حملة لتنشيط السياحة الدينية في الأردن للاستفادة من زيارة البابا

يحاول الأردن، الذي يعتمد اقتصاده إلى حدّ كبير على قطاع السياحة، تنشيط سياحته الدّينية والاستفادة من زيارة البابا فرنسيس للمملكة في 24 أيار الجاري، بعد أن تأثر هذا القطاع كثيرًا بالأوضاع المضطربة في منطقة الشرق الأوسط.

وتزدهر أراضي المملكة التي تشكل الصحراء 92 من مساحتها، بالكثير من المواقع الأثرية الدينية بدءًا من المغطس الموقع الذي عمّد فيه يوحنا المعمدان السّيد المسيح قبل ألفي سنة بحسب الديانة المسيحية وجبل نيبو الذي صعد إليه النبي موسى وكنائس تعود لعصور مختلفة، مرورًا بمقامات الأنبياء كيوشع وشعيب وأيّوب وهارون ونوح.

كما يضمّ الأردن مقامات صحابة وموقع معركتي مؤته واليرموك وقصورًا وقلاعاً إسلامية وكهوف أهل الكهف الذين ورد ذكرهم في القرآن.

وقد أصبحت السياحة الدّينية، بشقيها الإسلامي والمسيحي، في سلم أولويات العام الحالي وفق ما يفيد القيّمون على هذا القطاع، وهناك تركيز أكبر على ترويج وتطوير هذا المنتج ليصبح ذا أهمية أكثر في جذب وجلب السيّاح والحجّاج من الخارج.

ويتطلّع الأردن إلى جعل هذا النّمط من السياحة مصدرًا من مصادر الجذب السياحي ومورداً أساسيًا للإيرادات السياحية.

ويعتمد اقتصاد هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالى 7 ملايين نسمة، إلى حدّ كبير على دخله السياحي الذي يشكل نحو 12 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

ويعاني قطاع السياحة في الأردن من تراجع في عدد زواره وعائداته منذ بدء الأزمة التي خلّفها ما سمي بـ»الربيع العربي» عام 2011.

وقد زار الأردن 5.4 مليون شخص في 2013 بعد أن تجاوزوا 8 ملايين في 2010، ويعزو مسؤول في وزارة السياحة هذا التراجع إلى الاضطرابات السياسية والأمنية في دول الجوار مثل سورية ولبنان ومصر.

وانخفض الدخل السياحي للمملكة خلال 2013 بنسبة 4.2 في المئة ليبلغ نحو 3 مليارات دولار مقارنة مع 3.2 مليار دولار في 2012.

وفي هذا السياق، يعوّل الأردن كثيراُ على زيارة البابا فرنسيس المرتقبة للمملكة لتنشيط سياحته الدينية على وجه الخصوص.

وتعدّ هذه الزيارة واحدة من أهم الفرص الترويجية للسياحة الدينية المسيحية إذ من المتوقع أن يسير على خطاه آلاف الحجّاج المسيحيين من مختلف دول العالم.

ويشير مسؤول في هيئة تنشيط السياحة في الأردن إلى أنّ الهيئة «تعتزم فتح مسارات سياحية دينية بهدف زيارة الأماكن المقدسة التي تمّ ذكرها في العهدين القديم والجديد مع إمكان دمج هذه المسارات بتنظيم زيارة الأماكن المقدسة في كل من القدس وبيت لحم».

وسيزور البابا المنطقة من 24 إلى 26 أيار، للمرة الأولى منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية، في رحلة حجّ إلى الأراضي المقدسة تتضمن ثلاث محطات رئيسية هي عمان وبيت لحم والقدس.

ويوضح المسؤول الأردني أنّ «هناك برامج ترويجية أخرى تهدف لاستقطاب عدد كبير من السياح المسلمين خصوصاً من إندونيسيا وماليزيا والذين يقومون بأداء فريضة الحجّ والعمرة في السعودية ومن ثم يرغبون بإكمال زيارة المواقع الدينية في الأردن وفلسطين».

وتمثل السياحة المصدر الثاني للعملات الأجنبية في الأردن بعد الحوالات المصرفية من عشرات آلاف المواطنين الأردنيين العاملين في الخارج خصوصاً في دول الخليج والتي بلغت في 2013 نحو 3.6 مليار دولار. ويأتي السيّاح في الدرجة الأولى من الدول العربية وأوروبا تليها دول آسيا وأميركا.

ويضمّ الأردن مواقع سياحية مهمّة، كمدينة البتراء الأثرية، وهي إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة والبحر الميت، الذي يقع في أكثر بقعة على سطح الأرض انخفاضاً، وصحراء وادي رم التي تشبه تضاريسها سطح القمر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى