لوحات طلال معلا… الصمت من وجوه خيانة الوطن!
شذى حمّود
حاول الفنان طلال معلا في معرضه الذي افتتحه أمس في صالة «تجلّيات»، إعلان نهاية زمن من الصمت عاشه في لوحاته على مدى سنوات، ليكون عنوانه «انتهى زمن الصمت»، في رسالة واضحة لمتابعي جمهور الفن التشكيلي، بولادة جديدة للوحاته بأساليب ومواضيع مختلفة.
تضمّن المعرض الذي يستمر حتى نهاية أيار الجاري، مجموعة من اللوحات التشكيلية بقياسات وأساليب ومواضيع متنوّعة، إذ اكتفى برسم الوجوه مدخلاً لشخوص تجسّد القدرة على الفعل، وتفاصيل حاول من خلالها أن ينتقل بتجربتها من مرحلة إلى مرحلة.
ويقول الفنان معلا: «إن معرضي اليوم يرصد يوميات فنان يعيش الحالة نفسها التي يعيشها كلّ سوري يومياً. إن هذا المعرض يختلف عن باقي معارضي السابقة في المعنى والموقف فقط، لأن ما يجري الآن لا بدّ من موقف إزاءه. فالصمت الآن، نوع من خيانة الوطن».
وأضاف: «المعرض لا يروي حكاية فحسب، إنما يقدّم هموم المواطن بطريقة تعبيرية مختلفة، سواء كان مثقفاً أو مبدعاً أو إنساناً عادياً. فلكلّ فنان أسلوبه في التعبير». لافتاً إلى أن اللوحة ما زالت فاعلة وتعالج باقي الأدوات التعبيرية.
وقال الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، إن تجربة الفنان طلال معلا لهي تجربة غنية، فهو ليس فناناً تشكيلياً فقط، إنما باحث في الفنّ التشكيلي ولديه خبرة كبيرة في المدارس الفنية.
وأوضح أن لوحاته اليوم تتضمن لغة الشكل إلى جانب لغة المضمون، فهو من الفنانين الذين يهتمون بموضوع مضمون العمل وبصيغه ضمن رؤية خاصة به، وأن استخدامه «البورتريه» في غالبية لوحاته، يُظهِر القيمة التعبيرية التي يوجدها ضمن هذا الأسلوب الفني بدفق كبير، وهذا أهم ما يميّز معرضه، عدا عن التأليف اللوني والتكوينات التي طرحها في هذه الأعمال.
أما مدير مديرية الفنون الجميلة النحات عماد كسحوت، فرأى أن الفنان طلال معلا من الفنانين الذين لهم دور كبير في الحركة التشكيلية السورية، إضافة إلى بصمته التي وضعها داخل سورية وخارجها. مضيفا أنّ في لوحاته أمر مختلف في مواضيعها وأساليبها، وهذا المعرض من أكثر المعارض التشكيلية التي أقيمت في الفترة الأخيرة تميّزاً.
أما الفنان التشكيلي أنور الرحبي أمين سرّ اتحاد الفنانين التشكيليين، فأشار إلى أن الفنان طلال معلا من الأسماء «الشكلانية» في التشكيل السوري، وله قراءته الخاصة في ما يتعلق بالمشهد التشكيلي السوري. مبيّناً أن هذه «الشكلانية الآدمية» ثقافة تعتمد على شخص الفنان الموجود دوماً من خلال الحكاية واللحظات الاجتماعية المختلفة. وهو من الأسماء الحاضرة في المشهد التشكيلي السوري الذي يحتاج أحياناً إلى قراءة تجربته قراءة متأنية من المتلقّين، لأنها تجربة تحتاج إلى دراسة وإمعان، خصوصاً في ما يتعلق بالبصريات.
الناقد التشكيلي عمار حسن، أوضح أن الفنان معلا خرج في معرضه اليوم أمس من حيّز الصمت الذي كان محور أعماله على مدى عشرين سنة، إلى الكلام الذي اختزن من خلاله كل مشاعره، وطرحه عن طريق لوحاته التي اختلفت تماماً عن لوحاته السابقة من حيث الشكل والمضمون والأسلوب.
الفنان طلال معلا، من مواليد بانياس عام 1952، خرّيج كلية الآداب قسم اللغة العربية. درس تاريخ الفن المعاصر في إيطاليا. وهو فنان وناقد فني وشاعر ينشر في الصحافة العربية والأجنبية. شغل عدة مناصب إدارية لدى مؤسسات ثقافية وفنية عربية، وله عدة أفلام وثائقية وعدة برامج تلفزيونية عن الفن التشكيلي. وهو عضو في عدد من الاتحادات والنقابات والتجمّعات الفنية في سورية والعالم، وله مؤلفات في الفن التشكيلي، ونظّم عدداً من المعارض الفردية، وشارك بأخرى مشتركة داخل سورية وخارجها. وأعماله مقتناة في سورية وعدد من الدول.