يازجي: لتفعيل منطق الحوار والحلّ السياسي السلمي

ترأس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي قداس أحد العنصرة، والذكرى الاحتفالية بإطلاق السنة اليوبيلية الـ25 لتأسيس تيلي لوميار، في كنيسة دير سيدة البلمند، بمعاونة المطرانين كوستا كيال وغريغوريوس الخوري، الأرشمندريت يعقوب الخوري، رئيس الدير الأرشمندريت يعقوب خليل، رئيس معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الأب بورفيريوس جورجي ولفيف من الكهنة والشمامسة.

بعد القداس، ألقى يازجي عظة قال فيها: «دعوتنا اليوم أن نتأمل وسط كلّ ما يحدث في العالم وفي الشرق الأوسط تحديداً، أن نتأمل تلك الجماعة المسيحية الأولى، مريم مع مصف الرسل والتلاميذ. دعوتنا أن ننظر فيهم ونتأمل كيف أمسى صيادو السمك منابر الروح للبشرية. أيامهم لم تكن أسهل من أيامنا. ولا نفوسهم كانت من طينة الملائكة. هم من طينة أرضنا ومن عجنتها. نتأمل فيهم بساطة العيش وقوة المحبة. نتأمل فيهم جذوة الغيرة التي طرحت عنهم كل خوف. هم طرحوا الخوف لأنهم عاينوا الحق. والحق أطلقهم وقاد خطواتهم فكتبوا بشارتهم بلغة العصر. نحن نتفهم أنّ ظروفنا صعبة ولكننا نفهم ونيقن أكثر أنّ مسيحيي هذه الأرض هم ذرية أولئك وأن التاريخ يقول والحاضر أيضاً أنّ أجراس كنائسنا التي كانت ولم تلبث أجراس محبة لكلّ الناس ولكلّ دين، وأجراس عيش مشترك مع الأخ المسلم، لن تسكت أبداً في هذا الشرق».

وتابع: «نجدّد الدعوة الملحة إلى انتخاب رئيس الجمهورية حفاظاً على كلّ مؤسساته وصوناً لاستقراره الداخلي. لبنان الرسالة يستدعي من الجميع أن يكونوا أمام المسؤولية والوقوف إلى جانب المواطن الذي يدفع من حياته ومن أتعابه ضريبة غالية. نصلي أيضاً من أجل سورية. ونطلب من سيدة البلمند القائدة أن تحوطها بعونها وتكون دوماً إلى جانب المهجر والمخطوف. نصلي من أجل أخوينا مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي القابعين في الأسر وسط صمت دولي مريب. نصلي من أجل سورية التي تدفع ثمن فواتير الإرهاب والتكفير ومحو أوابد القيم والآثار. نصلي من أجل سلامها ومن أجل قوة رجاء أبنائها وندعو العالم إلى النظر بعين الإنسانية إلى ما يجري. ونناشد الجميع تفعيل منطق الحوار والحلّ السياسي السلمي رأفة بالإنسان».

وكان البطريرك يازجي زار أول من أمس دار الفتوى، يرافقه المطران كوستا كيال وعضو لجنة الحوار الإسلامي المسيحي ميشال عبس، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حضور أمين الفتوى في الجمهورية الشيخ أمين الكردي وأمين عام اللجنة محمد السماك، وكان بحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

كما التقى وفداً روسياً ضمّ: رؤساء وأعضاء لجان من مجلس الدوما الروسي، رؤساء جمعيات برفقة سفير روسيا ألكسندر زاسيبكين، وتناول اللقاء قضايا الساعة والمستجدات على الساحة الإقليمية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى