قالت له

الحبّ غباء الزمن المستعجل هرباً من قطار الموت نحو ركوب قطار الإشهار والقوننة والوصول والحصول، والغباء هنا أنّه يؤدّي إلى ضياع الأجمل والأشد سحراً والأقوى، وبدء النزول عن صهوة الفرس بمغادرة ما كان في مراحل اللاإدراك والإنكار والللاإشهار.

الحبّ مرآتنا الحقيقية لحظة الصحو من النوم قبل الاستعداد لملاقاة الخارج، وقبل يقظة فنجان القهوة وفرك العيون، فالحبّ من يقول لنا من نحن، فقل لي من تحبّ، أقول لك من أنت.

الحبّ المستحيل هو الحبّ الأعمق، والحبّ الممكن هو الحبّ الأعقل، الحبّ العابر هو الومضة الأشدّ لمعاناً، والحبّ الحيّ هو الأشدّ مقاومة بالعقل لقساوة الموت بمساومات مستديمة بين العقل والقلب. الحبّ من طرف واحد هو قمة الذكاء، لأنه حبّ لا يموت ولا يصل، فهو قلق لا يتوقّف وشعور بسعادة تعيد إنتاج ذاتها، فهو حبّ الأذكياء الذين لا يعرفون أنفسهم ولا يعترف الناس لهم.

الحبّ هو الجنون الممتع الذي لا يؤذي أحداً سوانا، ونحن نستلذّ بالأذى ونخشى زواله. إنه عكس السير في قوانين الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى