قصف مطار نجران السعودي بـ 50 صاروخاً
يبدو أن العودة الى قساوة «عاصفة الحزم» في كثافة الضربات الجوية ربما يشير إلى أن عملية «إعادة الأمل» كما أطلق عليها التحالف السعودي لم تسفر عن أمل في عودة النفوذ السعودي إلى مركز الثقل في اليمن.
ما سماه الناطق باسم التحالف «المرحلة الثالثة» بمسمى «الحسم وإنهاء الحرب» يبدو عوداً على بدء في المراهنة على تغيير المعادلات الميدانية، أقله «بمنطقة آمنة» تسمح باستقبال حكومة عبد ربه منصور هادي وارتقاء موقعها السياسي من حكومة المنفى.
في هذا السياق قد يكون تأجيل مؤتمر جنيف مهلة إضافية لعل التحالف السعودي ينجح في تعديل الكفة استناداً إلى عنف القصف والدمار تمهيداً لتوازن سياسي ما على طاولة الحوار.
الأمم المتحدة التي لم تدع إلى وقف الحرب وفك الحصار تسعى إلى هذا التوازن في الحوار الذي يأخذ بالمبادرة الخليجية تلبية للتحالف السعودي كما يأخذ باتفاقية السلم والشراكة لإرضاء أنصار الله والجيش، كما أوضح اسماعيل ولد الشيخ أحمد في الرياض.
في هذا السبيل ربما يكون الحراك الدبلوماسي الإيراني والروسي في سلطنة عمان تحضيراً لمؤتمر جنيف بحسب مطلب أنصار الله للحوار بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة في بلد محايد.
لكن التحالف السعودي الذي يعوّل على الحسم بتدمير معسكرات الجيش ومقار القيادات في كل المحافظات بحسب الناطق العسكري ربما لا يصل إلى مبتغاه في الوقت الضائع كما ثبت طيلة أيام الضربات الجوية الثقيلة.
المراهنة على تعطيل مستدام لحوار جنيف أملاً بحرب دمار مفتوحة قد يوصد الباب من الجانب الآخر في اتجاه خيارات القطيعة السياسية والتصعيد العسكري أبعد من معارك الحدود.
فالحرب هي أشكال أخرى للسياسة كما يقال لكن الحرب من دون أفق سياسي أشبه بالقتل من أجل القتل.
من جهة أخرى، كشف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مقابلة خاصة مع قناة «الميادين» إن السعودية طلبت منه التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين وعرضت عليه مبالغ مادية مقابل ذلك، مؤكداً أن الخلاف مع زعيم حركة انصار الله عبد الملك الحوثي لم يكنْ خلافاً عقائدياً بل إدارياً.
وفي السياق أشار الناطق باسم «حركة انصار الله» اليمنية محمد عبد السلام الى ان وفد الحركة يواصل اللقاءات في سلطنة عُمان حيث يتم التباحث حول الكثير من المسائل المتعلقة بالعدوان على اليمن.
وقال عبد السلام في حديث له أمس إنه «يتم تبادل الآراء ومقترحات الحلول ووجهات النظر مع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية بإشراف الأشقاء في سلطنة عمان»، وأضاف: «لمسنا حرص القيادة العُمانية على إحلال السلام والأمن والاستقرار ودعم الإغاثة الإنسانية والحلول السلمية والجهود الدولية ذات الصلة برعاية الامم المتحدة».
يذكر ان وفد «حركة انصار الله» الذي يزور عُمان يضم بالاضافة الى عبد السلام كلاً من رئيس المجلس السياسي صالح الصماد وعضو المجلس علي القحوم.
إلى ذلك، كشف القيادي في حركة أنصار الله اليمنية حميد حسين الحمداني أن السعودية اتفقت مع تركيا لإرسال قياديين وعناصر إرهابية للمشاركة في العدوان على اليمن.
وقال الحمداني إن اعترافات بعض المعتقلين الإرهابيين تؤكد أن قيادات جماعة «داعش» الإرهابية اجتمعوا في مدينة الرقة السورية وهاتاي التركية، وقرروا إرسال عناصرهم استجابة لطلب السعودية. وأضاف أن السعودية نقلت الإرهابيين إلى قواعد عسكرية في مدينة نجران الحدودية وجهزتهم بالسلاح وهيئتهم لدخول الأراضي اليمنية.
وذكر الحمداني أن 650 إرهابياً يتبعون لـ«داعش» تم نقلهم إلى السعودية للتخطيط لعمليات إرهابية في اليمن.
ميدانياً، قصف الجيش اليمني واللجان الشعبية مطار نجران الإقليمي في السعودية بأكثر من 50 صاروخاً من نوع غراد وأصابوه في شكل مباشر.
هذا واستهدف الجيش واللجان بالدبابات ومدفعية الميدان والصواريخ الافرادية المواقع العسكرية السعودية في محوري كتافة وتهامة.
وكانت مواقع عسكرية تابعة لجيش النظام السعودي في نجران وجيزان تعرضت لقصف صاروخي عنيف ما أدى إلى فرار الجنود السعوديين من تلك المواقع.
كما تم تدمير آليات سعودية في موقعي الشهبة والوعوع في الجهة المحاذية لمحافظة صعدة، وتحدث مصدر عسكري يمني عن مقتل ضابطين في موقع الشهبة.
وتقوم السلطات السعودية بنقل بعض المؤسسات الحكومية من مدينتي نجران وجيزان من بينها سجون ومعتقلات.
كما هزت انفجارات ضخمة قاعدة الملك خالد الجوية قرب مدينة خميس مشيط جنوب السعودية.
وبررت وسائل إعلامية قريبة من المملكة بالقول إن مقاتلة حربية سعودية انفجر محركها وهي تتأهب للإقلاع، لكن مصادر يمنية أكدت أن الجيش اليمني ضرب القاعدة التي تبعد قرابة 100 كيلومتر عن الحدود اليمنية بصاروخ سكود واستهدف مرابض الطائرات بصورة مباشرة.
وتحوي القاعدة أهم أسراب الطائرات من نوع إف 15 إضافة الى مركز صيانة الطائرات ومركز قيادة المنطقة الجنوبية وكليات عسكرية وثكنات للجيش.
وفي الجنوب واصل الجيش اليمني واللجان الثورية التقدم في مدينة عدن فيما وصلت القوات المشتركة إلى مشارف مدينة مأرب.