خامنئي يرفض حوار السعودية: هي طرف في الصراع الدائر
عشية اختتام مؤتمر «انقاذ اليمن» الذي عقد في الرياض، أعماله بالدعوة الى مشروع ينخرط فيه الجميع لإستعادة الدولة اليمنية. كان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، يؤكد أن الرياض لا يمكنها أن تستضيف محادثات لحل الأزمة اليمنية، لأنها طرف في الصراع الدائر هناك.
وكان علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي صرح في وقت سابق، بأن إيران تعتبر السعودية طرفاً في النزاع الدائر في اليمن، لهذا السبب هي غير قادرة على احتضان مؤتمر يجمع الفصائل المتناحرة في اليمن، مشدداً على مبادرة عقد طاولة للحوار الوطني بين كافة اليمنيين فقط. وتابع ولايتي أن بإمكان منظمة دولية كالأمم المتحدة أن تتبنى المبادرة شرط انعقاده في بلد محايد إزاء الأزمة.
اختتام المؤتمر
وكان المشاركون في مؤتمر الحوار اليمني في الرياض اختتموا مؤتمرهم أمس، بالتوقيع على ما سموه وثيقة دعت الى مصالحة وطنية شاملة، ودعم الشرعية واستحداث منطقة آمنة داخل الأراضي اليمنية.
ونصت الوثيقة على مبادئ تضمن الالتزام بـ «الشرعية الدستورية»، وإقامة الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية الحديثة، وحل قضية الجنوب، وإخراج الحوثيين من صنعاء وعدن، ومحاسبة قيادات الانقلاب، وبناء المؤسسة العسكرية والأمنية.
وأكدت الوثيقة أن الفساد وسوء الإدارة خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إضافة إلى انقلاب ميليشيات الحوثي أدت إلى تقويض الوضع في اليمن، كما اتهمت الوثيقة إيران بالمساهمة في زعزعة الاستقرار في هذا البلد بحسب تعبير الوثيقة.
كذلك دعت الوثيقة إلى دعم المقاومة الشرعية، وإسقاط الانقلاب ومحاسبة المتورطين فيه، والالتزام بالقرار الدولي 2216، وتقديم الإغاثة للنازحين، وإعادة المهجرين وتعويض المتضررين، وبخاصة في محافظة صعدة، والإسراع في إيجاد منطقة آمنة داخل الاراضي اليمنية، واستخدام الأدوات السياسية والعسكرية كافة لإنهاء التمرد.
وذكرت الوثيقة أن المؤتمرين اتفقوا أيضاً على ضرورة فتح فرص عمل لليمنيين في الخليج، وحشد الدعم الخليجي والدولي لبناء اقتصاد مستدام وإيجاد بيئة استثمارية في اليمن.
أما على الصعيد العسكري، فقد التزم المشاركون في الرياض، «بشد عصب الجيش الوطني» وطالبوا باستكمال بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وفق مخرجات الحوار اليمني، على أن يحتضن الجيش المقاومة الشعبية ضمن هيكله.
إلى ذلك، تعهدت وثيقة الرياض أيضاً بمناقشة مسودة الدستور ومن ثم طرحها للنقاش العام والاستفتاء. ولضمان تطبيق هذه الوثيقة، تم الاتفاق على إنشاء لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ مقرراتها والعمل على إعادة العملية السياسية في اليمن إلى مسارها الصحيح.
هذا وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اعتماد إعلان الرياض وثيقة دولية أساسية لحل الأزمة. وبين أنه سيتم توزيع وثيقة مؤتمر الرياض على الدول الأعضاء بمجلس الأمن لتصبح وثيقة دولية.
وأكد أن «مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن اكتسب شرعية دولية واسعة، ويثبت أن اليمنيين صف واحد».
من ناحيته أكد الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أن بلاده لا تريد لليمن أن يكون مرتعاً للجماعات الإرهابية وأن بلاده «ستواصل وقوفها إلى جانب الشعب اليمني».
وقال العاهل السعودي في رسالته لمؤتمر الرياض، ألقاها نيابة عنه عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي: «لا نريد لليمن أن يكون مرتعاً للإرهاب، ومن هنا أتت عملية الأمل»، مؤكداً «سنستمر بتقديم المساعدات الإغاثية لليمنيين، واننا باقون إلى جانبه ليستعيد موقعه الطبيعي».
وهنأ الملك السعودي الشعب اليمني بمخرجات هذا المؤتمر، لافتاً إلى أنه عقد في وقت تمر فيه المنطقة بأكملها بـ«منعطف تاريخي».
التحالف يقصف صنعاء
ميدانياً، واصل العدوان السعودي – الأميركي اعتداءاته على المحافظات اليمنية، ونفذ الطيران السعودي غاراته على جبل نقم بالعاصمة صنعاء. وفي محافظة حجة استهدف مركز اللواء 25 بأربع غارات جوية ما ادى الى وقوع أضرار كبيرة، كما قصفت قوات العدوان بالمدفعية منطقة فج حرض في حجة.
وقصف التحالف في شكل مباغت مخازن أسلحة بحي فج عطان أسفر عن انفجار عنيف دوى في العاصمة.
كما استهدفت الغارات جبل عطان في صنعاء حيث تصاعدت أعمدة الدخان من على مباني المشروع القطري «تلال الريان» الواقع أعلى الجبل.
وقال السكان إن القصف استهدف أيضاً منزل قائد قوات الحرس الجمهوري السابق، العميد أحمد علي صالح في منطقة فج عطان.
وفي محافظة صعدة شمال اليمن نفذ العدوان السعودي – الاميركي 3 غارات على منطقة آل الصيفي بمديرية سحار و4 غارات على منطقة بني معاذ، كما قصفت بالمدفعية موقع الجابري باتجاه الحصامة وشدا بمديرية الظاهر واستهدفت بالقصف المدفعي منطقة الملاحيظ وبرم ومديرية رازح الحدودية. ونفذت الطائرات ايضاً 3 غارات على الساحل الذهبي في مدينة التواهي بمحافظة عدن.
وقام أبناء المناطق الحدودية وأبناء العشائر بقصف عدد من المراكز العسكرية التابعة للجيش السعودي في منطقة نجران.
وأكدت مصادر من القبائل إطلاقهم قذائف مورتر على أنحاء متفرقة من منطقة نجران جنوب السعودية واشتباكهم مع قوات سعودية في المنطقة وذلك رداً على اعتداءات القوات السعودية على مناطقهم.