الحوثيون يتقدّمون جنوباً ويقصفون نجران… ومسقط تستبق تأجيل جنيف نصرالله وثنائية النصر: وحدة الجبهات وثلاثية الشعب والجيش والمقاومة
كتب المحرر السياسي
من تدمر والرمادي ومساحة سورية والعراق حرب مفتوحة، دماء وخراب وفضائح تعاون استخباري أميركي خليجي مع «داعش» و«النصرة»، والواضح أنّ الفريق الذي يخوض الحرب على سورية منذ أربع سنوات، وقد صار العراق ساحة حربه الثانية، يرمي بكلّ ثقله لتحقيق تحوّل في مسار الحرب في الفترة الفاصلة عن الثلاثين من حزيران، أملاً بتغيير قواعد الحرب والتفاوض، ليعود ملف التفاهم مع إيران جزءاً من معادلة التوازنات الجديدة، التي يطمح التركي والسعودي والقطري إلى تحقيقها.
السلاح النوعي بيد «داعش» و«النصرة» لا يمكن إخفاؤه مع الذي أظهرته المعارك الأخيرة، والمجاهرة بتسويق «النصرة» كفريق معتدل وهي تنظيم «القاعدة» في بلاد الشام لم يعد يحرج السعودي والتركي والقطري، طالما وصل الأمر بالفرنسي إلى تبني المهمة، وعلى جبهة دعم «داعش» صارت المعادلة، إغراء «داعش» بالتوسّع في سورية والعراق وتولي مهمة القتال في اليمن وحصر العمل في السعودية بالمنطقة الشرقية ضمن بروتوكول مخابراتي، صاغه الأتراك بين «داعش» والسعودية بمعرفة ومباركة الأميركيين، المذعورين من وصول «داعش» إلى السعودية والمربكين في توافر فرص الفوز على ما تمثل من تهديد قبل مواجهة هذه اللحظة السعودية الكارثية، من دون إهداء النصر إلى محور المقاومة وقواه التي يستحيل النصر على «داعش من دونها، وواشنطن تنظر إليهم كخصوم لا يقلّون في نظرها خطراً عليها من «داعش»، طالما يشكلون خطراً على «إسرائيل» وأمنها وسيوظفون كلّ انتصاراتهم لحرب مقبلة معها.
يظلّ الثلاثون من حزيران موعداً حاكماً، على ضفتي المواجهة. فواشنطن مربكة هنا أيضاً، وهي كما قال رئيسها باراك أوباما ليست لديها بدائل، فالحرب على إيران تعني سقوط المحظور الديني لديها لامتلاك السلاح النووي، ورفع العقوبات ووقف التفاوض بعد سقوط المهلة يعني أن تلجأ إيران للعودة إلى التخصيب المرتفع، وتمتلك خلال شهر مخزوناً كافياً لامتلاك قنبلة، حتى لو لم تذهب إلى برنامج عسكري نووي، فهو كاف لدخول مرحلة قوة تغيّر معادلات التفاوض.
قبل الثلاثين من حزيران سيكون على الجميع حبس أنفاسهم للمفاجآت والمتغيّرات المتسارعة، خصوصاً أنّ حلف تركيا «إسرائيل» السعودية وقطر وفرنسا سيرمي بكلّ أوراقه قبل ذلك التاريخ لفرض أمر واقع في سورية يسمح برسم معادلة قوامها، أنّ «داعش» رقم صعب في الجغرافيا العسكرية، وطالما لا قرار أميركياً في مواجهته بالتعاون مع الدولة السورية، يمكن تسويق التعاون مع جبهة «النصرة»، بعدما تكون المقدّمات اللازمة لهذا الانفتاح على «النصرة» قد تمّت بعملية تبييض تعتمد تغيير الأسماء، فكما تغيّر الاسم من تنظيم «القاعدة» ليصير «النصرة»، سيحتلّ اسم «جيش الفتح» هذه المرة الواجهة لإخفاء اسم «النصرة»، بالتالي تخطي إحراج التعاون الرسمي مع «القاعدة».
في المقابل تستعدّ قوى المقاومة في المنطقة لتثبيت مواقعها وتحسينها، كي يتزامن توقيع التفاهم النووي، مع وضع تكون يد قوى هذا الحلف هي العليا، ولذلك يحشد العراق كلّ مقدراته لاسترداد الرمادي قبل نهاية حزيران، ويقوم اليمنيون بتنظيم خطط المواجهة هذا الشهر وفق ثلاثية، حسم عدن ووضع مواقع الجيش السعودي الحدودية حتى عمق الظهران تحت النار، والتمسك بعملية سياسية تبدأ بوقف الحرب السعودية وفك الحصار وحوار يمني ـ يمني غير مشروط ومن دون تدخل خارجي.
وقبيل إعلان الأمم المتحدة تأجيل عقد مؤتمر الحوار اليمني المقرّر يوم الخميس المقبل بعد تلقي أجوبة سلبية من الفريق المرتبط بالسعودية، الذي اجتمع في الرياض قبل أسبوع، كانت مسقط تستقبل وفداً من «أنصار الله» ضمن مسعى وساطة حاولت عبره سدّ الفراغ السياسي، قبل أن تعلن الأمم المتحدة انكفاء مبادرتها ربما حتى ما بعد الثلاثين من حزيران أسوة بجنيف السوري، وعلى خطى دي ميستورا سار إسماعيل ولد شيخ أحمد، بينما كانت مناطق جديدة جنوب اليمن تقع في يد الثوار والجيش، وكانت قذائفهم وصواريخهم تتساقط على نجران.
على الجبهة اللبنانية السورية الفاصلة في تقرير مصير هذه الحرب المفتوحة، وعلى مستوى سائر الجبهات لارتباطها بمستقبل خط الاشتباك الوحيد المفتوح مع «إسرائيل» من جهة، ولكون المقاومة في لبنان لا تزال الرقم الأصعب في قوى ودول محور المقاومة من جهة مقابلة، كانت المنطقة والحرب وكان المراقبون على موعد مع كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في عيد المقاومة والتحرير، التي شكلت محطة مفصلية في سياق الحرب المفتوحة لجهة ما تضمّنت من مواقف، خصوصاً رسم ثنائية المواجهة، «إسرائيل» والإرهاب واحد، وثنائية النصر، وحدة الجبهات وثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، فيما كان لبنان وهو يضيء شمعة التحرير الخامسة عشرة التي أشعلتها المقاومة، يضيء الشمعة الأولى لفراغ الرئاسة الأولى ترجمة لقرار سعودي بربط مصير الرئاسة اللبنانية بنتيجة حروب المنطقة وتسوياتها.
يدخل الفراغ الرئاسي اليوم عامه الأول، والخلافات الداخلية المستمرة ستبقى عائقاً أمام انتخاب رئيس، والجلسة 24 في الثالث من حزيران المقبل، ستكون على غرار الجلسات السابقة والحبل على الجرار، لينتهي العقد العادي لمجلس النواب نهاية الشهر الجاري، ويبدأ العقد الاستثنائي من دون أن يلتئم المجلس النيابي. وعلى رغم عتمة قصر بعبدا والمجلس النيابي، فإن 25 أيار لا يزال النور الذي أسّس للقدرة التي تسمح للبنان مواجهة الأخطار المحدقة، بالتماسك والاستقرار.
وشدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال الاحتفال بذكرى عيد المقاومة والتحرير في ساحة عاشوراء في مدينة النبطية، على «التمسك بالمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان اليوم في مواجهة الإسرائيلي والتكفيري وأيّ تهديد»، داعياً إلى «إخراجها من دائرتها اللبنانية وتقديمها إلى سورية والعراق واليمن وكلّ الشعوب التي تواجه الأخطار».
وأكد السيد نصر الله «أنّ معركة القلمون مستمرة حتى يتمكن الجيش السوري والمقاومة من تأمين كامل الحدود، كما نصح الجميع بإخراج عرسال وأهلها من دائرة المزايدات الطائفية»، داعياً الدولة إلى «أن تتحمّل مسؤوليتها في جرود عرسال»، ومشدّداً على «أنّ أهلنا في البقاع وبعلبك الهرمل لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد في أيّ جرد من الجرود»، كما توجه إلى أهالي عرسال بالقول: «نحن يا أهلنا في عرسال جاهزون أن نمدّ يد الاخوة والمساعدة ونكون إلى جانبكم، لكن يجب على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها».
وأشار السيد نصر الله إلى «أنّ ما نشهده هذه الأيام هو أنّ التاريخ يعيد نفسه بعناوين وأسماء مختلفة، لافتاً إلى أنّ بعض اللبنانيين كان يراهن على الاجتياح الإسرائيلي ويتعامل معه، كما كانوا جزءاً من مشروع واحد، وكان البعض يتحدث عن الإسرائيلي كصديق وحليف ومنقذ».
