بلاتر رئيساً للفيفا بعد إقرار علي بن الحسين بالهزيمة
انعقد أمس اجتماع الهيئة التشريعية العليا لـFIFA، في هالنستاديون في زيوريخ بدورته رقم 65 لمناقشة واتخاذ قرارات في شأن أهم الأمور الإدارية المتعلقة بكرة القدم الدولية. وهذه هي النسخة التاسعة من الكونغرس التي تستضيفها مدينة زيوريخ، موطن الفيفا، منذ أن استقر في مقره في سويسرا عام 1932، وشهدت هذه الدورة انتخاب سيب بلاتر رئيساً للفيفا لمدة 4 سنوات لولاية خامسة على التوالي بعد أن انسحب الأمير علي من الدورة الثانية.
بدأت مراسم التصويت لانتخاب رئيس جديد للفيفا بكلمة من الأمير علي بن الحسين الذي قال: «نحن عائلة الفيفا نعترف بالمسؤولية الملقاة علينا ونحن جميعاً حماة للعبة كرة القدم، طريقنا هو الطريق المستقيم من خلال الشفافية والعمل الجماعي، واليوم نتطلع لاتخاذ قرار بالتغيير نحو فجر جديد. لو فزت سأكون قابلاً للمساءلة في أي وقت وأتعهد بأن أكون صادقاً وعادلاً. باب الفيفا سيكون مفتوحاً أمام الجميع وأقسم بأنني سألتزم بميثاق الشرف وأتمنى أن أعيد بناء البيت، وإنني سأتعامل مع كل الاتحادات بمبدأ المساواة. إنه يوم تاريخي للفيفا والكل ينتظر منّا الكثير، لا يمكن أن نستسلم الآن حان الوقت لنغير. أطلب منكم أن تضعوا ثقتكم بي وسأكافح كي أفي بوعودي».
بعدها كانت كلمة لقيصر كرة القدم بلاتر، إذ قال إن «عاصفةً هوجاء ضربت الفيفا خلال اليومين الأخيرين وعلى رغم ذلك فقد أصررتم على مواصلة العملية الانتخابية. شكراً لأنكم شاركتم في تطوير اللعبة وشكراً على تقاسمكم معي فلسفة التطوير المبنية على التعليم كأساس للتطور الرياضي. أنا ملتزم بمواصلة المشوار، نحن لسنا في حاجة لثورة بل نحتاج للتطوّر». وأكد أنه يتحمل جزءاً من المسؤولية عما حدث، وقال أنه يريد أن يبدأ الطريق من جديد مع جميع الاتحادات كي يجعل في نهاية رئاسته مؤسسة الفيفا قوية أمام العواصف الهوجاء. وتابع: «وبناءً على حبي لكرة القدم، سنقوم بتغيير الكثير من الأشياء منذ الغد. سيكون هناك قسم خاص لكرة القدم المحترفة من خلال تأسيس شراكة جميلة مع الأندية كي تبقى منافسات الفيفا في الصدارة. يجب أن نحمي بيتنا من التدخلات الخارجية، لا بدّ من أن نحافظ على كرة القدم كمصدر إلهام، والآن علينا أن نجمّل صورتنا من الغد. أريد أن أكون معكم وأنا في خدمتكم دائماً. كرة القدم تحتاج إلى قائدٍ قوي يعرف خفايا الأمور ولديه تجربة قوية».
بعدها أعلن الأمين العام للفيفا إجراءات التصويت وقال أنه في حال حصول أحد المرشحين على ثلثي الأصوات يفوز مباشرةً، أما في حال عدم حدوث ذلك ستجرى جولة ثانية، سيكون الحسم فيها بنصف أصوات الأعضاء إضافةً إلى صوت واحد.
وأجريت الجولة الأولى بنجاح وأحرز بلاتر 133 صوتاً مقابل 73 صوتاً للأمير علي و3 أصوات ملغاة، وكان الاحتكام للجولة الثانية التي ألغيت بإقرار الأمير علي بالهزيمة وانسحابه منها.
وقال بلاتر بعد انتخابه: «سأكون رئيساً لسفينة الفيفا وسأقودها لشاطئ النجاة، وفي نهاية مرحلتي سأسلم الفيفا للشخص القادم وهي قوية. أنا لست مثالياً ولا أحد مثالياً يجب علينا أن نعمل معاً للوصول إلى هذه المثالية».
الموافقة على مطالب الفلسطينيين والرجوب يصافح العدو
حاول المتظاهرون الموجودون أمام مقر انعقاد كونغرس الفيفا والذين يطالبون بتجميد عضوية الكيان الصهيوني اقتحام قاعة الجمعية العمومية ولكن الشرطة السويسرية منعتهم بالقوّة، وتعطلت أعمال كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم لفترة قصيرة بعد أن دخلت سيدتان قاعة مقر الجمعية العمومية الـ65 للفيفا بمدينة زيوريخ السويسرية وهتفتا بشعارات ولوحتا بالعلم الفلسطيني، قبل أن يتدخل الأمن لإبعادهما.
وكانت إحدى السيدتين على الأقل تتقلد بطاقة التعريف الرسمية للمؤتمر وقد هتفتا بالشعارات المؤيدة لطلب فلسطين بإقصاء «إسرائيل» من الفيفا، عقب إلقاء السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الكلمة الافتتاحية للمؤتمر. واستدعى بلاتر الأمن والتمس العذر من الحضور بعد أن جرى إخراج السيدتين من قبل الأمن.
وكان الاتحاد الفلسطيني قد طلب من الفيفا تعليق عضوية «إسرائيل» لقيامها بوضع عراقيل أمام الرياضة الفلسطينية والرياضيين. ثم سحب الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني طلب تعليق عضوية الكيان الصهيوني أثناء كلمته، بعد أن أقنعه بذلك أعضاء آخرين، لكنه طالب بحرية تحرك اللاعب الفلسطيني ووضع حد للسياسة العنصرية للجماهير الصهيونية وإنشاء 5 أندية للكيان الصهيوني على أراضي فلسطينية، ما دفع ببلاتر إلى تكوين لجنة لمناقشة المطالب.
بعدها طالب رئيس اتحاد الكيان الصهيوني بمصافحة الرجوب، لكن الرجوب اشترط تنفيذ المطالب لمصافحة الأخير، بعدها جرى التصويت على المطالب ليتم الموافقة بنسبة 90 في المئة على تشكيل لجنة لمناقشة مشاكل الكرة الفلسطينية. وما كان من الرجوب إلا أن صافح رئيس الاتحاد «الإسرائيلي» بمشهدٍ مذل للكرة الفلسطينية.