هزائم سعودية كثيرة في اليمن في أقلّ من أسبوع
حميدي العبدالله
مع اقتراب الحرب على اليمن من إكمال شهرها الثاني، يبدو أنّ سير الحرب لا يشير إلى أيّ مكسب حققته هذه الحرب، سواء كان تكتيكياً أو استراتيجياً.
ففي الأسبوع الأخير من الشهر الثاني سجلت التطورات الميدانية ما يلي:
أولاً، إخماد المقاومة في عدن التي كان يخوضها أنصار الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي وبعض أطراف الحراك الجنوبي، بعد أن سيطر الجيش واللجان الشعبية على أحياء التواهي وكريتر وغيرها من الأحياء الكبرى في المدينة، رغم استمرار القصف الجوي والبحري الذي يستهدف تحركات الجيش واللجان الشعبية في العاصمة الاقتصادية لليمن.
ثانياً، سيطرة الجيش واللجان الشعبية على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، وقد اعترفت وسائل الإعلام المؤيدة للحرب على اليمن، ولا سيما قناة «الجزيرة» بهذا التطوّر الميداني البارز، وبرّرت سقوط المدينة وانسحاب الجماعات المسلحة، بأنه تمّ لتجنيب المدنيين والمدينة المزيد من الخراب، ومعروف أنّ هذا تبرير للهزيمة وإلا كان يجب الانسحاب أيضاً من مناطق أخرى لا تزال تشهد مواجهات.
ثالثاً، نجاح الجيش والقوات الشعبية في تحقيق تقدّم جديد في مأرب، حيث معقل «القاعدة» الرئيسي في اليمن، التي باتت تحظى الآن بدعم من السعودية وحلفائها بشكل علني.
رابعاً، نجاح الجيش واللجان الشعبية والقبائل في السيطرة على مواقع كثيرة داخل الأراضي السعودية، وأسر أكثر من 100 جندي سعودي في منطقة جازان وعسير.
خامساً، رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار سعت إلى بلورته الأردن بدعم من السعودية لإضفاء الشرعية على مؤتمر الرياض، والعمل على تبنّي قراراته، الداعية إلى استثناء الحوثيين، والمؤتمر العام من المشاركة في أيّ حوار يمني- يمني، وأصرّ مجلس الأمن على عقد الحوار في جنيف، أيّ في بلد محايد، وهو مطلب حركة أنصار الله.
في مقابل هذه المكاسب التي حققها اليمنيون لم تنجح السعودية والتحالف الذي تقوده في تحقيق أيّ تقدم، أو إنجاز أيّ هدف من الأهداف التي أعلنت، سواء في «عاصفة الحزم» أو «عودة الأمل» فلا قوة الحوثيين قد أضعفت، ولا قدرات الجيش بعد القصف أقعدته عن مواصلة القتال إلى جانب اللجان الشعبية، وبات واضحاً أنّ كلّ يوم إضافي تستمرّ فيه الحرب، يحمل معه المزيد من المكاسب لصالح اليمنيين، سواء داخل أراضي اليمن أو داخل الأراضي السعودية، وبالتالي بات من الملحّ طرح السؤال: إلى متى تستطيع المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الذين شاركوها الحرب، الاستمرار في شنّ الغارات الجوية التي لا تحقق سوى قتل المدنيين، وتخريب البنية التحتية وتدمير المنشآت الحيوية التي لن تقود إلى ربح الحرب، بل إلى تعميق حالة العداء بين اليمنيين والنظام السعودي؟