هل يكون «جنيف» لحل الأزمة اليمنية بديل العزلة الدولية لمؤتمر الرياض؟

ناديا شحادة

مؤتمر جنيف المزمع إقامته نهاية الشهر الجاري والذي جاء الاعلان عنه في سلسلة إيقاعية من فشل العدوان السعودي الذريع في تحقيق نجاح ملموس على الاراضي اليمنية وعودة الشرعية الباطلة الممثلة بحكومة هادي، وبعد العزلة الدولية لمؤتمر الانقاذ الذي عقد في الرياض وخرج بيانه الختامي بصورة خاطفة وسريعة وتم اعداده في الغرف المغلقة من دون حضور ومشاركة جميع الأطراف السياسية وأصحاب الشأن الداخلي، هذا البيان الذي بدا متناغماً ومتكاملاً مع مطالب «عاصفة الحزم»، جاء الإعلان عن مؤتمر جنيف ليسحب الشرعية عن مؤتمر الرياض والرعاية السعودية للحرب عن اليمن من خلال الدعوات التي ستوجه الى الأطراف اليمنية المختلفة والأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة اليمنية، واكد ذلك البيان الصادر عن الأمم المتحدة في 20 أيار من العام الجاري حيث أعلن الأمين العام للامم المتحدة انطلاق مشاورات شاملة ابتداء من 28 أيار في جنيف لإعادة الزخم تجاه عملية انتقال سياسي لليمن.

مؤتمر جنيف الذي سيعقد في 28 من أيار والذي سترعاه الامم المتحدة ويضم جميع الأطراف اليمنية المختلفة، بالاضافة الى الاطراف الاقليمية المعنية بالأزمة اليمنية، ومن أهم تلك الأطراف ايران، الأمر الذي لم يرق للدبلوماسية السعودية المتغطرسة التي ارتكبت سيل من الجرائم الانسانية ترقى لجرائم حرب في اليمن والموثقة عالمياً في منظمة حقوق الانسان، وبعض الدول الاقليمية التي أكدت هذه الجرائم منها ايران، حيث أكد القائد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي ان الغارات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن تعتبر ابادة جماعية.

السعودية وبعد اخفاقها المتكرر في اليمن ومواصلتها في حصد الضحايا من اليمنيين تسعى جاهدة الى عرقلة مؤتمر جنيف برفضها توجيه دعوة للدولة الاسلامية الايرانية للمشاركة في المؤتمر جاء الرفض على لسان مندوب السعودية في الامم المتحدة السفير عبد الله المعلمي في 20 أيار.

ويؤكد المتابعون ان السعودية والقوى المتحالفة معها تعيد السيناريو ذاته والحبكة السياسية وبمهارة عالية قوامها المال الخليجي وصفقات الأسلحة وتحاول استنساخ الحالة السورية في اليمن، وذلك عبر حلقات متكررة ابتداء من الادعاء بالشرعية من خلال صنع نموذج لحكومة معارضة تحت مسمى حكومة بحاح في المنفى، ومن ثم تكرار حالة ما يسمى بـ «الجيش الحر» في اليمن وهذا ما أكده قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي في خطابه أول من أمس الأربعاء، حيث أوضح ان مؤتمر الرياض أبرز ما فيه هو تفعيل حالة الصراع والاقتتال الداخلي في اليمن وانهم يريدون جيشاًَ يمنياً جديداً كما فعلوا في سورية من خلال ما يسمى الجيش الحر.

فالسعودية تسعى الى تشكيل جيش حر يمني، هذا الجيش الذي ما هو الا غطاء لتنظيم «القاعدة» بفرعيها «داعش» و«النصرة» وذلك لايجاد حالة لا متناهية من الصراع الدائم لانهاك دول المنطقة وتمزيق لحمتها الاجتماعية والسياسية وتدمير البنية التحتية والاقتصادية لمصالح خارجية بحتة باستخدام وسائل عدة غير مباشرة كتغذية الارهاب ودعم الجماعات الارهابية كـ»داعش» و«النصرة» وتسليط عصا الطائفية في دول المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى