حامية مستشفى الجسر الى الحرية وتركيا تنقل مدرعات الى الحدود
انتهت أزمة الجنود السوريين المحاصرين في مستشفى جسر الشغور الوطني بنجاح. واستطاع الجنود والمدنيون الذين كانوا محاصرين من الانسحاب مع بعض الخسائر من مستشفى بتغطية نارية مكثفة من وحدات الجيش السوري المنتشرة في سهل الغاب والقرى القريبة من المستشفى.
وشارك الطيران الحربي السوري بتأمين التغطية للمنسحبين، فنفذ أكثر من خمسين غارة استهدفت آليات المسلحين المحملة برشاشات ثقيلة ومناطق تجمعهم في محيط المستشفى.
حامية المستشفى، استطاعت اختراق طوق المسلحين بتغطية نارية كثيفة وبعد اشتباكات عنيفة، وتمكنت من الوصول الى أقرب نقطة للقوات الصديقة في جنوب مدينة الجسر في القرقور وفريكة والتي تبعد 7 كلم عن المستشفى.
وقد تمكن بعضهم من الوصول الى بر الأمان، فيما لا يزال هناك مجموعات تحاول شق طريقها وتخوض اشتباكات عنيفة في المنطقة في ظل تغطية نارية من الطيران والمدفعية، في ظل معلومات عن شهداء وأسرى.
مصدر عسكري سوري إن «القوة المدافعة عن مستشفى جسر الشغور الوطني نفذت صباح اليوم مناورة تكتيكية بالقوى والوسائط وتمكنت من فك الطوق عنه بنجاح».
جاء ذلك في وقت نشرت القوات التركية 15 مركبة مدرعة على الحدود السورية، حسبما أفادت وكالة «دوغان» التركية، أمس.
ومرت القافلة بمدينة ماردين الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من الحدود، متوجهة إلى منطقة نصيبين المتاخمة للحدود السورية، وهي عبارة عن شاحنات تحمل معدات عسكرية، ودبابات ومدافع ذاتية الحركة وغيرها.
وتشير بعض المعطيات إلى وجود آلاف الجنود الأتراك في المناطق المتاخمة للحدود السورية، وقد تم نقلهم إلى هناك من المناطق الوسطى للبلاد.
ميدانياً أيضاً، استهدف الطيران الحربي السوري مواقع لتنظيم «داعش» الارهابي في محيط تدمر والسخنة فيما أفادت معلومات بأن مسلحي التنظيم ارتكبوا مجازر بحق مدنيين في مدينة تدمر راح ضحيتها العشرات بينهم أطفال ونساء كما سيطر «داعش» على المحطة T3 بريف حمص الشرقي.
كما سيطر «داعش» على معبر التنف الحدودي السوري مع العراق، وهو آخر المعابر، بعد انسحاب القوات السورية منه.
وفي السياق، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها من المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققها تنظيم «داعش» في العراق وسورية.
وحذرت الوزارة من أن تدمير مدينة تدمر الأثرية التي بسط التنظيم سيطرته عليها سيعتبر عملاً إجرامياً لا يغتفر.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش أمس «إننا قلقون من تكثيف أنشطة الإرهابيين في الآونة الأخيرة واستيلائهم على عدد من المراكز السكنية المهمة، ومنها مدينة الرمادي العراقية ومدينتا إدلب وجسر الشغور في سورية… من اللافت أن عمليات ما يطلق عليه التحالف المناهض لداعش في العراق وسورية والذي تقوده الولايات المتحدة، لم تؤثر حتى الآن على قدرات التنظيم على توسيع دولة الخلافة الخاصة به».
وتابع «وفي ما يخص مدينة تدمر، فيضاف إلى ذلك القلق البالغ من مصير آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي، والتي يفتخر بها الشعب السوري. وإذا تم تدميرها، ستعتبر ذلك جريمة تخريب لا تغتفر، فهي دوس على القيم الإنسانية المشتركة وإهانة للحضارة».
الى ذلك، قال قائد التحالف الدولي، جيمس تيري إن غارات أميركية على سورية قد تكون تسببت بمقتل طفلين، في 4 و5 تشرين الثاني عام 2014 على مدينة حارم في منطقة إدلب السورية.
وأضاف تيري «نأسف لوقوع ضحايا من طريق الخطأ»، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي مؤشر على وجود أطفال، مشدداً على أن الجيش الأميركي أجرى قبل تنفيذ الغارات عملية تقييم دقيقة للمباني المستهدفة استنتج من خلالها أن هذه المباني تستخدمها الجماعة المتطرفة «حصراً لغايات عسكرية ولم تشر إلى وجود أطفال في المباني المستهدفة».
وكانت القيادة الأميركية المركزية قالت إن الغارات على المنطقة استهدفت جماعة «خراسان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، حيث تأتي هذه الاعترافات بعد تحقيق أمرت به السلطات الأميركية في القضية.
وتعتبر هذه الاعترافات بمقتل مدنيين الأولى من نوعها منذ بدء الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم «داعش».