ائتلاف المعارضة السورية تركي الهوى داعشي الهوية…
سعد الله الخليل
ليس بغريب على ائتلاف المعارضة السورية أن يمثل التوجهات التركية، وأن يركب موجة الأهواء السلطانية في سياساته وقراراته وتوجهاته لتوافر كلّ موجبات الولاء المطلق غير القابل للنقاش أو المساومة، فمن التمويل التركي منقطع النظير إلى الإقامة في فنادق السلطنة الجديدة ذات النجوم الخمسة مروراً بالتعاون الاستخباري المحكم وولاء الطاعة «الإخواني»، والذي حوّل أعضاءه إلى مجرد صبية صغار في لعبة أردوغان الكبيرة، بالتوغل أكثر في الأرض السورية والإمعان في دم أبنائها، فتنقضُّ لتقزم انتصارات أبناء جلدتها في مواجهة أعتى التنظيمات الإرهابية سفكاً في الدم السوري، وآخرها البيان الذي اتهمت فيه وحدات الحماية وحزب الاتحاد الديمقراطي، والذي يصف سلوكهما «بالإرهابي بما ينسجم مع مخططات النظام»، بحسب وصف الائتلاف، «في محاولة لتهميش الإنجازات التي حققتها الوحدات في مواجهة تنظيم «داعش» في الحسكة والقامشلي، وطرده من أجزاء واسعة من المنطقة الشمالية، وبعد إعلان عزمها التصدّي لـ«جبهة النصرة» ومرتزقتها في حلب، وإعلانها سعيها لتحرير تل ابيض في الرقة من «داعش»، وهو ما لم يرق للائتلاف ولشخصيات وازنة فيه سبق أن بايعت تنظيم «داعش» على السمع والطاعة.
ولمن يتعجب من انزعاجهم من إنجازات وحدات الحماية فليتذكر تاريخ «الإخوان المسلمين» في سورية في الثمانينات حين استباح الدم السوري تحت راية ليست ببعيدة عن راية «داعش» و«النصرة» التي يهلل لها أبناء قتلة الأمس ويسخرون في بيان من مواجهة السوريين لتنظيم أدخله حليفهم الملا أردوغان في مشهد يعيد إلى الذاكرة بيانات استنكار وإدانة «الإخوان» للتنصل من مجازر لا تنسى في تاريخ سورية من الأزبكية إلى مدرسة المدفعية ومحاولة إلباس الجريمة لفصائل منشقة عن التنظيم.
قامت قيامة الائتلاف حين أعلنت وحدات الحماية مواجهة «جبهة النصرة»، وهو ما يتعارض مع مشروعها التركي الأميركي بتعويم «النصرة» ومحاولة إثبات «براءتها» من تهمة الانضواء ضمن قائمة التنظيمات الإرهابي،ة حيث تولت المهمة كبريات الصحف العالمية ومحطات التلفزة الأميركية ومن يدور في فلكها من المحيط إلى الخليج، صورة تلاقت فيها رؤية وحدات الحماية مع رؤية الجيش العربي السوري والمقاومة على كسرها وهزمها ما استدعى جنون الائتلاف وتركيا التي لم تكد تنسى صفعة الوحدات لمرتزقتها في رأس العين وعين العرب وتل تمر التي شرّع لها أردوغان بواباته الحدودية ليعيثوا في الأرض السورية جرائمهم.
رغم مرور عقود على جرائم «الإخوان المسلمين» في سورية يستمرّ النهج الإقصائي الدموي في فكر وسلوك من لفّ لفيف التنظيم بجناحيه السوري والتركي تحت يافطة «العدالة والتنمية»، عبر لعبة تبادل الأدوار المفضوحة منذ اليوم الأول للأزمة السورية فمن غطى سرقة تركيا لمعامل حلب خطط لخطف السوريين ونقلهم إلى المشافي التركية للمتاجرة بأعضائهم وغض الطرف وهلل لدخول «النصرة» إلى إدلب وبارك جهود السلطان العثماني الجديد باستدراج الموهوبين من أبناء سورية في المخيمات التركية ومنحهم جنسية السلطنة لتمثيل أنقرة في المحافل دون أن يرفّ للائتلافيين جفن أو ينبسوا ببنت شفة معترضينً على ما سرقته تركيا من حجر وبشر، ويتساءل مراقبون: هل يجرؤ على ذلك رئيس الائتلاف التركي الجنسية؟!
جهود تركيا الحثيثة على خط اللعب بثلاثية «الائتلاف» و«النصرة» و«داعش» قد تفضي في الأيام سباقاً لمبايعة الجولاني أو البغدادي إماماً للائتلاف المعارض بعد احتراق أوراقه في المحافل وعلى الأرض وإسدال الستار عن مسرحية ائتلاف سوري معارض تركي الجنسية داعشي الهوية.
«توب نيوز»