أريحا من مدينة القمر الى مدينة الظلام
هيا عيسى عبدالله
أريحا «مدينة القمر» أو «مكان الروائح العطرية»، كما سميت سابقاً تتحول اليوم الى مدينة الظلام الارهابي ومكان لرائحة الدم والدمار.
اليوم وبعد هدوء نسبي عادت منطقة إدلب الى واجهة الأحداث في سورية بسبب اندلاع المعارك في مدينة اريحا الاستراتيجية التي تربط كلاً من إدلب والفوعة وكفريا بالطريق السريع نحو الساحل السوري، وقد شنت جبهة النصرة هجوماً كبيراً على مدينة اريحا بدأته عبر انفجارين انتحاريين على موقع متقدم للجيش السوري في المدينة تبعهما تفجير نفق تحت موقع آخر ساهم في اندلاع اشتباكات عنيفة وانتهت المعركة بشبه مذبحة كبيرة في صفوف مقاتلي «جبهة النصرة».
سياق الحرب على أي أرض يراد أخذها هو تفكيك الجيش وهدم البنية للدولة وهذا ما نراه واضحاً في هجوم «داعش» والتنظيمات المماثله له في الوطن العربي فبداية من سورية مصب الارهاب عندما قصدت المجموعات المسلحه مطارات مهمه منها «الطبقة كويرس «ايضاً الغارات «الاسرائيلية» في القنيطره او مبنى البحوث في جمرايا… وغيرها كثير.
وبالانتقال الى ليبيا تلك الدولة المفككه حالياً التي تم استهداف مطاراتها وقواعد صواريخ فيها. واليمن ضحية العدوان السعودي التي استهدفها بضربات جوية على مباني مطار صنعاء وأهداف عدة لمواقع رادار الدفاع الجوي ومخازن إمداد وموقعين لمضادات الطائرات ومخزناً للذخائر وآخر للصواريخ البالستيه.
وفي هذه الأثناء يكون الجيش في حاجه لأي دعم نفسي قبل الدعم اللوجستي ففي هذه الحالة يكون الشعب مدعواً للوقوف مع الجيش قلباً وقالباً وبهذه الإوقات أكثر من غيرها بمعنى لا يجب عليه ان يقف ويصفق قفط عندما ينصر وعندما يخسر يبدأ الطعن والتشكيك هذا ما أكد عليه الرئيس الاسد في عيد الشهداء فقال: «طبيعة كل المعارك، أن تكون عملية كر وفر، وربح وخسارة، وصعود وهبوط… وكل شيء فيها يتبدّل ما عدا شيئ وحيد هو الإيمان بالمقاتل، وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار، لذلك عندما تحصل نكسات يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع، وأن نعطي الجيش المعنويات، ولا ننتظر منه دائماً أن يعطينا، فالعملية هي عملية تبادل في شكل مستمر، وليس كما يفعل بعضهم اليوم عندما يحاول تعميم روح الإحباط واليأس بخسارة هنا أو خسارة هناك أو لأنه يخضع للدعاية الخارجية».
أريحا هي آخر العنقود التركي… فتركيا منذ مدة وكل الإحصاءات تقول لأردوغان أن ما يراهن عليه من الفوز في السلطه ليصير سلطاناً سيخسر بها وأن الأحداث الآن تقول ان أردوغان يريد ان يشعل نصف حرب على الحدود ويبقيها قبل انتخاباته ولكن مدينة اريحا هي آخر مدينة ممكن ان يأخذها قبل الانتخابات، فهو سيفعل ما بوسعه ليوسع دائرة سيطرته ولكن ما يكسبه المسلحون ضمن مرمى النار التركي سيخسرونه خلال ما بعد القلمون، فكلما كسرت فقرة في ظهر «النصرة» في القلمون يرد أردوغان بالتحرش شمالاً حتى نهاية انتخاباته بعد أقل من أسبوع.
ولكن المعارك في القلمون حاسمه والانتصارات مستمره هذا ما اكد عليه ايضاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الأخيره حيث قال: «إن معركة القلمون انتصار ميداني كبير جداً وإنجاز عسكري مهم وعظيم جداً، لافتاً إلى أن هزيمة مدوية ألحقت بالتنظيمات الإرهابية وتم إخراجها من مناطق الاشتباك كافة.