مؤتمر الرياض تغطية للفشل العسكري السعودي في اليمن
توفيق المحمود
فشل العدوان السعودي الأميركي على اليمن، هذه هي الحقيقة الواضحة التي بات يدركها الجميع، بما في ذلك الكثير من القيادات السعودية نفسها التي تقود العدوان العسكري، فقد أصبحت الرياض غارقة في مأزق خطير وهو ما دفعها إلى محاولة ترقيع فشل العدوان على اليمن بحدث آخر، أو إطلاق محاولة البحث عن حل سياسي، أو مخرج من أزمتها مع رفقاء دربها في العدوان.
فعُقد ما يسمى مؤتمر الرياض «من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة» وأكد البيان الختامي الذي حضرته فصائل من نوع واحد تجتمع في تبعيتها للسلطة في السعودية وتأييدها للعدوان السعودي – الأميركي على الشعب اليمني قدّم خلاله المشاركون في المؤتمر الشكر للملك السعودي على قراره شن الحرب تحت ما يسمى «عاصفة الحزم» وهاجم البيان الرئيس السابق علي عبدالله صالح ودعوا الى محاكمته مع قيادات حركة انصار الله كما شدد البيان على ما سماه شرعية هادي، معتبراً الثورة الشعبية في اليمن انقلاباً.
وكان منظمو هذا المؤتمر قد اعلنوا قبل بدئه انه مؤتمر «قرارات» وليس مؤتمر حوار، لأنه لم يجمع جميع أطراف الأزمة في اليمن وأطلق أيضاً على هذا المؤتمر اسم «مؤتمر الـ 500 ريال» في اشارة الى ان جميع الحاضرين جاءوا مستلمين أموالاً من «اللجنة الخاصة» السعودية لتبرير عدوان الأخيرة على الشعب اليمني.
وتوالت ردود الأفعال السياسية اليمنية، وأكد تكتل الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية الرافضة للعدوان السعودي رفضه لمؤتمر الرياض، وشدد على أن مؤتمر الرياض الذي يضم مرتزقة وعملاء لا يمت بأي صلة للشعب اليمني، مؤكداً رفضه أي حوار يكون بإشراف الدول المشاركة في العدوان على اليمن، داعياً الى وحدة الصف الوطني لإطلاق حوار يرتكز على مخرجات الحوار الوطني الشامل وعلى وثيقة السلم والشراكة والبدء بالحوار في اليمن أو في جنيف.
هذا المؤتمر الذي قامت السعودية بصناعة قراراته وجعلت المجتمعين الذين شرتهم بالمال بتبني هكذا قرارات جاء بعدما دخلت نفقاً مظلماً يصعب الخروج منه وهو ما أفقد الرياض توازنها، وعلى إثر كل ما سبق أخذت السعودية تبحث عن مخرج من أزمتها، أو على الأقل عن تغطية وترقيع هذا الفشل، وهو ما جعلها تصطنع أزمات أخرى حتى تكسب السعودية بعض الوقت في البحث عن مخرج للأزمة وهو ما جعل الرياض تحاول التعتيم على هذا السخط والغضب الشعبي الواسع بالتضليل الإعلامي وتزييف الحقائق من طريق طرح أن ما يسمى «عاصفة الحزم» قد حققت أهدافها كاملة ولكن الحقيقة أن هذا العدوان ساهم في قتل وتشريد الشعب اليمني وليس إنقاذه كما تدعي.
ولم تكد الأيام الخمسة للهدنة في اليمن تنتهي حتى أعاد العدوان السعودي الأوضاع الأمنية إلى نقطة الصفر مع شن غارات مكثفة على مواقع في عدن وتزامناً مع هذه الغارات أكد مسعود غازي ميرسعيد قائد سفينة الشحن الإيرانية «شاهد» المتجهة إلى اليمن إن سفينتين حربيتين إيرانيتين بدأتا في مرافقة السفينة في خليج عدن.
كما أكد المدير العام للشؤون السياسية والأمن الدولي في وزارة الخارجية الإيرانية، حميد بعيدي نجاد، أن إرسال المساعدات الإنسانية الإيرانية تم بالتنسيق مع الأمم المتحدة وعلى أن ترسو السفينة في اليمن وأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ليس لديها تفويض دولي يجيز لها إيقاف أو تفتيش السفن المتجهة إلى اليمن.
أخيراً هل الرفض الايراني والحوثي لهذا المؤتمر ينقل الحوار الى جنيف وبخاصة مع اقتراب وصول سفينة المساعدات والدعم العسكري في مرافقتها وبخاصة بعدما أكدت مصادر إعلامية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتجه الى دعوة الأطراف اليمنيين الى مؤتمر في جنيف على أن يعقد المؤتمر في 28 من الشهر الجاري.