السعودية تمنع كتاباً عن «داعش» للزميل نضال حمادة
لا تزال السلطات السعودية تمعن في فرض الدكتاتورية الوهابية الظلامية على الأدب العربي والكتب، خصوصاً تلك التي تفضح أهدافها وأعمالها ومؤامراتها. وفي جديدها، ممارسة الضغوط لمنع كتاب الزميل نضال حمادة «خفايا وأسرار داعش من عمامة أسامة بن لادن إلى قبّعة صدّام حسين» الصادر عن «دار ومكتبة بيسان»، من الانتشار في المملكة، وهي التي كانت قد منعت بيع الكتاب في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أقيم في آذار الماضي.
وفي هذا الخصوص، وصلنا أنّ السلطات السعودية المسؤولة عن المعرض، أبلغت جميع دور النشر والمكتبات التي تبيع كتاب الزميل حمادة، بضرورة سحب النسخ من أجنحتها، وإلّا تعرّضت للإقفال والمنع من المشاركة في المعرض هذه السنة والسنة المقبلة، على رغم أنّ موقع المعرض الإلكتروني أبقى على عنوان الكتاب ضمن محتويات محرّك البحث لديه، فضلاً عن ذكر الكتاب في تقرير لصحيفة «الحياة» السعودية عن المعرض يوم 10 آذار الماضي.
وليست هذه المرّة الأولى التي تمنع فيها السلطات السعودية كتب الزميل الصحافي نضال حمادة من الحضور في معرض الرياض الدولي للكتاب، إذ منعت عام 2011 كتاب الزميل حمادة «صناعة شهود الزّور باريس ـ بيروت ـ تل أبيب» من معرض الرياض الدولي للكتاب، وقامت قوّة من الأمن السعودي بمصادرة مئات النسخ من الكتاب من جناح «دار الفارابي»، وأتلفتها حرقاً.
وكان الزميل حمادة قد خصّص في هذا الكتاب ملفّاً كاملاً عن السعودية ودورها في صناعة شهود الزّور وحمايتهم.
في كتاب «خفايا وأسرار داعش»، يروي الزميل حمادة تفاصيل موثّقة عن الدور السعودي في تأسيس «داعش» وتمويله. كما يتحدّث عن تجربته الشخصية في اللجان الدولية لإغلاق سجن غونتانامو، وعن تجربته أيضاً في اللجنة الدولية للدفاع عن تيسير علوني، أو ما سمّي «خلية غرناطة» في إسبانيا، والتي كشفت الدور السعودي في تأسيس «داعش». ويروي في كتابه «خفايا وأسرار داعش» تفاصيل مهمة عن الصراع السعودي ـ القطري على حكم تنظيم «القاعدة»، والذي انتهى باختراق كبير لجماعة الإخوان المسلمين لـ«القاعدة» بعد اختفاء بن لادن، وتولّي الظواهري مصريّ الجنسية إمارة التنظيم.
وكانت جهات بارزة في المعارضة السعودية المحسوبة على التيار العلماني قد حذّرت عام 2013 الزميل نضال حمادة من الذهاب إلى السعودية لتأدية فريضة الحج، لأنه سيكون عرضة للاعتقال فور وصوله إلى السعودية.