بدوره، أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي في منفذيتي المتن الشمالي والغرب عيد المقاومة والتحرير باحتفالين حاشدين، أكد فيهما نائب رئيس الحزب توفيق مهنا ورئيس المكتب السياسي المركزي الوزير السابق علي قانصو على التمسك بالمقاومة خياراً ونهجاً وممارسة، لأنها السبيل الوحيد لاستكمال تحرير الأرض ولصدّ المخاطر والمؤامرات التي تتعرّض لها بلادنا، وآخر حلقاتها الهجمة الإرهابية الظلامية المدعومة من المشروع الأميركي- الصهيوني ومَن معه من أدوات عربية وإقليمية.
كما أكدا الوقوف إلى جانب سورية لأنّ سلامة الدولة السورية تمثل سلامة للقضية القومية برمّتها، كون بوصلتها الدائمة باتجاه فلسطين، وتمثل الحاضن الأساسي للمقاومة. وتخللت المهرجانين كلمات سياسية وحزبية شدّدت على ضرورة حماية المقاومة من خلال تحصين الوضع الداخلي في لبنان وتفعيل عمل المؤسسات وفي المقدّمة انتخاب رئيس للجمهورية مؤمن بخيار المقاومة وبعلاقات لبنان المميّزة مع محيطه الطبيعي.
القوى الحزبية والشعبية ستحسم معركة عرسال
وفي السياق، أشارت مصادر مراقبة لـ«البناء» إلى «أنّ الأهمّ في خطاب السيد نصرالله والذي يدور حوله الخطاب هو تعميم القاعدة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة في المنطقة وليس في لبنان فقط، لأنّ الجيوش العربية لم ولن تستطيع مواجهة التنظيمات الإرهابية وحرب العصابات في أكثر من بلدٍ، بل تحتاج إلى مساعدة الحشد الشعبي والقوى الحزبية والشعبية الفاعلة على الأرض».
واعتبرت المصادر «أنّ حاجة دول المنطقة لدعم الحشد الشعبي ليس فقط لتأمين القوى العسكرية للقتال في الميدان، بل لتؤمّن الحروب على الإرهاب مشروعيتها التي تستند إلى الشرعية الشعبية»، مشيراً إلى «أنّ تعميم هذه القاعدة الذهبية لها أبعاد سياسية وعسكرية وسياسية».
وأضافت: «النقطة الثانية هي أنه لم يعد هناك من حدود جغرافية وسقوف محددة لحضور قوى حزب الله لمواجهة الأخطار الإرهابية على مستوى المنطقة، بل ستكون هناك محاور قتالية جديدة من دون أن تترك المقاومة ساحة الجنوب والمواجهة مع العدو الإسرائيلي بل ستبقى مستنفرة ومستعدة لذلك».
وتوقعت المصادر وفقاً لكلام السيد «معركة جديدة في جرود عرسال ستحسمها القوى الحزبية والشعبية والعائلات والعشائر في بعلبك – الهرمل إذا لم تقم الدولة بواجباتها وهي لن تقوم بذلك، لذلك ستكون المعركة قريبة».
وأوضحت المصادر أنه «طالما العدو التكفيري الإرهابي يتوسّع في المنطقة ويحتلّ المناطق السكنية ويرتكب المجازر، فإنّ حزب الله سيوسّع مناطق تدخله في سورية وفي كلّ المناطق لحماية لبنان بالدرجة الأولى والتي تبدأ من سورية».
أمنياً، واصل الجيش السوري والمقاومة التقدم في جرود القلمون والسيطرة على المزيد من التلال والمناطق وإلحاق القتلى والإصابات والخسائر في صفوف الإرهابيين. وقد تمّت السبت الماضي السيطرة على تلة صدر البستان الجنوبية بالكامل في القلمون وإيقاع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين فيما فرّ آخرون. وتقع هذه التلة شمال جبل طلعة موسى ويبلغ ارتفاعُها 2600 متر عن سطح البحر وهي تشرف على ما تبقى من جرود فليطة والجراجير وعلى جزءٍ كبير من جرود عرسال.
