سلام: نسعى إلى الحفاظ على ما يؤمن الحدّ الأدنى من وحدتنا الوطنية

افتتح رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية «غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات»، في حضور وزراء الإعلام رمزي جريج، الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والبيئة محمد المشنوق والأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير وسفراء وعدد من المديرين العامين في الوزارات المختصة والجمعيات الأهلية، وممثلون للمؤسسات والجمعيات التي تعنى بإدارة الكوارث والأزمات.

بداية، تحدث المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لوكا راندا معتبراً «أننا نعيش في أوقات صعبة جداً، فالمنطقة برمتها تشهد أحداثاً دراماتيكية لا بل مأساوية أحياناً، وتغييرات يمكن أن تحدث بسرعة قصوى وفي شكل غير متوقع، هذه الظروف بالإضافة إلى الهشاشة اللبنانية تجاه الكوارث الطبيعية تحضنا على إيجاد طرق لتخفيف حدة المخاطر وتعزيز جهوزيتنا».

ولفت السفير السويسري فرنسوا باراس إلى أنّ بلاده ساهمت بنحو 5 ملايين فرنك سويسري في إطار الأزمات في لبنان.

وأشار السفير الألماني كريستيان كلاجس إلى أنّ «السراي الكبير هو مكان للقيادة، وإنّ الهدف كان ولا يزال تقليص الآثار في حال حدوث الأزمات والكوارث».

ثم تحدث الرئيس سلام فقال: «أهلاً بكم اليوم انطلاقاً من المسؤولية، مسؤولية الدولة في التصدي لهذا الأمر، وهذه المسؤولية هي مسؤولية سواء كانت على مستوى السلطة التشريعية أو التنفيذية أو كلّ مؤسسات الدولة، ولبنان عمل وجهد في التحضير لإنجاز هذه المقاربة ولإنجاز هذه الآلية التي علينا أن نختبر مستقبلاً مدى جاهزيتها وفاعليتها لاحتضان الكوارث إذا ما واجهتنا لا سمح الله».

وأضاف: «إنّ رئاسة مجلس الوزراء تسعى إلى مأسسة هذا العقد، وهو في جانب منه عمل ميداني إجرائي عملاني، لكنه أيضاً عفوي بقدر ما هي الأخطاء والكوارث في كثير من الأحيان عفوية في الطبيعة، تأتي من دون سابق إنذار، ولكن بقدر ما نتمكن من جهتنا من مأسسة هذا العمل سنرتقي إلى ما هو مطلوب لمواجهة هذا التحدي».

وتابع: «عام 2010 شكلت لجنة وطنية لوضع إطار عام للخطة الوطنية لإدارة الكوارث لتمثيل التوجهات الاستراتيجية للحكومة اللبنانية، وتم ذلك بالتعاون مع جهات دولية، على أن يتم ضمن فترة زمنية حددت بين عامي 2012 و2017، ونشطت وتقدمت الطاقات والكفاءات اللبنانية على المستوى الرسمي، وبدأ التواصل مع كل الجهات التي لديها تجارب وخبرة في هذا المجال، وبالتالي نحن اليوم أمام افتتاح غرفة العمليات الوطنية التي تعتبر إنجازاً كبيراً في إطار الورشة التي تمت في السنوات الماضية، وهذه الغرفة تمّ التوافق على أن يكون مركزها في السراي الكبير لما لهذا الموقع من وزن وثقل عملي في التواصل مع كل أجهزة الدولة وقطاعاتها، كذلك بما هو متوافر أيضاً في بناء هذا السراي الكبير من مكان أكثر أماناً في ظلّ ظروف كارثية قد تحيط بنا».

وأكد «أننا ملتزمون المضي بتحصين لبنان من الكوارث، والحكومة تسعى أيضاً الى تطبيق إطار عام سانداي 2015 و2030 حول الحدّ من مخاطر الكوارث الذي أقر في اليابان في آذار 2015، والذي يتضمن كما قلت مأسسة إدارة مخاطر الكوارث كما يتطلب تفعيل وتعزيز دور المراكز العلمية والبحثية لتحديد الأخطار والمخاطر إدماج القطاع الخاص وإشراكه، فالقطاع الخاص قطاع كبير في لبنان في مجال العمل الميداني وفي مجال عمل المشاركة، في كثير من المؤسسات الأهلية في إغاثة ومساعدة المواطنين والمناطق، كذلك أيضاً إمكان إعادة الإعمار بطريقة علمية محصّنة ما بعد الكارثة».

وأكد أنّ «كلّ ما تمّ وسيتم إنجازه لم يكن ممكناً لولا دعم شركائنا وأصدقائنا. صحيح أنّ هناك إرادة لبنانية وبذل وعطاء لبناني تمثل في كل الذين التزموا إنجاز هذا المشروع، ولكن لا بدّ لنا من التوجه بالشكر إلى برنامج الأمم المتحدة وإلى مسؤولي الأمم المتحدة في لبنان الذين واكبونا وأمنوا لنا أفضل المعطيات لإنجاح هذا التصور كذلك لا بدّ من التوجه بالشكر إلى الوكالة السويسرية للتنمية وإلى السفارات السويسرية والألمانية والأميركية واليابانية والفرنسية والإيطالية والتركية والإسبانية وجميع الذين تجاوبوا معنا».

وختم: «باسم الشعب اللبناني أشكركم وأشكر دعمكم لنا وللبنان، وان شاء الله نستمر معا في مواجهة العديد من التحديات، وتعلمون جميعا أننا في لبنان، في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة، نسعى جهدنا مع جميع القوى السياسية والمسؤولين للحفاظ على ما يؤمن الحدّ الأدنى من وحدتنا الوطنية، لنعبر في ظلّ أزمتنا السياسية الى ما يمكن أن يفرج عن مستقبل أفضل لنا وللبنانيين».

بعد ذلك افتتح سلام غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات، واستمع إلى شروحات من اللوء خير الذي أكد أنّ «الغرفة ستكون صلة الوصل بين الغرف الموجودة كافة في جميع المحافظات والوزارات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى