مزيد من المواقف في ذكرى احتلال فلسطين: هزيمة الإرهابيين تحبط محاولات إنتاج نكبة جديدة
تواصلت المواقف في ذكرى النكبة، مؤكدة التمسك بنهج المقاومة المسلحة الذي أثبت قدرته على هزيمة المحتل وتحرير الأرض من دون قيد أو شرط، معتبرة أنّ إلحاق الهزيمة بالإرهابيين التكفيريين إنما يشكل هزيمة للحلف الصهيوني الأميركي الغربي والعربي الرجعي وإحباطاً لمحاولاته إنتاج نكبة جديدة.
وفي السياق، أكدت اللجنة اللبنانية الفلسطينية المشتركة المنبثقة عن الاجتماع المشترك للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية وتحالف القوى الفلسطينية، في بيان إثر اجتماعها أمس في مقرّ هيئة تنسيق لقاء الأحزاب، أنّ «التجربة أكدت أنّ تحرير فلسطين وحماية عروبتها ومقدساتها واستعادة الحقوق المغتصبة وفي المقدمة حقّ عودة الشعب العربي الفلسطيني إلى أرضه ودياره التي شرد منها عام 1948، لا يتم عبر الاستجداء والمفاوضات مع العدو الصهيوني وتقديم التنازلات له، إنما عبر انتهاج المقاومة المسلحة استراتيجياً ضدّ الاحتلال الذي اعتمدته حركات التحرّر الوطني ضدّ المحتلين والمستعمرين في فيتنام والجزائر واليمن الجنوبي وغيرها، وصولاً إلى المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان، الذي أثبت قدرته على هزيمة المحتل وتحرير الأرض من دون قيد أو شرط أو مقابل، وأسقط اتفاق الذلّ والإذعان اتفاق 17 أيار وحقق العزة والكرامة».
وأشار البيان إلى أنّ «الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية يواجهان اليوم خطر التعرض لنكبة جديدة على أيدي قوى الإرهاب التكفيري، الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني، والتي تستهدف استكمال مشروع سايكس بيكو الاستعماري بضرب الدول الوطنية وجيوشها وتفتيتها إلى كيانات طائفية ومذهبية وعرقية، وبالتالي توفير الظروف الملائمة للكيان الصهيوني الغاصب لتبرير الإعلان عن دولته اليهودية العنصرية على أرض فلسطين التاريخية، واستطراداً تصفية القضية الفلسطينية وتكريس السيطرة والهيمنة الاستعمارية على المنطقة لتأمين مواصلة الشركات الأميركية والغربية عمليات نهبها للثروات النفطية العربية وحرمان العرب من حقهم في التحرّر من الاحتلال والاستعمار وتحقيق استقلالهم».
ولفت إلى أنّ «المشروع الإرهابي التكفيري المدعوم أميركياً وصهيونياً ومن الأنظمة العربية الرجعية يركز هجومه الرئيسي على الدولة الوطنية السورية المقاومة لأنها تشكل قلب العروبة النابض والداعم الأساسي لقضية فلسطين ومقاومتها، الذي يحفظ عروبة الأمة ويمنع المزيد من تفككها ويحمي حقوقها في فلسطين ويحول دون تمرير مشروع تصفيتها»، منوهاً بـ»وقوف أطراف حلف المقاومة موحدين إلى جانب سورية العروبة والمقاومة في تصديها للحرب الإرهابية التكفيرية»، لافتاً إلى أنّ «إلحاق الهزيمة بالإرهابيين التكفيريين إنما يشكل هزيمة للحلف الصهيوني الأميركي الغربي والعربي الرجعي وإحباطاً لمحاولاته إنتاج نكبة جديدة تطيح بعروبة الأمة وتصفية قضيتها المركزية ـ فلسطين».
ندوة في طرابلس
وفي المناسبة أيضاً، نظمت «الرابطة الثقافية» في طرابلس و«المنتدى القومي العربي» في الشمال، ندوة بعنوان «كيف تكون فلسطين بوصلة» في دار الندوة الشمالية حضرها نبيل الصوفي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، مصطفى الحلوة ممثلاً النائب محمد الصفدي، عدنان الحصني ممثلاً النائب محمد كبارة، خلدون الشريف، رئيس المنتدى القومي العربي في الشمال فيصل درنيقة، رئيس «التنظيم القومي الناصري» سمير شركس، وممثلون عن الأحزاب والقوى والجمعيات والفصائل اللبنانية والفلسطينية.
وقدّم المتحدثين عضو المجلس المركزية في المنتدى القومي العربي في الشمال سمير حصني معتبراً أنّ اختيار «لكي تكون فلسطين بوصلة» عنواناً للندوة، هو محاولة للتذكير بأولويات الصراع في أمتنا.
ثم تحدث رئيس حزب «طليعة لبنان العربي الاشتراكي» عبد المجيد الرافعي الذي أكد «أنّ المشروع القومي المقاوم، والذي تشكل ثورة فلسطين رأس الحربة فيه، هو المشروع الوحيد القادر على إعادة فلسطين إلى رحاب أمتها».
وقال رئيس المنتدى القومي العربي الدكتور محمد المجذوب إنّ «القضية الفلسطينية تختصر اليوم، كما اختصرت منذ قرن تقريباً، الوجود أو الفكر العربي وبعبارة أخرى إنّ هذه القضية تحدّد مستقبل العرب كأمة مؤهلة للحياة الحرة الكريمة، وتؤكد أنّ استعادة فلسطين، كجزء عزيز من الوطن العربي لا يتوقف على المساومات والصفقات والتنازلات والقرارات الدولية، لأنه لم يحدث يوماً أن تمكن قرار دولي من فرض حلّ عادل، أو إعادة حقّ سليب، فما زال النضال القومي أصدق إنباء من أي قرار دولي، ولو صدر هذا القرار بالإجماع أو التواطؤ».
وألقى أبو خالد غنيم باسم حركة فتح ـ الشمال كلمة فلسطين، توجه فيها إلى الصهيونية الغاصبة قائلاً:»مات كبارنا ولكنّ صغارنا لم ينسوا بل ازدادوا إصراراً وعزيمة على استعادة حقوقهم وحقوق آبائهم وأجدادهم في أرضهم، ونقول للمتآمرين على شعبنا في الشتات وعلى مخيمات اللجوء لم ولن تفلحوا في شطب حقوقنا في العودة».
وشدّد على»أهمية استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني».
واعتبر الرئيس المؤسّس للمنتدى القومي العربي معن بشور أنّ «الكيان الصهيوني يهتز اليوم بفعل اهتزاز الركائز التي قام عليها، فأمنه من الداخل وعلى الحدود الجنوبية والشمالية مهدّد، والهجرة المعاكسة من الكيان تتزايد مع ازدياد الإحساس بالقلق المصيري على الكيان الصهيوني نفسه، والارتباك في العقيدة الصهيونية أمام اضطرار جيش الحرب الصهيوني للجلاء عن أراض عربية في سيناء والجولان وجنوب لبنان وغزة، بالإضافة إلى تفاقم ظاهرة التمييز العنصري داخل الكيان ضدّ مواطنين إسرائيليين جاءوا من أصقاع الدنيا وليس فقط ضدّ السكان الأصليين».
من جهة أخرى، وضعت جمعية الصداقة الفلسطينية ـ الإيرانية مجسماً يمثل خارطة فلسطين لمناسبة الذكرى الـ67 للنكبة، قرب حاجز الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، عند المدخل الجنوبي لمخيم البداوي، بمشاركة عدد من ممثلي الفصائل واللجنة الشعبية في المخيم.