سقوط الرمادي في يد «داعش» تكرار لمشهد سقوط الموصل السنة الماضية
غريب أمر الصحف الغربية، لا سيما الأميركية، كيف أنّ تقاريرها تنصبّ دفعةً واحدة للحديث عن حدث معيّن، ومتجاهلةً في ذلك أحداثاً أخرى. إذ لا يزال سقوط مدينة الرمادي العراقية في يد التنظيم الإرهابيّ «داعش»، شغل الصحف الأميركية الشاغل، بينما تمر مرور الكرام على ما يحدث في العاصمة السعودية الرياض، من مواصلة التآمر على اليمن. ومتجاهلةً أيضاً الخسائر التي مني بها تنظيم «داعش» ومعه «جبهة النصرة» في سورية، إن كان في منطقة القلمون، أو في تدمر. وكأنّ «داعش» الذي يقاتل في سورية، مختلف عن «داعش» في العراق.
صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية سلّطت الضوء لليوم الثاني على التوالي، على سقوط مدينة الرمادي في يد «داعش». وفي هذا الصدد، نقلت عن محللين قولهم إن سقوط مدينة الرمادي العراقية في يد تنظيم «داعش» يعكس فشل استراتيجية مواجهة التنظيم في العراق. فيما يقول أحد كبار ضباط الشرطة العراقية في المدينة إن مسلحي «داعش» هاجموها مراراً هذه السنة، وقامت الشرطة بجمع أموال من العائلات المحلية ورجال الأعمال لشراء الأسلحة، ولم تدفع حكومة بغداد للشرطة الرواتب لأشهر.
كما نشرت الصحيفة مقالاً للكاتب الأميركي ديفيد أغناتيوس قال فيه إن سقوط الرمادي يمثل انتكاسة كبرى للاستراتيجية الأميركية في العراق ويدل على أن الولايات المتحدة وبعد حوالى سنة من سيطرة «داعش» على الموصل، لا تزال تفتقر إلى خطة لحماية المناطق السنّية في البلاد. مضيفاً أنّ انهيار الجيش العراقي في الرمادي، كان بطريقة ما، إعادة لما حدث في الموصل في حزيران عام 2014.
وفي سياق الحديث عن «داعش»، اشارت صحيفة «تلغراف» البريطانية إلى أنّ التنظيم نشر كتيّباً إلكترونياً تداوله المتعاطفون معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفيه شرح لطبيعة الحياة داخل «دولة التنظيم» في سورية والعراق بشكل استعراضيّ، يحتوي على إرشادات سياحية لتشجيع الشباب الغربي على القدوم إلى «دولة الخلافة المزعومة».
«واشنطن بوست»: انهيار الجيش العراقي في الرمادي تكرار لما حدث في الموصل السنة الماضية
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن محللين قولهم إن سقوط مدينة الرمادي العراقية في يد تنظيم «داعش» يعكس فشل استراتيجية مواجهة التنظيم في العراق. ويقول أحد كبار ضباط الشرطة العراقية في المدينة إن مسلحي «داعش» هاجموها مراراً هذه السنة، وقامت الشرطة بجمع أموال من العائلات المحلية ورجال الأعمال لشراء الأسلحة، ولم تدفع حكومة بغداد للشرطة الرواتب لأشهر.
ويضيف العميد عيسى العلواني قائلاً: «توسلنا مراراً المزيد من الدعم من الحكومة، لكن شيئاً لم يحدث». ويقول المحللون إن سقوط الرمادي أكثر من مجرد خسارة مدينة هامة في أكبر المحافظات العراقية، فربما يقوّض سقوطها الدعم السنّي لجهود العراق الأكبر لدحر «داعش»، ويعقّد بشكل أكبر جهود الحرب. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد كرّر أمس تعهد الحكومة بتدريب المقاتلين السنّة وتسليحهم لطرد المتطرفين من المحافظة السنّية.
وأعلنت الحكومة عن حملة عسكرية لاستعادة الأنبار في الأشهر المقبلة، إلا أن خطة تشكيل قوة سنّية قتالية فعّالة كانت بطيئة بسبب مخاوف الحكومة من أن بعض السنّة قد يكونوا مقرّبين من «داعش»، كما يقول المحللون. والآن ومع اجتياح الرمادي، فإن زعماء قبائل سنّية ومقاتلين كثيرين، ممن يحتمل أنهم ساعدوا الحكومة في الأنبار، قد قتلوا أو فروا إلى مناطق أخرى من البلاد.
من ناحية أخرى، قال الكاتب الأميركي البارز ديفيد أغناتيوس إن سقوط الرمادي يمثل انتكاسة كبرى للاستراتيجية الأميركية في العراق ويدل على أن الولايات المتحدة وبعد حوالى سنة من سيطرة «داعش» على الموصل، لا تزال تفتقر إلى خطة لحماية المناطق السنّية في البلاد.
