بروح رياضية
حسن الخنسا
إنه المجهول والمعروف في آونةٍ واحدة، هو الجهد الكبير والتدريب المستمر واللمسة السحرية، وقد يكون ابتسامة من القدر وهمسة إلهية، فيه الموهبة والسحر والفنّ وفيه أيضاً الطموح والإرادة والعمل الجاد، إنه عالم المتناقضات… إنه عالم الساحرة المستديرة.
كم مرة خذلت أكبر المحللين والمتنبئين نتائج المباريات الكبرى! وكم مرة أثبتت مواهب بعض اللاعبين وثمار العمل الجماعي والتآلف فيه الجدارة بالفوز والكفاءة التي لا تضاهى!
«إنها إشارة من القدر، مكتوبة في السماء، كانت هناك قوة خفية تقف بجانبنا. إنه إنجاز رائع في مسيرتي» هذا ما قاله هيرفي رينار مدرب زامبيا بعد فوزه التاريخي بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى، وأضاف: «لقد حالفنا الحظ، القدر كتب لنا الفوز باللقب هنا». هذه لم تكن حادثة استثنائية في كرة القدم، فلطالما أبكت الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة مشجعي فريق كان منتصراً، ولطالما فاجأتنا فرق بإمكانات صغرى بنتائج مبهرة. وماذا عن «يد الرب» التي سجلت لمارادونا هدفه المشهور؟!
وفيما يحالف الحظ البعض أحياناً، تؤثر ظروف المباراة سلباً في أداء البعض الآخر وتحرمهم لذّة الفوز. وفي تاريخ اللعبة الأشهر في العالم ما يشير إلى سرقة متعة الانتصار من قبل حكّام أخطأوا أو من طقس متقلب المزاج عبث بأحلام هؤلاء. لكن يبقى الأهم في نظر بعض أساطير الكرة، الطموح العالي والعزيمة الشديدة والإرادة التي تسمو نحو السماء. «أكبر نقاط القوّة التي أتميّز بها على الصعيد النفسي هي امتلاك طموح ورغبة دائمة لكي أصبح الأفضل، الأمر دائماً ما يرتبط بالعمل والجهد، ولكن أيضاً هذا الطموح». هذا ما يراه كريستيانو رونالدو البرتغالي الذي حاز الكرة الذهبية أخيراً وصنف لاعب القرن في البرتغال، ويؤيده في ذلك زميله الإيطالي فابيو كانافارو إذ يقول متحدثاً عن منتخب بلاده العريق: «لدينا فنيات مهمّة، ولكننا نتميز قبل كل شيء بالقوة والتضحية وإرادة الفوز بأي ثمن… هذا هو سرنا، إرادة التصدي للصعوبات والعقبات، هذه ميزات إيطاليا وتعتبر مصدر فخر كبير».
وما بين الإرادة والعمل والعناية الإلهية، أفلت كثير من الأهداف المحققة، واستقرت كرات تائهة في شباك المرمى، ويبقى الأهم في لعبة العمالقة باعث الفرحة والأمل والفخر، وهو الهدف، وتختصر فيكتوريا زوجة البريطاني الجذاب ديفيد بيكهام ذلك بالقول: «لا أعرف الكثير عن كرة القدم، لكنني أعرف معنى الهدف، وهو الأهم في كرة القدم».