«بنت الشهبندر» شهامة الرجال في مواجهة المكائد

وائل العدس

بعدما لمع قصي خولي وسلافة معمار في أدوار العاشقين في عدة أعمال، أهمها مسلسل «أرواح عارية»، يتجّه الثنائي نحو رحلة حبّ جديدة، تعيدنا إلى زمن الاحتلال العثماني، هكذا اختتم المخرج سيف الدين سبيعي تصوير كامل مشاهد مسلسله التاريخي «بنت الشهبندر» في لبنان، وهو من تأليف هوزان عكو.

يروي العمل قصة حبّ تجري أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وتحديداً مع بدء انهيار الاحتلال العثماني، وقبل بداية الحرب العالمية الأولى.

يؤدّي أدوار البطولة إضافة إلى خولي ومعمار كل من قيس الشيخ نجيب، ورفيق السبيعي، ومنى واصف، وديمة الجندي، ومن لبنان أحمد الزين، وفادي إبراهيم، وليلى قمري، وسميرة بارودي، ووجدي مشموشي.

قصة العمل

من المتوقع أن يأخذنا المسلسل إلى الأجواء الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الحقبة، ويعدّ أشبه بسيناريو مؤرّخ، فقد كُتب العمل بإجماع كبار المؤرخين الذين يعرفون التفاصيل السياسية في تلك الحقبة إضافة إلى مشاركة بعض الأكاديميين المهتمّين بالأحداث التاريخية. لذلك ستكون بعض المشاهد حقيقية، أو أقرب إلى الحقيقة، وستحيي العادات والتقاليد التي كانت سائدة وقتذاك، مع بعض التغييرات الضرورية لتتناسب مع المسلسل.

وتجري أحداث المسلسل في مطلع القرن العشرين في أحد أحياء دمشق القديمة، حيث يختفي «زيد» بشكل مريب وغريب وهو ابن أحد زعماء أحياء دمشق إثر عودته من زيارة قام بها إلى بيت عمه الشهبندر «سليم»، كشف فيها عن مخاوفه وضيقه من رغبة والده «أبو راشد» في تعيينه خلفاً له بدلاً من شقيقه الأكبر «راغب» الذي طرده والده وعزله لأسباب مجهولة.

ويحتاج حل لغز اختفائه المفاجئ إلى سنتين تقضيها، بين حيرة وانتظار وألم، زوجته الجميلة «ناريمان» بنت الشهبندر. في حين يبحث «راغب» عن شقيقه المفقود ويخشى أن يعثر عليه، وما بين الصراع على السلطة والنفوذ، والرغبة في تحقيق الذات في ظل صراع الإرادات، تظهر شهامة الرجال في مواجهة المكائد بين العشق المكبوت وغير المشروع، الأعمى منه والصريح، وعفة العشاق ورفعتهم، تدور قصة «راغب» و«زيد» ابني الزعيم مع «ناريمان» بنت الشهبندر.

رومنسية بامتياز

أكد الكاتب أن العمل سيكون مختلفاً ومميزاً ولا يشبه أي عمل آخر، ويقول عكّو إن مصطلح «الشهبندر»، عمره أكثر من 500 عام، ويعني كبير التجار باللغة الفارسية، مشيراً إلى أن الأحداث تدور في بلاد الشام التي كانت تضمّ في الحقبة العثمانية كلاً من سورية ولبنان وفلسطين.

وعن اختيار تلك الحقبة من التاريخ، يقول عكو إن الهدف هو تسليط الضوء على حكاية حصلت في ذلك الزمن، وليس التركيز على الحدث التاريخي نفسه.

أما قصة المسلسل فهي رومنسية بامتياز كما وصفها كاتبها، وتتخللها تقاطعات من الحياة العامة التي تنقل أجواء تلك الحقبة التاريخية بكل تفاصيلها. تطور هذا الاسم مع الوقت، لا سيما في العهد العثماني، إذ صار يحمله قناصلة على اعتبار أن معظمهم يعمل في خدمة مجال التجارة في بلدهم.

وعما إذا كان هذا العمل هو من طراز مسلسلات تاريخية أخرى كـ«سرايا عابدين»، ردّ كاتب العمل هوزان عكو، بالقول إن هذا المسلسل الذي يتألف من ثلاثين حلقة لا يشبه أي دراما تمثيلية سبق أن قدّمت على شاشات التلفزة، وإن قصته غير مستوحاة من أي مجريات سبق أن حصلت في الواقع.

وأشار إلى أن القصة حبكت أحداثها بدقة تجعل المشاهد يتابعها بشغف.

وشدد الكاتب على أن صورة الفرسان والشهامة والنبل في العمل، تقدم من خلال دراما الموقف، أي الدراما المفقودة، لا الدراما التي تقوم على «الهوبرة». وأكد ابتعاد العمل عن صبغة البيئة وعن الصورة التوثيقية للمجتمع البيروتي، مشيراً إلى أن تشريح المجتمع، هو الخطأ الذي وقع فيه معظم الأعمال الشامية، التي ظنت أنها تشرّح المجتمع الشامي والبيوت الشامية، في حين شوّهتها.