وأضاف أغناتيوس في مقال نشره في «واشنطن بوست» أمس قائلاً إن انهيار الجيش العراقي في الرمادي كان بطريقة ما إعادة لما حدث في الموصل في حزيران عام 2014، فالجيش العراقي الذي يهيمن عليه الشيعة، وعلى رغم أنه تلقى تدريبه على يد الولايات المتحدة، بدا وكأنه يفتقر إلى القيادة أو الإرادة لمحاربة مجموعة صغيرة نسبياً، لكنها شرسة من المسلحين السنّة.
ويرى أغناتيوس أن الهزيمة في الرمادي كشفت التوترات الطائفية التي تكمن وراء هذه الحرب. ومن بين الأسئلة الملحّة: هل قوات الجيش النظامي الشيعة ستُعدّ للقتال والموت لحماية السنّة، وهل ستنهار خطوطهم في المناطق السنّية كما حدث من قبل في الموصل، وفي الرمادي الآن. ولو تم إرسال الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والأكثر قوة للقيام بهذه المهمة، فهل سيعتبرهم السنّة جيش احتلال شيعيّاً، ما يمهد لجيل من عمليات القتل الطائفية الانتقامية.
«تلغراف»: «داعش» ينشر كتيّباً إلكترونياً سياحياً لتشجيع الشباب على المجيء إلى سورية!
نشر التنظيم المسلح «داعش» كتيّباً إلكترونياً تداوله المتعاطفون معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفيه شرح لطبيعة الحياة داخل «دولة التنظيم» في سورية والعراق بشكل استعراضيّ، يحتوي على إرشادات سياحية لتشجيع الشباب الغربي على القدوم إلى «دولة الخلافة المزعومة».
قام بإعداد الكتيّب مقاتل في صفوف التنظيم، بريطاني الجنسية يدعى سيدهارثا دار، وكنيته «أبو روميسة البريطاني»، وذلك باللغة الإنكليزية للتوجّه إلى أبناء العالم الغربي، ويصف فيه «روعة الحياة داخل دولة الخلافة المزعومة»، وفقاً لما نشره موقع الصحيفة البريطانية «تلغراف».
ويصف «أبو روميسة» «رفاهية الحياة داخل دولة التنظيم، مادحاً لذة وجبات الشاورما والمشروبات مثل القهوة، وروعة مناخ المدن المطلة على البحر المتوسط، وجودة وسائل المواصلات والتعليم والتكنولوجيا». ويزعم «أبو روميسة» أن ثمة مزيداً من التجديدات ستحلّ على شبكة المواصلات التي ستشمل السيارات والقطارات وحتى الطائرات، مقارباً مستوى الحياة في ظلّ «دولة الخلافة» بنظيرتها في المدن الغربية في القارة الأوروبية.
ويقول شارلي وينتر الباحث في مركز «كويليام» البريطاني المكافح للتطرّف عن الكتيّب الذي يحتوي على 46 صفحة تضفي على «داعش» الكثير من سمات الرفاهية، أن الكتيّب غير واقعي وسطحيّ إلى حدّ كبير، وفيه طابع صبياني لا يخفى حتى عن المتعاطفين مع «دولة الخلافة» المزعومة.
وأضاف وينتر أن الكتيّب محاولة جديدة من قبل أعضاء التنظيم المسلح لإضفاء جوّ مثاليّ وحلم «دولة الفضيلة» على الحياة في ظل «الخلافة المزعومة»، مؤكّداً وجود وسائل أنجع لاستقطاب المزيد من المتطوّعين.
الجدير ذكره أن سلطات الأمن البريطانية كانت قد ألقت القبض السنة الماضية على «أبو روميسة» مع تسعة آخرين مشتبه في تورطهم بأنشطة إرهابية، لكنه استطاع الهرب والانتقال إلى سورية بعد خروجه مقابل دفع كفالة، ليبدأ في نشر تغريداته عبر موقع «تويتر».
«ديلي تلغراف»: الرجل الذي أرشد واشنطن إلى بن لادن… لاجئ في بريطانيا منذ 35 سنة
نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» في صفحتها الأولى تقريراً عن المخبر الذي ساعد الاستخبارات الأميركية في الوصول إلى المكان الذي كان يختبئ فيه مؤسس تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، في باكستان.
وتقول «ديلي تلغراف»، إن الضابط السابق في الجيش الباكستاني، عثمان خالد، هو الذي يعتقد أنه زوّد الاستخبارات الأمركية بالمعلومات التي أدّت إلى مقتل بن لادن عام 2011.
وقد منح خالد اللجوء السياسي في بريطانيا منذ 35 سنة، وكان يعيش في لندن، ومات السنة الماضية عن عمر يناهز 79 سنة.
ولكن عائلة الضابط الباكستاني السابق تنفي ضلوعه بمقتل بن لادن، وعلاقته بالاستخبارات الأميركية، بحسب «ديلي تلغراف»، التي اعتمدت في تقريرها على ما كتبه الصحافي الأميركي سيمور هيرش، الذي يكذّب رواية واشنطن في شأن مقتل بن لادن.
ويقول هيرش إن بن لادن كان معتقلاً لدى الاستخبارات الباكستانية، على عكس ما يدّعيه البيت الأبيض أن الاستخبارات الأميركية جمعت المعلومات وتوصّلت إلى مكان اختباء بن لادن في باكستان ثم أغارت عليه وقتلته.
ويؤكد هيرش، بحسب «ديلي تلغراف»، أن مخبراً باكستانياً مدّ الاستخبارات الأميركية بالمعلومات مقابل مكافأة بقيمة 25 مليون دولار، والحصول على الجنسية الأميركية.
وتضيف الصحيفة أن البيت الأبيض وصف ما كتبه هيرش عن مخبر باكستاني ساعد في قتل بن لادن بأنه معلومات غير دقيقة ولا سند لها.
«زمان»: عميد تركيّ متقاعد يرسل الإرهابيين إلى سورية
أكد اسماعيل حقي بيكين، نائب رئيس «حزب الوطن» التركي، ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق في هيئة الأركان التركية، إرسال شركة أسّسها عميد تركي متقاعد عناصر إرهابيين مرتزقة وأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية بوساطة جهاز الاستخبارات التركي.
وشدّد بيكين في حوار مع صحيفة «زمان» التركية على خطورة الدور الذي يتولاه جهاز الاستخبارات التركي والقوات المسلحة التركية بالأزمة في سورية. مشيراً إلى أن مهمة جهاز الاستخبارات ليست تنفيذ العمليات في دولة أخرى.
وأوضح بيكين أنه تم تأسيس شركات وهمية بوساطة قطر، إذ يرسَل السلاح والمرتزقة إلى تنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين بوساطة هذه الشركات. مشدّداً على ضرورة كشف تلك الشركات التي أُسّست في تركيا وملاحقة مديريها ووقف أنشطتها.
وكان أردوغان قد أقرّ وفقاً لصحيفة «حرييت» التركية بعد عودته من زيارة إلى ألمانيا وبلجيكا مؤخراً، بدعم حكومته التنظيمات الإرهابية في سورية بالتعاون مع السعودية وقطر، مشيراً إلى أنه لولا هذا الدعم لما كانوا حققوا ما سماه «مكتسبات» في إدلب.
ويقدم نظام أردوغان كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية وذلك من خلال تسهيله تسلل آلاف الإرهابيين والمرتزقة الأجانب من شتى أنحاء العالم ومدّهم بشحنات من مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى استضافة معسكرات تدريب لهم وغرف عمليات لتوجيههم وقيادتهم.
«زمان»: حكومة أردوغان تبثّ الفرقة في المجتمع التركي
أكد مرشح «حزب الشعوب الديمقراطي» عن مدينة مرسين للانتخابات البرلمانية دنجير مير محمد فرات، أن نظام رجب طيب أردوغان الذي يتملكه الخوف والذعر خشية سحب بساط الحكم من تحت قدميه، يمارس كل أنواع الأعمال غير المشروعة ويبثّ بذور الفرقة بين أطياف المجتمع التركي.
ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن فرات قوله تعليقاً على الانفجارين اللذين استهدفا أمس مكاتب تابعة لـ«حزب الشعوب الديمقراطي» في مدينتَي مرسين وأضنة جنوب تركيا، أن الأشخاص الذين يديرون الدولة، يقفون وراء هذه الاعتداءات، والذين نفّذوا هذه العمليات الشنيعة معروفون في الحقيقة.
وأضاف فرات أن الدولة التركية تقدم على ممارسة جميع أنواع الاستفزازات، «غير أن هذه الحيل والألاعيب لن تنطلي علينا». موضحاً أن وقوع الانفجارين في مكانين مختلفين في وقت واحد أمر يلفت الانتباه إلى هذه الأعمال الاستفزازية، فأحدهما وقع في أضنة أثناء اللقاء الجماهيري للرئيس المشارك للحزب صلاح الدين دميرطاش، والآخر وقع قبيل اللقاء الذي كان سيُعقَد في مرسين.
وأكد فرات أن هذه الاعتداءات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ إنّ أكثر من خمسين مكتباً انتخابياً ومبنى لـ«حزب الشعوب الديمقراطي» تعرضت لاعتداءات مسلحة.
يذكر أن ستة أشخاص أصيبوا في الانفجارين اللذين وقعا أمس في مكاتب الحزب الذي يتبنى سياسة مناهضة لنظام أردوغان وأساليبه القمعية الاستبدادية والداعمة للتنظيمات الإرهابية.
وتشير تقارير كثيرة إلى أن رئيس النظام التركي رجب أردوغان ينتهك مبدأ الحياد والاستقلالية في الترويج للانتخابات وعدم إتاحة الفرصة الكافية للأحزاب المعارضة من أجل الترويج لنفسها انتخابياً عبر محطات التلفزة، ما يتنافي مع قواعد النشر.