لا يُختصر ببضع كلمات
د. كمال النابلسي
لم أظنّ يوماً أني سأكتب كلمة رثاء عن شخص قريب عرفته منذ سنوات طوال، شخص إذا ما سألني أحد أن أصفه ببضع كلمات اقول إنّ صبحي ياغي الأمين والعميد لا يُختصر ببضع كلمات، فهو يحتاج إلى سجلات من الكتابات عن شخصيته. ماذا نقول عنه الأمين على مبادئ الحزب ومواقفه، الأمين على أسراره ومصالحه، أم عميد التربية والشباب الذي خرّج أجيالاً وأجيالاً من القوميين الذين أحبّوه وكان مثالاً لهم في حب الحياة وفي النضال، أم الرفيق والنديم الذي لا يمكنك الجلوس معه إلا والابتسامة تعلو وجهك، لخفة ظلّه وطرافته، أم القيادي الحزبي الذي حمل همّ الأمّة على كتفيه فكان السّباق في النضال في مختلف الساحات من العراق إلى الشام ولبنان وإلى فلسطين التي كانت لا تفارقه وسكنت أعماق وجدانه.
أيها العميد الغالي… رحلت باكراً وتركت غصةً في قلوبنا سنشتاق إليك جميعاً، وستشتاق إليك كلّ أزهار الياسمين في دمشق، ونسمة الهواء في كسَب، ستشتاق إليك بيروت وشارع الحمرا الحزين على فراق ابنه، ستشتاق إليك فلسطين وربوع مدنها الحزينة التي كانت تنتظر يوم النصر الموعود للقائك، سيشتاق إليك المركز والعاملون فيه، سيشتاق إليك القوميون الاجتماعيون جميعاً، سيشتاق إليك أهلك ومحبوك، سيشتاق إليك أهلك الكرام يا صاحب القلب الكبير…
نم قرير العين لك الرحمة والسلام والبقاء للأمّة.
نائب رئيس المكتب السياسي المركزي
في الحزب السوري القومي الاجتماعي