الشعب والجيش والحشد الثالوث المقدس… في مواجهة تقسيم العراق
توفيق المحمود
منذ أن تمّ الإعلان عن سقوط الرمادي التي تعتبر عاصمة كبرى محافظات العراق الأنبار وتتمركز في منطقة صحراوية مترامية الأطراف تمتد حتى حدود السعودية وسورية والأردن، أعتبر حينها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن سقوط مدينة الرمادي العراقية في يد تنظيم «داعش» انتكاسة لقوات الأمن العراقية وأن استعادتها ستتطلب جهداً إضافياً وأن بلاده ستستمر في دعم قوات الأمن العراقية بالضربات الجوية والتدريب والمعدات، فالموقف الأميركي لا يزال عائماً بين القول والفعل، فعلى رغم غارات التحالف الموجهة بحرب واشنطن ضد «داعش» لكنها لا تستطيع عرقلة زحف تقدم التنظيم أو منعه من الاستيلاء على المدينة، فسقوط الرمادي اعتبره الكثير من المحللين مؤامرة أميركية سمحت لتنظيم «داعش» بدخول محافظة الأنبار والانتشار في أرجائها رغم الوجود العسكر الأميركي الكثيف هناك، واعتبروها حيلة جديدة منها لتبرير تسليح العشائر السنّية بعدما قُدم طلب إلى الكونغرس الأميركي طالب بإمكانية تسليح قوات البيشمركة وقوات سنّية في شكل مباشر من دون العودة إلى حكومة بغداد المركزية لتعزيز النزاع الطائفي بالعراق والذهاب بالعراق إلى التقسيم وبخاصة بعد اتهام وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الجيش العراقي أنه لم يبد إرادة للقتال في مدينة الرمادي ما أدى إلى سقوطها بيد تنظيم «داعش» على حد قوله في محاولة أميركية لبث الخوف في نفوس الشعب العراقي وتعزيز مشاعر الإحباط والانقسام والتقسيم، فالشعب العراقي يثق في شكل كبير بجيشه وبقوات الحشد الشعبي الذين حققوا الكثير من الانتصارات وبخاصة بعد انضمام الحشد الشعبي إلى جانب الجيش العراقي والذي أطلق عليه الكثيرون اسم «الميليشيات» في محاولة لبث الفتن الطائفية في العراق، لكن الأميركي تراجع بكلامه وبخاصة بعد الاستنكار الكبير الذي وجه لكلام كارتر، فقد اتصل جو بايدن نائب الرئيس الأميركي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأكد مجدداً دعم الولايات المتحدة لمعركة الحكومة العراقية ضد تنظيم «داعش» وأقر بالتضحيات الهائلة والشجاعة التي أبدتها القوات العراقية في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة في الرمادي وغيره وتعهد بأن تقدم الولايات المتحدة دعماً كاملاً للجهود العراقية لتحرير الأراضي من تنظيم «داعش» بما في ذلك الإسراع بتقديم الولايات المتحدة التدريب والعتاد لمواجهة هذا التهديد.
وبخاصة بعدما كثُر الحديث إعلامياً عن أن الجيش العراقي انسحب فجأة من الرمادي وسلم المدينة لإرهابيي التنظيم وفي ظل تصاعد الأصوات المطالبة بإقالة قيادات في الجيش العراقي، بعد فشلهم في القيام بأداء مهماتهم وسقوط الرمادي ودعا حينها رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الحكومة إلى الإسراع في إقالة قادة الجيش ممن فشلوا في أداء مهماتهم.
إذاً العراق أراد مواجهة خطر التقسيم والمؤامرات الأميركية التي تسعى إلى تقسيمه يجب دعم ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، فهي السبيل الوحيد لاستعادة الامن في العراق بمواجهة مشاريع التقسيم وطلب رئيس الوزراء حيدر العبادي من الجيش العراقي والحشد الشعبي الاستعداد للذهاب لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في الرمادي خير دليل على اقتناع الحكومة والشعب العراقي بهذا الثالوث المقدس فهل يستعدي الجيش والحشد الشعبي مدينة الرمادي كما استعادوا مدينة تكريت تبقى الأجوبة مرهونة بقادم الأيام.