وأكد مصدر عسكري لـ»البناء» أهمية هذه التلة التي «تعتبر أساسية في المنطقة ومشرفة على كلّ منطقة جرود عرسال»، مرجحاً «أن يسعى المسلحون لفتح ثغرات في الطوق الذي يشكله الجيش اللبناني على عرسال لأنهم لا يستطيعون الاختراق من جهة الجرود خارج الأراضي اللبنانية أي من الجهة السورية».
ولفت المصدر إلى «أنّ الاحتمال الآخر هو أن يعمد فريق 14 آذار إلى رفع السقف والتحريض المذهبي والطائفي على حزب الله والجيش اللبناني وتحريك الشارع والوضع الأمني للحؤول دون دخول حزب الله إلى محيط عرسال وجرودها، مشيراً إلى أنّ قرار الدخول إلى عرسال هو موضع التباس محلي وليس تقنياً».
وكشف المصدر «أنّ هناك تواصلاً بين جرود عرسال والبلدة التي تحوّلت إلى مركز لوجستي وغرفة عمليات ومستشفيات ميدانية وغرف تحقيقات وسجون محاكم ومخازن ذخيرة للمجموعات المسلحة إضافة إلى المخيمات التي تأوي عدداً كبيراً من المسلحين».
وأوضح المصدر أنّ «حزب الله سيطر على كلّ التلال المشرفة على جرود عرسال، لا سيما فليطا، والتي تؤدّي إلى جرود عرسال»، معتبراً «أنّ استكمال الحزب المعركة ضدّ المسلحين في المنطقة سيدفعهم للدخول إلى عرسال ما يجعلهم يصطدمون حتماً بالجيش». وأكد «أنّ الجيش قادر على التصدّي للمسلحين وهزيمتهم لأنّ المعركة لن تكون أشدّ قوة وأصعب من معركة نهر البارد في الشمال لأنّ جزءاً كبيراً من أهالي عرسال سيتعاونون مع الجيش ضدّ المسلحين».
عون يعلن غداً الخطوات المقبلة
سياسياً ينهي تكتل التغيير والإصلاح جولاته اليوم على القيادات السياسية ورؤساء الأحزاب بزيارة النائب ميشال المر في عمارة شلهوب. ولفتت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» إلى أنّ التكتل سيجري تقويماً للنتائج التي خرجت بها الوفود من جولتها، وسيجري اتصالات مع القوى السياسية التي أيدت هذه المبادرة قبل عرضها على طاولة «التكتل» الذي يجتمع الثلاثاء في جلسة مخصصة لمناقشة المبادرة، على «أن يعلن رئيس التكتل العماد ميشال عون مساء الثلاثاء في حديث عبر قناة «أو تي في»، سلسلة خطوات ستكون بمثابة خريطة طريق للمرحلة المقبلة. وأكدت المصادر «أنّ رئيس التكتل لن يقبل بسياسة المقايضة التي يروّج لها تيار المستقبل، بإعطائه قيادة الجيش مقابل أن يتخلى عن رئاسة الجمهورية»، فهو شدّد أمام كلّ من فاتحه بالأمر على «ضرورة فصل المراكز العسكرية عن المراكز السياسية».
وكان عون، دعا وزير الدفاع سمير مقبل للاستقالة إذا كان غير قادر على التقيّد بالقانون، وقال: «وزير الدفاع ملزم بتنفيذ القانون وتعيين قائد جيش وليس التمديد لحالة غير شرعية، وإن لم يكن قادراً على ذلك فليستقل ومن يرفضنا في هذا البلد نرفضه أيضاً».
تمويل المحكمة من العليا للإغاثة
وينعقد مجلس الوزراء في جلستين الأولى الأربعاء لاستكمال مناقشة مشروع موازنة العام 2015، والثانية عادية يوم الخميس لبحث وإقرار بنود واردة على جدول أعماله. وأكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ»البناء» أن جلسة الأربعاء ستستكمل البحث في موازنات الوزارات»، مشيراً إلى «أن النقاط الخلافية رحّلها رئيس الحكومة تمام سلام إلى حين الانتهاء من الموازنة». وشدد على «أن تمويل المحكمة الدولية سيكون من الهيئة العليا للإغاثة على غرار ما جرى سابقاً في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي». وإذ لفت إلى أنّ العمل جار لتضمين السلسلة في الموازنة كأرقام، لفت إلى أنّ وزير المال علي حسن خليل أعدّ دراستين للموازنة: واحدة تتضمّن السلسلة، وأخرى من دون السلسلة.