مراد: لرئيس يؤمن بالثوابت الوطنية ويرفض التدخلات الخارجية

رأى رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد في خلال حفل عشاء الحزب السنوي، «إن كل استحقاق وطني في لبنان يتحول إلى أزمة، منذ الاستقلال وإلى اليوم، وهذا ينطبق على انتخابات رئاسة الجمهورية، وعلى تشكيل الحكومات، وعلى الانتخابات النيابية، وتتوالد مع كل أزمة من هذه الأزمات، أزمات أخرى داخل بنى السلطات التنفيذية والتشريعية، ويكثر الحديث عن الفراغ في المواقع والمقامات، من دون أن يبحث في الأسباب المؤدية إلى التأزم، والتي تتلخص من وجهة نظرنا، بقوانين الانتخابات، السارية المفعول استنساخاً، بعضها عن بعض آخر، منذ الاستقلال إلى اليوم».

وشدد مراد على ضرورة إنجاز «قانون انتخاب عادل، ينقل المواطن من وضع المحايد والمهمش، إلى وضع الفاعل والمقرر، ويتيح للناخب أن يحاسب المنتخب»، معتبراً أن «قانون الانتخاب المنصف للجميع، هو قانون النسبية، الذي يجعل لصوت المواطن قيمة، ويتيح له اختيار من يمثله بالفعل، ويسمح بأن يصل إلى المجلس النيابي، ممثلون حقيقيون للناس، ونواب لهم صفة تمثيلية فعلية على أرض الواقع». وأضاف: «ولأننا أمام استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، فيجدر بمن يتطلع إلى هذا الموقع، ويرشح نفسه أو يرشحه آخرون لهذه المسؤولية، أن يكون مؤمناً بالثوابت الوطنية، التي وضعت لبنان على الخريطة العربية والإقليمية والدولية، باعتباره البلد الذي استطاعت مقاومته أن تهزم العدو الصهيوني مرتين، وفرضت عليه انسحاباً ذليلاً، من معظم أراضيه المحتلة، وأوجدت توازن رعب على الحدود مع فلسطين المغتصبة، ثم امتداداً إلى عمق أعماق هذه الأرض العربية السليبة»، مؤكداً أنه «بذلك أصبح لبنان جزءاً من منظومة التصدي للعدوان الصهيوني، وتبادل مع سورية العمق الوطني والعربي والمقاوم، لما يجمعهما من تاريخ وجغرافيا وقضايا ومقومات وجود»، مشيراً إلى أن ذلك «هو ما يجب أن يكون نصب عيني أي رئيس للجمهورية، مؤمناً به، عاملاً عليه، جامعاً اللبنانيين حوله، فيكون بذلك المرجع والمرجعية، والحكم الذي ترضى حكومته، والرئيس الذي بإمكانه فعلاً أن يكون محور التوازنات السياسية، والحركة اليومية لجميع القوى والفاعليات، وبإمكانه أن يضع حداً للتدخل الخارجي في شؤوننا، من هذه الدولة أو تلك، أو من ممثلها هنا وهناك، وأن يتعامل مع المحكمة الدولية، بالحق وبالحزم، ليضع حداً لاستنسابيتها وانتقائيتها وتجنيها على الإعلام الذي هو نسمة الحرية، فقد كشفت الكثير من أساليبها التضليلية، والافترائية والتزويرية».

وقال مراد: «نريد للبنان رئيساً للجمهورية يحكم ولا يتحكم، ويأمر ولا يتأمر، ويحمله إلى مقام الرئاسة، رصيد من حياة سياسية غنية بالمواقف والأفكار والأفعال، يملك من صواب الموقف والرأي والكلمة، ما يجعله موضع ثقة الجميع، لأنه للجميع». ولفت إلى أنه «عبثاً محاولة الدعوة لطاولة الحوار التي أصبحت شكلية ولرفع العتب، ومحكومة بالفشل مسبقاً لأن التمثيل فيها غير حقيقي وغير شامل للقوى السياسية الفاعلة على مساحة الوطن، ولتغييب العنوان الأول للحوار وهو كيفية تعزيز المقاومة والمزيد من التنسيق والتفاعل مع المؤسسات العسكرية والأمنية». وأكد ضرورة أن «تبقى المقاومة، وهي وجدت لتبقى، لأن هناك قسماً من الأرض ما زال محتلاً، ولأن الكيان الصهيوني على حدودنا، ويتربص بنا، ويسجل كل يوم خرقاً جوياً أو برياً كاعتداء علينا، ولا يمنعه من التمادي، إلا حسابه لفعل المقاومة، وقدرتها على الرد، وجهوزيتها الدائمة لملاقاته، زماناً ومكاناً وقواعد اشتباك».

وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى أن «فلسطين دائماً في القلب والعقل وستبقى كذلك، ولن يغير موقفنا هذا تلك الهوامش الطيارة والسيارة التي تتحدث عن صفقة أو اتفاق»، معتبراً أنه «آن الأوان لأن ننتهي من فزاعة التوطين»، داعياً إلى إعادة «النظر في الموقف السلبي من المخيمات، وأن يتم تحسين جميع مرافقها ومقومات الحياة فيها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى