينات من عمرها، تتربّع على عرش سباق الأغاني لسنوات، وهذا ما يدلّ على أنها فنانة ذكية، وعلمت كيف تواكب العصر، وجعلت من نجوم العالم العربي يقفون في الصفّ أمام باب الشرنوبي للحصول على لحن، إذ قدّم مئات الألحان لأهم مطربي لبنان ومصر، ومنهم راغب علامة ونوال الزغبي وغيرهما. كم جميل أن يغيب فنان وتبقى أعماله لتتحدّث عنها أجيال وأجيال كثيرة، ستتعرّف إليها من خلال أفلامها السينمائية ومنها «ألمظ وعبده الحامولي» و«حكايتي مع الزمان»، وأيضاً من خلال الدراما التلفزيونية عبر مسلسل «أوراق الورد»، و«آن الأوان».
رحلت الوردة وبقي عطرها يفوح في دنيا الفن العربي الذي يحتاج في هذا العصر إلى عشرات مثلها لإنقاذ الغناء من الدرك الذي وصل إليه. وردة الجزائرية، إنها فعلا من الزمن الفنّي الجميل، وعصر الأغنية العربية الذهبيّ.