وعن الظرفين المكاني والزماني لمسلسله المؤلف من 30 حلقة، يقول: إنها حكاية عشق قد تحدث في أي بيئة وفي أي مكان وزمان، اخترت لها بيروت لظروف القصة ولظروف إنتاجية، هي حكاية حب تجري في فترة أواخر الحكم العثماني وظهور الحركات والنشاطات الوطنية في بيروت، بداية نشأة الفكر الاستقلالي العربي عن إسطنبول، حين وجد صراع بين تيار يدعو لمواجهة العثمانيين في شكل مباشر، وتيار اخر يدعو إلى الاصلاح». وفي هذا السياق لفت إلى أنه طوّع التاريخ لخدمة الدراما وليس العكس، مختاراً مرحلة تاريخية بيضاء فارغة من الأحداث الكبيرة لتجنب أي خطأ تاريخي، ولإبقاء التركيز على ملحمة العشق. وعن الجنسيات المختلفة في العمل، بين أن العائلات الدمشقية سكنت بيروت في تلك الفترة، وأصبحت من سكانها.

دور جديد

من جهتها قالت معمار إنها ليست جديدة على التجارب التاريخية، وبالرغم من حبّي للدراما الاجتماعيّة، إلا أنّي أحببت هذه المرّة أن ألعب دوراً جديداً مع «بنت الشهبندر». ولفتت إلى أنها تحمّست لدورها بعد قراءة النص، رافضةً القول إنها «بطلة المسلسل الأولى»، بل هناك برأيها «مجموعة من الأبطال الذين يشكلون نواة وضمان نجاح العمل».

وتؤدي دور «ناريمان» التي ستعاني قصة حب رائعة. فهي تحب «زيد» وتتزوجه في بداية العمل، ويختفي لأسباب معينة، ويتبيّن أن شقيقه «راغب» كان واقعاً في حبها، في حين هي متمسكة بـ«زيد»، على رغم إحضارهم لها إثباتاً أنه مات، لكنها ولأنه لم يدفن، تعيش كل الوقت على أمل عودته.

وتشير إلى شعورها بالمسؤولية بسبب تسمية العمل على اسم الدور الذي تؤديه، كاشفة أن ناريمان من أب لبناني وأم سورية، لذا حديثها باللهجة السورية سيكون طبيعياً، لافتة في الوقت عينه إلى اعتماد اللهجة البيضاء في العمل بسبب تنوع الجنسيات والجمهور، الأمر الذي أكده أيضاً مخرج العمل.

خفيفة الظل

أشارت ديما الجندي إلى أن الشخصية التي تلعبها خفيفة الظل سيحبها المشاهد، مشيرة إلى أن مؤلف القصة كتبها بأسلوب رائع سيشد المشاهد من الحلقة الأولى للعمل.

الابن الأكبر

ووصف خولي العمل بأنه أكثر من رائع وأن المشاهد سيتابع قصة حب لا مثيل لها، وكشف خولي أنه على رغم حب «راغب» لـ«ناريمان»، إلا أن القيم والتقاليد والشهامة لا تسمح له بأي خطوة تجاهها، فيحارب الفكرة حتى في داخله، على رغم العشق الذي يتفجر في قلبه. ولفت إلى أنه يكون الابن الأكبر لأحد الوجهاء الذي بعد خلاف كبير مع والده، تعود الوجاهة إليه التي كانت آيلة لأخيه، بعد اختفائه.

الشخصيات اللبنانية

فادي إبراهيم أكد من جهته أنه سيتألق من دون شك في الدور الذي يجسده، وأنه سيشكل محطة مهمة في مشواره التمثيلي، وأن لديه كامل الثقة في الشركة المنتجة ولذلك هو يتوقع عملاً فريداً من نوعه.

ورأت سميرة بارودي أن هذا النوع من القصص، يستحوذ كثيراً على اهتمام المشاهد، وأن المسلسل سيحمل رسالة مباشرة للمشاهد العربي، تعطيه فكرة واضحة عن معنى التضامن الذي كان سائداً في الماضي بين أهل المنطقة الواحدة بعيداً عن التعصب أو العنصرية.

أما أحمد الزين، الذي يعود إلى الشاشة الصغيرة بعد طول غياب، فقد أكد أنه وخلال قراءته نص المسلسل بكى أكثر من مرة للمواقف المؤثرة التي يتضمنها.

ويؤدي مشموشي دور «حلاق الحيّ»، موضحاً أنه يمتلك كل أسرار الحيّ، وهو دور طريف قليلاً، الدور الوحيد الذي يحمل صبغة كوميدية في العمل، وهو يملك أخباراً كثيرة فيها غرابة وكذب وطرافة، لافتاً إلى أنه سيجسده بطريقة «الكاريكاتور».

ويؤدي شاهين شخصية الجاسوس «عوني»، خط خاص له تأثير كبير في الأحداث، بينما يجسد عيسى دور «القبضاي صالح» الذي يخوض صراعاً من أجل أرضه، حاملاً في ملامح الشخصية القوية والرجولة، في شكل لم يقدمه من قبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى